يبدو بأن حظيرة التسلية «ديزني لاند» أو «بليكز بارك» بجبل الوحش بقسنطينة، لن ترى النور قريبا، فالأشغال متوقفة بها، و ما أنجز إلى غاية الوقت الراهن، ضئيل جدا مقارنة بحجم المشروع «الضخم» الذي ينتظره القسنطينيون، حيث تم بناء إحاطة خارجية و الشروع في تشييد مبنى بالمدخل، فيما قامت اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة هذا المرفق، الذي كان يفترض أن يسلم في شهر مارس الماضي، بإعذار المقاول، وفقا للبنود التي تم الاتفاق عليها في دفتر الشروط.
و زارت النصر حظيرة جبل الوحش أمس، حيث لم نتمكن من الدخول إليها، بعد أن وجدنا جميع أبوابها مغلقة، و لم نلتق سوى بعون أمن أمام بوابتها الرئيسية، فيما بدا المكان هادئا جدا، و خال تماما من أية حركة، أو نوع من الأشغال داخل الورشة التي كانت متوقفة، كما لم نر أي عمال، و ما لاحظناه أن نسبة الأشغال تراوح مكانها منذ عدة أشهر، إذ لم يتم إنجاز سوى إحاطة خارجية من الطوب و الإسمنت، بعد أن أزيل السياج الحديدي القديم الذي كان يحيط بالحظيرة، أما البناية التي شرع في تشييدها في المدخل القديم، بعد هدم البنايات التي كانت تقع في المكان، فلم تتعد ورشتها مرحلة الأساسات التي يبدو أنها بدأت في التهاوي، بعد أن توقفت الأشغال بها منذ مدة طويلة، قد تتعدى 6 أشهر.
و كانت الحظيرة قد منحت للاستغلال وفق عقد امتياز لمدة 33 سنة قابلة للتجديد، للمستثمر «بليكز» في سنة 2017، و الذي كان قد صرح بعد ذلك لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن المشروع سيتربع على مساحة 10 هكتارات، وبأنه سينجز في إطار شراكة ثلاثية صينية روسية إيطالية، حيث سيتم على حد تصريحه آنذاك، بناء مطاعم ذات طابق أرضي و مطعم علوي إضافة إلى المدخل والجناح الإداري.
كما أن صاحب المشروع كان قد أكد بأنه من المحتمل أن تهدم الهياكل القديمة، لتُبنى مكانها عشرات المطاعم وفقا لهندسة معمارية مستوحاة من فن العمارة الروسية، حيث ستحتوي على 15 مأوى مخصص لأعوان الحراسة والأمن، و ما يقارب 30 كشكا متعدد الخدمات موجها لبيع الفشار و الحلوى و بطاقات التعبئة للهاتف المحمول و السجائر وغيرها.
و كان بليكز قد ذكر أيضا بأن تكلفة الـمشروع تفوق 5 مليار دينار، و أنه سيكون مستوحى من «ديزني لاند»، ليشمل 22 لعبة، يتم تركيبها وصيانتها من طرف إيطاليين، كما ستوضع عجلة كبيرة ستكون الأعلى في الجزائر و ذلك على ارتفاع 50 مترا، بالإضافة إلى ألعاب «سكة الموت» العملاقة «الـ 8 الكبيرة» و سفينة القراصنة والبرج المتأرجح، و أيضا لعبة سيارات التصادم الموجهة للأطفال و البالغين وكذا الأحصنة الخشبية الدوارة، كما ذكر حينها، بأن الحظيرة ستساهم في استحداث ما يزيد عن 500 منصب عمل دائم.
و مرت حديقة التسلية بجبل الوحش، بتجارب خوصصة فاشلة، انتهت بالفسخ و قد كان آخرها مع مستثمر افتتحها سنة 2013، بعد إعادة إنجاز المدخل و تشييد بعض البنايات و وضع ألعاب بسيطة، لكن المرفق أغلِق فجأة بعدها، و صار دخوله ممنوعا على العائلات، ليتم فسخ العقد مع المستثمر، و في أفريل من سنة 2017 أعلنت مديرية أملاك الدولة لولاية قسنطينة، عن مزايدة لكراء الحظيرة بعد 3 سنوات من غلقها، لترسو الصفقة على رجل الأعمال المعروف بليكز وفقا للمرسوم 15/305، وذلك لاستغلالها لمدة 33 سنة قابلة للتجديد.
النصر زارت المستثمر بليكز في مقر مؤسسته بمدخل المنطقة الصناعية بالما، قبل فترة من إعداد هذا الموضوع، حيث لم نجده بالمكان، وقد طلب منا ترك رقم الهاتف، من أجل تحديد موعد معه، غير أن ذلك لم يحدث، فيما علمنا من مصدر مسؤول، أن اللجنة الولائية التي ترأسها مديرية السياحة و تضم أيضا مديرية أملاك الدولة و عدة هيئات أخرى، قد قامت بتوجيه إعذار أول للمستثمر، بعد خرجة ميدانية إلى الحظيرة قبل بضعة أشهر، لكن هذه الخطوة لم يصدر أي إجراء جديد بعدها، بالرغم من أن الموعد المعلن عنه لافتتاح هذا المرفق كان محددا بشهر مارس الفارط.
و للعلم فإن سكان قسنطينة كانوا ينتظرون افتتاح هذه الحظيرة بفارغ الصبر، بعد أن سمعوا عنها الكثير، خاصة أن الولاية تنعدم بها مرافق ترفيهية من هذا النوع، إذا ما استثنينا «الصنوبر لاند» التي افتتحت قبل أشهر قليلة بالخروب، حيث يضطر القسنطينيون للتنقل إلى ولايات مجاورة للترفيه عن عائلاتهم و أطفالهم.
عبد الرزاق.م