اتخذت مؤسسة «سياكو» إجراءات مستعجلة لتعزيز الأمن داخل جميع المنشآت التابعة لها، على خلفية حادثة غرق طفل بخزان مائي بمدينة حامة بوزيان، فيما تؤكد إدارة الشركة، أن عدد الحراس غير كاف لمراقبة جميع الهياكل التابعة لها بشكل دائم، و بخصوص التموين، فإن مشروعا ضخما يرتقب أن يدخل حيز الخدمة خلال سنة 2020، سيضمن تزويد جميع بلديات الولاية على مدار 24 ساعة.
بعد الحادثة الأليمة التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، و تمثلت في غرق طفل داخل خزان مائي بمنطقة الشركات بمدينة حامة بوزيان، التقت النصر بمدير الاستغلال بمؤسسة المياه و التطهير «سياكو» بقسنطينة السيد عبد الحكيم حيرش، و الذي أكد بأن إجراءات مستعجلة قد اتخذت، من أجل تعزيز تأمين جميع المنشآت التابعة لهذه الشركة خاصة الكبيرة منها، و التي قد يصل قطرها إلى 5 هكتارات، و ذلك من خلال تجنيد وحدات حراسة متنقلة، ستقوم بتقديم تقارير دورية للجهات المختصة، بالتنسيق مع المصالح الأمنية.
هياكل غير صالحة ورثتها المؤسسة عن البلديات
و قال محدثنا بأن مهمة مؤسسة «سياكو» هي القيام بتسيير المنشآت في ما يخص توزيع المياه الصالحة للشرب و كذا التطهير، لأن أصل ملكية هذه الهياكل، يعود للبلديات التي تعاقدت معها المؤسسة، مضيفا بأنه و منذ سنة 2009، بدأت عملية تحويل الشبكات و المنشآت إلى «سياكو»، التي كانت قبل هذا التاريخ تسيّر فقط 5 بلديات في ولاية قسنطينة، و إلى غاية سنة 2012 تم ضم جميعها، على غرار عين عبيد و بن باديس، وكذا مسعود بوجريو، و ابن زياد، إضافة إلى زيغود يوسف و بني حميدان و جزء من حامة بوزيان، و ذلك مع تسجيل تحفظات بالجملة، فالكثير من الخزانات، كانت، حسب حيرش، تقع في مناطق بعيدة عن السكان و ليس هناك خطر عليها، و مع زيادة التوسع العمراني سجل تعدي على بعض منها.
و أشار مسؤول التوزيع إلى أن الكثير من المنشآت كانت في وضعية لا تسمح بتسييرها بالشكل الجيد، فتمت إعادة الاعتبار لحوالي 45 منشأة، و منها ما تم إصلاحه من قبل مديرية الري، و الكثير منها لا تزال مبرمجة للترميم ضمن البرامج البلدية للتنمية، و يؤكد محدثنا بأنه لا يمكن تأمين جميع المنشآت، بتخصيص حراس لها، لأن هناك 295 خزانا و 75 محطة ضخ و 30 بئرا ارتوازيا و 4 محطات تصفية و كذلك 40 مركز تطهير، على مستوى الولاية، كما توجد مراكز كبيرة تحتاج إلى عدد كبير من الحراس، و من بينها منشآت استراتيجية تتطلب أعوانا مسلحين، و بالتالي فإن أعوان الحراسة الذين يبلغ عددهم الإجمالي 450 غير كافين تماما لتأمين كل الهياكل التابعة لـ «سياكو»، يضيف محدثنا، و ذلك على الرغم من توفر طرق أخرى للتأمين، من خلال المراقبة عبر الكاميرات و أنظمة الإنذار.
و يؤكد السيد حيرش بأنه تم تسجيل اعتداءات على المنشآت الكبيرة في الأعوام القليلة الماضية، حيث تتم سرقة بعض الأجزاء مثل الأبواب أو وسائل الطاقة، و كذا كسر الأقفال، و بدورها تقوم «سياكو» بإيداع شكاوى لدى المصالح الأمنية، و كإجراء وقائي، سيتم القيام بحملة تحسيسية للمواطنين لتحذير المواطنين من الاقتراب و الدخول لهذه الخزانات، حيث يعد ذلك، حسبه، تعديا على هياكل حساسة، و هو أمر يعاقب عليه القانون.
450 حارسا لمئات الهياكل
و في ما يتعلق بالتموين، فقال محدثنا بأن هناك مشروعا ضخما قيد الانجاز من قبل الجزائرية للمياه، و ذلك بغرض الرفع من معدل الإنتاج، حيث انطلقت الأشغال الخاصة به، و المتمثلة أساسا في توسعة محطة سيدي خليفة، التي تقدر طاقتها الانتاجية في الوقت الراهن، بحوالي 350 ألف متر مكعب في اليوم، على أن ترتفع إلى 400 ألف و هو ما سيسمح بتأمين علي منجلي و ماسينيسا و عين النحاس بالمياه الصالحة للشرب بصفة دائمة.
و أكد محدثنا بأنه بعد الانتهاء من هذا المشروع خلال سنة 2020 على أقصى تقدير، فإن معظم الوحدات الجوارية بعلي منجلي ستتمكن من استهلاك المياه لـ 24 ساعة في اليوم، كما يوجد خزان بسعة 50 ألف متر مكعب و آخر بـ 25 ألف متر مكعب، إضافة إلى 3 خزانات بنفس المكان سعة كل منها 5 آلاف متر مكعب، يضاف إليها الشطر الأول من خزان بالتوسعة الغربية بسعة 10 آلاف متر مكعب، و هو أمر كاف، حسب المسؤول.
هذا المشروع الكبير لتأمين الولاية سيسمح بضخ 2000 لتر في الثانية من بومرزوق و بني هارون، عبر قنوات ضخمة ستؤمن المنطقة الجنوبية من قسنطينة على غرار عين عبيد و ابن باديس و كذلك أولاد رحمون، حيث أن مدّ القنوات انتهى بنسبة 100 بالمئة، و العمل جار في الوقت الراهن، على انجاز محطات الضخ، إضافة إلى خزانات كبيرة، و في نفس المشروع، هناك أنابيب تمر عبر منطقة القماص على مسافة 13 كيلومترا، لتصل منطقة جبل الوحش نحو خزان بسعة 25 ألف متر مكعب سيؤمن هذه المنطقة لتتزود على مدار اليوم، و من دون انقطاع.
كما تمتد هذه القنوات نحو ديدوش مراد و زيغود يوسف، و بالتالي منطقة الرتبة ستكون مؤمنة أيضا انطلاقا من بني هارون، إضافة إلى خزانين أنجزا بهذا القطب السكني الضخم، الأول اكتمل بسعة 5 آلاف متر مكعب و الثاني يجري إنجازه بسعة 25 ألف متر مكعب. و الأهم من كل ذلك هو مشروع مبرمج، قيد الدراسة في الوقت الراهن، من طرف الوكالة الوطنية للسدود، و ذلك لانجاز سد بمنطقة بني حميدان بسعة 100 مليون متر مكعب سوف يكون بمثابة تأمين دائم للولاية.
انقطاع الكهرباء سبب رئيسي للتذبذبات
أما فيما يخص التذبذبات الحاصلة في توزيع مياه الشرب، فأسبابها موضوعية حسب ما يؤكد محدثنا، أولها الاعتداء اليومي على الشبكة من طرف المقاولين و هو أمر يستدعي قطع التموين لإصلاح القنوات، و في الوقت الراهن يتم تحويل الشبكة في الشطر الثاني من أشغال «الترامواي» بمدينة علي منجلي، ما أدى إلى اختلال في التوزيع، إضافة إلى انقطاعات التيار الكهربائي في المحطات، ما يؤدي إلى نفاد مخزون الخزانات، حيث أن انقطاع ساعة من الكهرباء، يقابله انقطاع التموين لثماني ساعات، حسب ما يضيف ذات المتحدث.
و أوضح السيد حيرش، بأن شبكة التوزيع قسنطينة من أكبر الشبكات عبر الوطن، حيث أن طولها يقدر بـ 3400 كيلومتر، أما شبكة الإنتاج فتمتد على طول 630 كيلومترا، و هو ما يستلزم إمكانيات كبيرة للمراقبة، لمنع الاعتداء عليها، حيث أن سنة 2019 شهدت إلى غاية الوقت الحالي، إيداع مصالح «سياكو» لأكثر من 200 شكوى.
عبد الرزاق.م