كشفت أمس، طبيبة مختصة في أمراض الحساسية و الصدرية بمصلحة طب الأطفال في المستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس في قسنطينة، أن نوعا جديدا من حساسية الأطفال لحليب البقر، ينتشر بقوة و يؤدي للوفاة الفورية في حال عدم التكفل بالحالة بشكل مستعجل.
و خلال مشاركتها في الأيام الطبية الـ 38 حول أمراض النساء و الأطفال و التي أقيمت بكلية الطب، ذكرت الأستاذة المساعدة آمال بيدي أن هذا الاستنتاج جاء على ضوء دراسة أجرتها على 17 رضيعا بمصلحة طب الأطفال بين ديسمبر 2017 و ديسمبر 2019، حيث قدموا بتوجيه من أطباء مختصين، إلى المستشفى الجامعي ابن باديس من عدة ولايات على غرار سكيكدة و أم البواقي إضافة إلى قسنطينة، وذلك لإجراء تحاليل تشخص سبب إصابتهم ببعض أعراض الحساسية، ليتبيّن بعد إخضاعهم لعلاج و حمية غذائية خاصة، أنهم مصابون بنوع نادر من الحساسية اتجاه حليب البقر، و هي حساسية التهاب الأمعاء التي تثيرها بعض البروتينات الغذائية الموجودة خاصة في الحليب و بعض الأغذية الأخرى كالسمك و الأرز.
و حسب المختصة فإن هذا النوع خطير جدا و قد يؤدي إلى وفاة الرضيع مباشرة، مضيفة أن هناك تقسيمين لحساسية الأطفال الغذائية، فالنوع الأول سريع و قاتل، أما الثاني فهو هادئ و يمكن علاجه، حيث أن أعراضه بسيطة تظهر مع تقدم الطفل في السن إلى غاية بلوغه 3 سنوات فما فوق، لكنها تكون مزعجة للآباء بسبب امتناع الطفل عن الأكل.
و توضح الدكتورة أن النوع الجديد يجمع بين هذين الصنفين، فهو هادئ لكنه قاتل و تظهر أعراضه بعد تناول الرضيع للقطرات الأولى من الحليب، فيبدأ بالتقيؤ بشكل حاد قد يصل معدله إلى ما بين 10 إلى 20 مرة خلال ساعة واحدة، مسببا الجفاف الحاد و هبوطا في الدورة الدموية و بالتالي توقف القلب، مضيفة أن هذا النوع نادر و حديث في العالم، إذ تم اكتشافه مؤخرا و هناك حاليا حملة عالمية واسعة للتعريف به خاصة في الملتقيات الطبية، كون الكثير من الأطباء ليسوا على دراية بالخطورة التي يمكن أن يشكلها على الرضيع. و تُبيّن المختصة أن احتمال الشفاء من هذه الحساسية كبير، غير أنها تتطلب علاجا سريعا و مكثفا و حمية غذائية خاصة، و كذلك مراقبة استشفائية إلى غاية سن 18 شهرا حتى 3 سنوات، مضيفة أن الدراسة التي أجريت على 17 رضيعا، أظهرت أنه بعد 12 شهرا من العلاج، تماثل 10 منهم للشفاء، فيما تم إخضاع البقية لعلاج إضافي.
و أكدت الدكتورة بيدي أن الكثير من أطباء الأطفال يجهلون وجود هذه الحساسية النادرة، فمن أصل 200 حالة حساسية لدى الرضع، يصاب 3 إلى 4 أطفال بها، لكن سوء التشخيص و عدم الاستعجال في التكفل، قد يؤدي إلى الوفاة بعد ساعات من ظهور علامات الإصابة.
هيبة عزيون