وجد الآلاف من حملة شهادة “الليسانس” الكلاسيكية في تخصص الترجمة بقسنطينة، أنفسهم محرومين من المشاركة في مسابقة الماستر على مستوى جامعة الإخوة منتوري لعام آخر، بسبب عدم فتح المعابر إلى “الألمدي”.
وذكرت لنا مصادر بيداغوجية من كلية الآداب واللغات بالجامعة، التي تضم قسم الترجمة، أن العديد من الطلبة السابقين حاملي الليسانس يتقربون من القسم للسؤال عن الماستر وكيفية التسجيل فيه، لكنهم يُفاجأون بعدم فتح المعبر من النظام الكلاسيكي إلى “الألمدي”، بسبب عدم وجود دفعة من حاملي ليسانس “الألمدي” في هذا التخصص، في حين يستطيع خريجو أقسام اللغة الفرنسية والعربية والانجليزية الولوج إليه بصورة عادية، وذكر محدثونا أن عدد حاملي الليسانس الكلاسيكية الراغبين في مواصلة درجة الماستر بالقسم قد تراجع مقارنة بالسنوات الماضية، بعد أن حرموا من الأمر طيلة السنوات الماضية.
وأكد لنا متخرجون تحدثنا إليهم أنهم فقدوا الأمل نهائيا في دخول الماستر بجامعة الإخوة منتوري وإتمام دراسات ما بعد التدرج، حيث لجأ بعضهم إلى التسجيل بجامعات أخرى، على غرار عنابة والجزائر العاصمة بينما توزع الآخرون على قطاعات مهنية مختلفة ولم يعد بمقدورهم التنقل إلى ولايات أخرى، في حين أكدوا لنا أن آخر مسابقات الماجيستير المنظمة لفائدتهم كانت في سنة 2013.
وتخرج من قسم الترجمة لجامعة الإخوة منتوري الآلاف من الطلبة بشهادة ليسانس نظام كلاسيكي، منذ فتحه سنة 1999، حيث تجاوزت إحدى الدفعات 1200، في حين تخرجت أول دفعة في 2003 وكانت مشكلة من فوج واحد. وقد أغلق مسار الليسانس في عام 2009 وتخرجت آخر دفعة في عام 2013، بينما تخلف منها فوج واحد يضم الراسبين إلى غاية 2014، ليظل القسم مختزلا في شهادة الماستر فقط لفائدة حاملي ليسانس “ألمدي” من اللغات العربية والفرنسية والانجليزية، قبل أن يعاد فتح ليسانس بنظام “ألمدي” في عام 2017 كتخصص امتياز، ووضعت شروط انتقائية لدخول الطلبة إليه، ما جعل عددهم قليلا، حيث لم يتعد فوجا واحدا، وفوجين في السنة الماضية، بحسب محدثينا.
وأفادت نفس المصادر أن القسم دخل العام الدراسي الجاري بتسعة طلبة في السنة الثالثة من ليسانس ترجمة و17 طالبا في السنة الثانية، بينما افتتح 60 مقعدا بيداغوجيا لفائدة حاملي شهادة البكالوريا الجدد لدورة جوان 2019، حيث أكد التسجيل إلى غاية اليوم أكثر من 55 طالبا. ويعتبر ماستر الترجمة بجامعة قسنطينة 1 لهذا العام، الأخير الذي يفتح لفائدة طلبة أقسام أخرى من كلية الآداب، فانطلاقا من الدخول القادم سيكون محصورا على أول دفعة ليسانس ألمدي في تخصص الترجمة، في حين لم تتأكد بعدُ إمكانية منح حملة ليسانس الترجمة الكلاسيكية فرصة الدخول للماستر العام القادم.
سامي.ح