استغلال الأنفاق المهجورة وتوسيع مداخل قسنطينة
اختتمت أمس بجامعة قسنطينة 1، فعاليات تظاهرة تحدي الأفكار لتهيئة وسط مدينة قسنطينة، بالإعلان عن اتفاقية تعاون بين مخبر التهيئة العمرانية و لجنة التعمير و التهيئة التابعة للمجلس الشعبي الولائي، و ذلك تثمينا للمقترحات التي قدمتها ثماني فرق بحث دولية، لتحسين الوسط الحضري للمدينة، بناء على دراسة أكاديمية نظرية ومعاينة ميدانية قام بها طلبة من جامعات إفريقية، مغاربية و شرق أوسطية طيلة أسبوع كامل.
اللجنة العلمية للتظاهرة مشكلة من خبراء دوليين، على غرار البروفيسور صلاح الدين شراد من جامعة قسنطينة، و المعماري الفرنسي بيار ميرلان، إضافة إلى الباحثة الكندية سيلفي باري، اتفقوا على تصنيف مقترحات الفريقين المغربي و اللبناني في المرتبة الأولى، بينما تقاسمت الفرق البحثية الأخرى المرتبة الثالثة، بما في ذلك طلبة جامعة قسنطينة و الجزائر و تونس و الطوغو و السينيغال و البنين.
علما أن كافة الأفكار المقترحة لتهيئة وسط المدينة، صبت في محتوى واحد يخص إلزامية تنظيم حركة النقل بالنسبة للراجلين و المركبات، من خلال إعادة استغلال الإنفاق الأرضية المغلقة و المهجورة، كنفقي شارع سويداني بوجمعة و طريق سطيف، فضلا عن توسعة مداخل المدينة عبر إنشاء محولات رئيسية، بالإضافة إلى بناء حظيرة ذات طوابق على مستوى الواجهة الخلفية لسوق بومزو، مع تحويل السوق إلى مركز للجذب السياحي بتغيير نشاطه من الأغذية إلى الصناعات التقليدية و الحرف، زيادة على بناء مجمع تجاري و مركز للأعمال في مكان العمارة الواقعة خلف قصر الثقافة، يكون بمثابة منارة تمنح إطلالة شاملة على المحيط الطبيعي للمدينة بواجهتي بكيرة و باردو .
و أجمع المتنافسون أيضا، على إلزامية تحرير الوسط الحضري من البنايات الهشة على مستوى شارع بلوزداد، وصولا إلى عوينة الفول، و استغلال مساحاتها كحظيرة طبيعية للتسلية، مع تحويل مجاري مياه منطقة الغراب و استغلالها لإنشاء حمامات تقليدية، ناهيك عن اقتراح توسعة خط الترامواي إلى غاية وسط المدينة عن طريق جسر علوي أو نفق أرضي، لتكون محطته النهائية هي حديقة بن ناصر « لابريش».
و هي مقترحات أكد بشأنها البروفيسور صلاح الدين شراد ، رئيس مخبر التهيئة العمرانية، بأنها تخدم في عمومها محور التحدي، حيث تركز على خلق الحركية الاقتصادية و الاجتماعية و إعادة استغلال المساحات المتوفرة، مشيرا إلى أن مخطط البحث شمل نقاطا رئيسية على مستوى منطقتي الانزلاق و المحيط الثابت، إضافة إلى مداخل ومخارج و أنفاق وسط المدينة، فضلا عن شوارع رئيسية أبرزها قيطوني عبد المالك و بلوزداد.
بدورها أكدت عضو اللجنة العلمية للتظاهرة، لامية جرادي، بأن مقترحات هذه المنافسة الفكرية التي جاءت بالتنسيق مع المنظمة العالمية لترقية العمران و التهيئة، ستكون بادرة أولى في مسعى تفعيل نتائج البحث العلمي التي لا تزال حبيسة أدراج الجامعات، من خلال إشراك المنتخبين المحليين و دفع السلطات المحلية، كما قالت، إلى الانفتاح على الجامعة وتوظيف البحث في عملية التنمية، و لما لا وضع إستراتيجية مستقبلية لتهيئة وسط المدينة ، و جعله يستعيد مفهومه الذي تميع في الفترة الأخيرة ، حسبها.
و أضافت المهندسة بأن اللقاء خلص كذلك إلى الاتفاق على برمجة تظاهرات مماثلة، ينتظر أن تنعقد قريبا و تكون فرصة لجمع مهنيي المجلس الشعبي الولائي من مهندسين و تقنيين و عمرانيين، لاستكمال مسار التعاون في مجال البحث لضبط مخطط عمل استشرافي مثمر.
من جهة أخرى، أوضحت المهندسة سامية بلعباس، أن تظاهرة تحدي الأفكار، لا تعد استثناء ، بل تدخل في إطار البرنامج السنوي للمنظمة العالمية لترقية العمران و التهيئة، و تعود إليها فكرة اقتراح دراسة وسط مدينة قسنطينة كنموذج للبحث ، كعضو في الجمعية، حيث أشارت إلى أنها قدمت طلبا بهذا الخصوص لذات الهيئة سنة 2016، وسعت رفقة المنظمين إلى إدماج المنتخبين المحليين في عملية متابعة أشغال النشاط، بغية تمكينهم من الاطلاع على النماذج و الحلول التي بوسع الجامعة تقديمها في مجال استراتيجيات العمران عموما، خصوصا وأن قسنطينة تسعى، حسبها، لتبوأ مكانتها الفعلية كمدينة ميتروبولية قاطبة، وفق ما نص عليه المخطط الوطني لتهيئة الإقليم سنة 2010.
و قالت المختصة بأن الاستقلالية الاقتصادية و الاجتماعية التي بدأت تحظى بها المدينة الجديدة علي منجلي، تعد فرصة مناسبة لإعادة الاعتبار لوسط المدينة من خلال تهيئته.
هدى طابي