تشهد الأسواق و محلات الألبسة و حتى طاولات الباعة الفوضويين بقسنطينة، منذ عدة أيام، انتشارا لألبسة الأطفال و المراهقين في سن التمدرس، كما تعرض مختلف المستلزمات من مآزر و محافظ، و التي تعرف إقبالا كبيرا على اقتنائها، مع بداية العد التنازلي لموعد الدخول الاجتماعي، فيما تبدو السلع متوفرة و في متناول جميع الفئات، و تقبل الغالبية على شراء المنتجات التركية و بأقل نسبة الصينية، و ذلك لجودتها مقارنة بأسعارها، حيث أن متوسط كسوة تلميذ قد تصل إلى 10 آلاف دج.
و ما لمسناه خلال جولة بشوارع مدينة قسنطينة، هو الإقبال الملفت من قبل المواطنين على محلات بيع المستلزمات المدرسية، على غرار المآزر و المحافظ، و بدرجة أقل الملابس، التي يبدو بأن الكثير من أرباب الأسر اقتنوها لأبنائهم خلال عيد الأضحى، الذي لم يمض على مروره سوى أيام قليلة، و بالتالي تم الاحتفاظ بنفس الكسوة، من أجل الدخول المدرسي، الذي يفصلنا عنه أسبوع واحد، و هو ما أكده الكثير من الأولياء الذين التقينا بهم في محلات بيع الألبسة.
بالمقابل يسابق الكثير من أرباب الأسر الزمن لتجهيز جميع أبنائهم، قبل انطلاق الموسم الدراسي يوم 4 سبتمبر المقبل، و ذلك من خلال اقتناء الألبسة التي يحتاجونها، حيث يبحث الجميع عن شراء نوعية جيدة و بأسعار معقولة، غير أن المنتجات المتوفرة في السوق، قد لا تكون أسعارها في متناول جميع الفئات، فما انخفض ثمنه، يكون في الغالب من النوعية الرديئة، أما النوعية الجيدة و الممتازة فأسعارها جد مرتفعة، و قد يزيد ثمن السروال أو القميص الخاص بالأطفال على 3000 دج للقطعة الواحدة، لكن على العموم فإن معظم المواطنين يقتنون السلع التركية، التي تبدو أسعارها معقولة و كذلك نوعيتها التي تكون مقبولة، إذ أن سعر السروال التركي للأطفال يكون بين 1200 إلى 2500 دج، أما الأحذية فتتراوح أسعارها بين 2000 و 5000 دج.
وما لاحظناه على مستوى شارع 19 جوان بوسط المدينة، أن الكثير من المحلات باتت تعرض ملابس الأطفال فقط، و كذلك المآزر الخاصة بالذكور و الإناث على حد سواء، و من خلال سؤالنا لأصحاب المحلات، تبين بأن معظم السلع مصدرها تركيا، مؤكدين بأنها الأكثر إقبالا و طلبا من قبل المواطنين، و ذلك أمام تراجع السلع الصينية، التي بات الإقبال عليها ضعيفا، حسب محدثينا، و ذلك بالنظر لأن جودتها أقل من نظيرتها التركية، فيما أن السعر هو نفسه تقريبا.
و يختلف سعر المآزر المعروضة حسب مصدرها و جودتها، فالأقل نوعية قد تبدأ أسعارها من 400 دج، و يزيد ثمنها حسب نوعية القماش، لتصل إلى غاية 2000 دج، سواء الخاصة بالذكور أو الإناث، و قد لاحظنا أن الإقبال كبير على نوع من المآزر يمكن نزع أكمامها و تركيبها، أي أنها مناسبة للصيف و الشتاء، كما ينافس الإنتاج المحلي بقوة فيما يخص المآزر، و بأسعار و جودة معقولين، تتراوح بين 600 و 1200 دج، أما بالنسبة للمحافظ فأسعارها تبدأ من 800 دج للأقل جودة، و كذلك الخاصة بتلاميذ التحضيري و السنة الأولى ابتدائي، غير أن الأسعار ترتفع تدريجيا كلما زادت النوعية، وعلى العموم فمعظم المواطنين يقبلون على اقتناء محافظ ذات صنع تركي، تتراوح أسعارها بين 1600 و 3000 دج، غير أن هذه الأسعار تكون أعلى بكثير في فئة الجودة العالية و تصل حتى مليون سنتيم للمحفظة الواحدة، حسب ما لاحظناه على مستوى المعرض المقام بدار الثقافة محمد العيد أل خليفة.
و الملاحظ أن الكثير من المحلات ركزت نشاطها على هذا النوع من الأغراض المدرسية و كذا الألبسة، كما أن جميع الباعة الفوضويين حولوا نشاطهم من بيع الأواني و الملابس النسائية، إلى بيع المحافظ و المآزر، حيث شاهدنا إقبالا كبيرا على هذا النوع من الباعة، يكاد يكون أكبر من المحلات، نظرا إلى أن الأسعار تكون أقل.
ع.م