نفد مخزون بلدية قسنطينة من المواد الغذائية واللحوم، حيث لم تتزود غالبية الابتدائيات منه ، وتوقفت المطاعم عن تقديم الوجبات الساخنة والباردة على حد سواء، وهو ما أثار حفيظة الأولياء الذين قدموا شكاوى كثيرة، في الوقت الذي ما يزال فيه الممونون ينتظرون مستحقاتهم المالية العالقة منذ العام الماضي، فيما تؤكد مصادر من المجلس، أن عملية فتح الأظرفة لاختيار متعاملين جدد قد تمت يوم أمس، وشرع في تموين المطاعم على أن تقدم من اليوم وجبات باردة، وتستأنف الوجبات الساخنة بداية من يوم الأحد.
و توقفت غالبية المطاعم عبر مختلف مندوبيات بلديات قسنطينة العشر، عن العمل، حيث لم تقدَّم الوجبات في عدد كبير منها منذ بداية الفصل الدراسي الجاري، وهي مشكلة توسعت أكثر خلال هذا الأسبوع، وشملت غالبية الابتدائيات بعد نفاد المخزون، باستثناء عدد قليل جدا منها و التي ما تزال تقدم وجبات محتشمة، حيث أفاد مندوبون للنصر، أنهم وقفوا عاجزين أمام الوضع واضطروا حتى إلى اقتناء بعض المواد الغذائية الأساسية كالزيت والطماطم من أموالهم الخاصة أو من طرف بعض الأولياء، لكن سرعان ما ساء الوضع، بحسب تأكيدهم.
و تؤكد مصادر متطابقة للنصر، وقوع أخطاء إدارية خلال إعداد دفاتر الشروط، وهو الأمر الذي تسبب في عرقلة عملية إبرام الصفقات، في حين أن غالبية الممونين بالمواد الغذائية و الخضر واللحوم، وحتى الخبز والبيض والدواجن والحليب ومشتقاته، يصرون على تلقي مستحقاتهم المالية العالقة منذ بداية العام الماضي، والتي قاربت قيمتها المالية مبلغ 30 مليار سنتيم.
وتشير ذات المصادر، إلى تسجيل حالة لمتعامل قام بتموين البلدية بالماء والحلويات، خلال فترة امتحانات شهادة التعليم الابتدائي لكنه لم يتلق مستحقاته، ولم يتحصل على الوثائق الخاصة بالعملية، وهو الأمر الذي دفع به إلى الاحتجاج في العديد من المرات، كما لجأ بعض الممونين إلى العدالة لاسترجاع أموالهم.
وسبق وأن أكد لنا منتخبون وإداريون من بلدية قسنطينة، أنه من الصعب تسوية المستحقات خلال فترة قصيرة، بسبب تسجيل الأخطاء الإدارية في إعداد الصفقات وانقضاء سنة 2018، حيث يرفض المراقب المالي والخزينة العمومية اتخاذ أي إجراءات لتسهيل الدفع، بعد غلق الحسابات المالية لعام 2018، فيما ألغى رئيس البلدية طلب العروض الوطني لتموين المطاعم المدرسية لسنة 2019، وذلك بسبب وجود اختلاف في معايير التقييم التقني.
وذكر مدير ابتدائية في اتصال بالنصر، أن الأولياء احتجوا وطالبوا بتوضيحات، بسبب توقف تقديم الوجبات، لكنه لم يستطع الرد عليهم، علما أن مختلف المدارس تعرف عجزا كبيرا في اليد العاملة، في حين أصبحت بلدية قسنطينة تتكفل بأزيد من 40 ألف متمدرس موزعين على 136 ابتدائية، بموجب تعليمة من وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، وهو ما أدى بالمجلس إلى زيادة كمية بعض المواد الغذائية على غرار اللحوم الحمراء.
وقد حاولنا الإتصال برئيس بلدية قسنطينة عراب نجيب، كما تنقلنا إلى مقر المجلس الشعبي البلدي دون أن نتمكن من لقائه، فيما أكد منتخبون بالمجلس للنصر، أن عملية فتح الأظرفة لاختيار متعاملين لتموين الابتدائيات قد تمت يوم أمس، و شرع مساء نفس اليوم في تزويد المدارس بالمواد الغذائية، على أن تقدم اليوم وجبات باردة، وتشرع المطاعم المدرسية في تقديم وجبات ساخنة بداية من يوم الأحد .
لقمان/ق