سوق بومزو يتحول إلى نقطة سوداء وسط مدينة قسنطينة
تحول سوق بومزو إلى نقطة سوداء تلفت انتباه الزائرين لوسط مدينة قسنطينة، نتيجة تدهور كافة أجزائه و الوضعية الكارثية التي آل إليها بعد إهماله وإسقاط عامل الصيانة طيلة عقود ، في وقت حذر فيه تجار ومواطنون من خطر انهيار الأجزاء المهترئة في أي وقت.
وأصبحت أكوام المزابل وعمليات إدخال عربات السلع، وما يصاحبها من ازدحام وفوضى من علامات السوق، الذي يعد من أقدم الأسواق المغطاة بقسنطينة حيث أنه يعتبر مرفقا تجاريا هاما يقصده الآلاف من المواطنين بصفة يومية، كونه يقع بوسط المدينة بمحاذاة فندق «إيبيس» والمجلس القضائي.
بالسوق لاحظنا انتشارا كبيرا للقاذورات والقمامة داخل المرفق وفي محيطه كما بدت معالم الاهتراء والتدهور عبر كافة أجزائه، بداية من السقف الذي تغطيه كتل من الأوساخ ونسيج العنكبوت ، أما الطابق الأول فحالته يرثى لها و أغلب محلاته مغلقة، إضافة إلى الأوساخ التي تغطي أعمدة الإنارة ،كما أن الأروقة الفاصلة بين الطاولات، أضحت مكانا لرمي الفضلات ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة التي امتزجت مع روائح الفواكه واللحوم في كل مكان.
و ذكر لنا التجار بأن اهتراء السقف يجعل المياه أثناء فترات سقوط الأمطار، تغمر ساحة السوق من كل جانب ويحوله إلى برك مائية وكثيرا ما تسببت في شرارات كهربائية، نتيجة ملامستها للكوابل التي وضعت بطريق فوضوية، محذرين من انهيار السقف في أي وقت و تكرار سيناريو سوق «فيرندو» الذي احترق قبل ستة أشهر بسبب شرارة كهربائية.
وأضاف من تحدثنا إليهم من قدماء التجار، بأن السوق لم يخضع إلى أي عملية ترميم منذ التحاقهم به في السبعينيات من القرن الماضي، وأن الوضع الذي آل إليه تتحمله السلطات نتيجة إهماله وإقصائه من برامج الترميم و الصيانة مضيفين بأن مصالح البلدية، تكتفي بتنظيفه سطحيا خلال الفترة المسائية قبل أن ينتهي الباعة من عملهم ما يجعل أكوام القمامة مكدسة طوال الليل، مطالبين بإعادة الاعتبار للسوق لكن دون المساس بنشاطهم التجاري. للإشارة فإن بلدية قسنطينة كانت قد سجلت مشروعا لتهيئة السوق وخصصت له مبلغ 12 مليار سنتيم، كما أنها اقترحت في وقت سابق هدمه وإنجاز مركز تجاري بمواصفات عصرية.
لقمان/ق