أكد رئيس فيدرالية جمعيات المجتمع المدني لولاية قسنطينة، أنه سيتم إنشاء لجنة عقلاء لحل النزاعات القائمة بين المواطنين قبل وصولها للمحاكم، و ذلك خلال ملتقى نظم أمس حول دور وسائل الإعلام و المجتمع المدني في توعية المواطن للعيش في سلام.
وأوضح السيد عبد الحكيم لفوالة أن الفيدرالية قد خرجت بجملة من التوصيات، و منها إنشاء اللجنة المذكورة التي تتشكل من أئمة وفنانين وأطباء نفسانيين، إضافة إلى الخروج للميدان لتجسيد شعار العيش بسلام في المجتمع، مضيفا بأن بداية العمليات التحسيسية ستكون من بلدية أولاد رحمون، قبل التحول إلى كل من ابن زياد، زيغود يوسف وبلدية الخروب بما فيها مدينة علي منجلي، كما يجري السعي لإنشاء خط أخضر للتواصل المباشر بين المواطن و فيدراليته، داعيا إلى فتح المجال أكثر أمام المجتمع المدني ومد يد المساعدة له.
ونظمت صبيحة أمس فيدرالية جمعيات المجتمع المدني لولاية قسنطينة، يوما دراسيا وتحسيسيا، حول دور وسائل الإعلام وهيئات المجتمع المدني في توعية المواطن للعيش معا في سلام، و ذلك بقاعة المداولات لبلدية قسنطينة تحت شعار «الإعلامي والناشط الجمعوي يدا بيد لخدمة المجتمع»، وهذا بمشاركة مجموعة من الصحافيين وجمعيات ومنتخبين محليين وأساتذة جامعيين وأطباء علم نفس وفنانين.
ومثلت رئيسة التحرير بجريدة النصر وسائل الإعلام خلال الملتقى ، حيث تحدثت عن الدور الهام الذي تلعبه السلطة الرابعة في بعث روح السلم داخل المجتمع، من خلال المعالجة السليمة و عدم مجاراة الشارع في بعض الإنزلاقات ، وقدمت أمثلة عن بعض الهفوات التي انساقت وراءها الصحافة في قضايا رأي عام، منها جريمة اختطاف وقتل الطفلين هارون و ابراهيم وأحداث العنف والتراشق بين مناصرين من مختلف الفرق وغيرها من الحوادث التي اعتبرتها دروسا نبهت لأهمية الاحترافية في الطرح.
كما كان للجانب الديني نصيبه في هذه الملتقى، بعد أن تحدث أحد الأئمة عن الدور البارز والمهم الذي يلعبه الصحفي في إرساء ثقافة العيش معا في سلام، وذلك منذ عهد الرسول، عندما أمر بنقل الخبر بأمانة لكي لا يتأذى أحد جراء تلك المعلومة، مسترجعا عدة قصص وعبر دينية، هدفها واحد وهو العيش في سلام.
وتحدث ممثل عن أطباء علم النفس وشرح سبب العداوة والكراهية داخل المجتمع، والتي قال إنها حالت دون تحقيق مبدأ العيش في سلام، مؤكدا أن كل من يرفض أو لا يعيش بهذا الشعار يعتبر إنسانا متعصبا، ومنطويا على نفسه، ومنغلقا له أفكار سلبية، ولا يقدر على بناء أفكار جديدة، فيما ذكر الفنان و المنتخب ببلدية قسنطينة، حكيم دكار، أنه أصبح يخشى العيش داخل المجتمع، ويخاف على نفسه، وعائلته ومدينته، من التصرفات التي يقوم بها الجيل الجديد والذي يختلف كثيرا عن جيله حسب قوله، أما الرئيس السابق لبلدية قسنطينة، الدكتور عبد الحميد شيبان، فقال إن مفهوم العيش بسلام ليس أمرا جديدا على المجتمع الجزائري، لكن جيل اليوم يختلف عمن سبقه، و هو برأيه، سبب نقص مشاعر المودة و الأخوة بين المواطنين.
حاتم/ب