قضية العثور على أطفال مصابين بإعاقات ذهنية داخل «فيلا» بقسنطينة: التحقيقات تكشف أن مؤسس الجمعية لا يحـــــــوز على أيـــــة شهـــــادة

تم أمس الأول، تسليم آخر طفل من الصغار الذين عُثر عليهم في أوضاع إنسانية كارثية داخل «فيلا» بقسنطينة، لأفراد عائلته، فيما كشفت تحقيقات مصالح الدرك الوطني أن مؤسس الجمعية غير المعتمدة، التي كانت تزعم علاج الأطفال المعاقين ذهنيا، لا يحوز على أية شهادة.
و قالت مديرة النشاط الاجتماعي قواح سامية في اتصال بالنصر يوم أمس، إن جميع الأطفال غادروا دار الرحمة بجبل الوحش، و قد كانت آخرهم طفلة من غرداية اصطحبتها عائلتها في حدود الساعة الرابعة من نهار الاثنين، و بذلك تكون جميع إجراءات التسليم قد استُكمِلت عقب تقديم الرعاية الطبية و النفسية اللازمة، فيما تم تقديم تقارير الطب الشرعي للجهات المختصة، حيث ستكشف من خلالها أمور أخرى، حسب المسؤولة. و ذكرت المتحدثة أنها التزمت مع أولياء الأطفال المنحدرين من خارج الولاية، من أجل محاولة إيجاد حلول بخصوص متابعتهم و مرافقتهم نفسيا و بيداغوجيا، مضيفة أنها كلمت وزيرة التضامن و الأسرة و قضايا المرأة، و التي أعطتها كل الصلاحيات للتواصل مع زملائها في مديريات النشاط الاجتماعي بالولايات الأخرى، قصد تزويدهم بقائمة الأطفال المعنيين و التكفل بهم حالة بحالة.
و تضيف قواح أن صاحب الأكاديمية غير المعتمدة التي أوهمت الأولياء أنها ترعى الأطفال المرضى بالتوحد و التريزوميا، تبيّن أنه كان ينشط في العاصمة و الجلفة و تيسمسيليت و سطيف، و كان يمارس الأمر ذاته على ما يبدو في ولايات أخرى، حيث ذكرت أنه من المتوقع أن يتقدم أولياء آخرون بشكاوى بعد تفجر القضية، منبهة أنه و على مستوى ولاية قسنطينة، توجد جمعية وحيدة تحوز على الاعتماد لرعاية هذه الفئة من الأطفال، و هي جمعية الوفاء لذوي الإعاقة الذهنية التي تتكفل على وجه الخصوص بمرضى التوحد و تخضع لمراقبة مصالح النشاط الاجتماعي.
و في سياق متصل، أوضحت قواح أن مصالحها تلقت قبيل أيام من الحادثة، مراسلة من الوزارة الوصية من أجل مراسلة مؤسسات التكفل بالأطفال المعاقين من أجل وضع الاعتمادات، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة معهم في حالة عدم الالتزام بهذا الأمر، مؤكدة أنه سيتم بالتنسيق مع المصالح المختصة، تكثيف عمليات الرقابة التي كانت قد أسفرت عن غلق مؤسسات تبين أنها لا تحوز على اعتماد.
و في هذا الإطار، ذكرت السيدة قواح بأن مديرية النشاط الاجتماعي تمارس عملها الرقابي على مستوى مراكز استقبال الطفولة الصغيرة، بين عمر 6 أشهر و 5 سنوات، و منها دور الحضانة، حيث وصل عددها إلى 92، 21 تم فتحها هذا العام، و خضعت لـ 52 زيارة مراقبة، حتى أن هناك 16 مرفقا تمت معاينتها لأكثر من 16 مرة، ليتقرر غلق داري حضانة لعدم احترام شروط النظافة و الأمن، إلى حين رفع التحفظات.
و كان وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة، قد أكد في ندوة صحفية أنه تم تعيين طبيب شرعي للتأكد من احتمال تعرض 31 طفلا عُثر عليهم داخل «فيلا» بحي بن شيكو، للتعنيف، بعدما وجدت عليهم آثار حرق و جروح، حيث تم إخراجهم من المكان ليلة الجمعة الماضي، فيما أوقفت مصالح الدرك الوطني 3 أشخاص كانوا يشرفون على تسيير الجمعية التي لا يحوز أصحابها على أية  رخصة تخضع للشروط القانونية و التنظيمية.
و أكد مصدر من الدرك الوطني للنصر أن التحقيقات لا تزال متواصلة، كما تبين أن مؤسس الجمعية المعنية، المدعو محمد بوشالي، لا يحوز على أية شهادة، علما أن المعني قال لدى استضافته من طرف بعض وسائل الإعلام، أنه «دكتور في علم الطاقة».
ياسمين.ب