أوقفت مصالح الأمن في ساعة متأخرة من مساء أمس، قاتل شقيقه بحي الدقسي عبد السلام بمدينة قسنطينة، بعد أربع وعشرين ساعة من الجريمة المروّعة، في حين أكد لنا مواطنون أن الجريمة بدأت بخلاف عائلي بين الأخوين.
وتنقّلنا إلى موقع الجريمة بحي الدقسي عبد السلام، حيث التقطت مسامعنا في الطريق إلى المكان بعضا من حديث المواطنين حول وقائعها و أسبابها، مُبدين تأسّفهم من الحادثة، في حين تقرّبنا من بعض جيران عائلة الضحية “ع.ص” البالغ من العمر 31 سنة، حيث أكّد لنا سكان تحدثنا إليهم أن الحادثة وقعت مقابل المنزل العائلي الواقع بعمارة قريبة من مسجد مصعب بن عُمير، مشيرين إلى أن المشتبه به (ع.س) شقيق الضحية ويعمل بنّاء، كما قام بأولى خطواته للزواج بعد أن خطب فتاة منذ حوالي شهرين فقط. وقد عاد المعني بحسبهم، مساء أول أمس من ورشة إنجاز منزل بحي ابن شيكو القريب من الدقسي، حاملا معه معدات العمل.
وأضاف محدثونا أن الشّاب توجه إلى بيت العائلة، لكنهم ما لبثوا أن شاهدوه يعود إلى الشارع بعد أن شب شجار بينه وبين شقيقه الأكبر تبادلا فيه الرّشق بالحجارة والتهديدات نتيجة لخلاف عائلي. ورغم محاولة الجاني الابتعاد، بحسب رواية محدثينا، إلا أن الضحية قام برشقه بحجر أصابه في الظهر، ليعود إليه شاهرا في وجهه خنجرا طعنه به في صدره، ما أرداه قتيلا متأثرا بالإصابة، مضيفين أن الشقيقين تشاجرا قبل بضعة أيام بالحجارة أيضا.
وعندما اقتربنا من منزل عائلة المشتبه به والضحية، لاحظنا مجموعة من الأطفال بالقرب من كراسي فارغة أعدت لاستقبال المعزين، بالإضافة إلى نعش مُنصّب على جدار العمارة تحضيرا لتشييع جنازة المقتول بعد صلاة العصر، في حين خيّم الحزن على المكان.
وتحدثنا إلى جار آخر أخبرنا أنه يعرف الجاني والضحية معرفة جيدة، حيث قال إنه لم يكن حاضرا في المكان وقت وقوع الجريمة، لكنه قدم لنا رواية تتقاطع في الكثير من تفاصيلها مع رواية محدثينا السابقين، حيث أكد لنا على أن الأخوين يعيشان في حالة من الفقر الشديد، مضيفا بأنّ والدتهما مريضة ومصابة بصعوبات حركية، قبل أن ينفجر باكيا وهو يصف لنا حالتها. وأضاف نفس المصدر أن والد المشتبه به والضحية متوفى، كما أنّهما يقومان برعاية والدتهما وحتى أشغال البيت، مشيرا إلى أن السكان يعيشون حالة صدمة، في حين “نبّه إلى أن حادثة القتل جرت في ظروف شجار”.
يُذكر بأن الجريمة وقعت حوالي السابعة والربع من مساء الثلاثاء، بحسب ما جاء في بيان لمصالح الأمن، التي علمت بالجريمة من خلال مكالمة هاتفية عبر الرقم الأخضر، كما سعت مصالح الحماية المدنية لإسعاف الضحية دون جدوى. سامي.ح