كشف أمس، ممثلون عن مديرية الأمن ومصالح الدرك عن مجموعة من الجرائم الإلكترونية المسجلة بولاية قسنطينة خلال الفترة الأخيرة، حيث تضمّ ابتزاز قاصر بتغيير الصوت من خلال تطبيق هاتفي والاستيلاء على أموال ضخمة من بطاقات ائتمان وجمع مئات الملايين من أشخاص أوهمهم شبان ببيعهم أجهزة استقبال قنوات تلفزيونية.
واستقبلت كلية الإعلام والاتصال اليوم الدراسي الذي نظمه مكتب الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين بالجامعة، حيث شارك أساتذة من الكلية في إلقاء مداخلات حول موضوع “الجريمة الإلكترونية”، بدءًا بالدكتور مراد ميلود الذي ركز على الجرائم الإلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كنموذج، بالإضافة إلى الأستاذ توفيق عمري الذي قال أن مفهوم الجريمة الإلكترونية متشعب ومتشابك. وأفاد رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة لمديرية أمن ولاية قسنطينة، الملازم الأول بلال بن خيلفة، أن المديرية سجلت إحدى وسبعين قضية العام الماضي، أغلبها تتعلق بالتشهير والنصب والتهديد بالابتزاز وقضايا انتحال الهوية، بالإضافة إلى المساس بأنظمة المعالجة المعلوماتية والاستيلاء على البريد الإلكتروني.
وأضاف نفس المصدر أن الكثير من الجرائم الإلكترونية تتضمن ضحايا من القُصّر، حيث تحدث عن قضية وقعت بقسنطينة قبل سنوات وتتضمن تلميذة ثانوي تبلغ من العمر 17 سنة، استغلها شخص وهددها بنشر صور خاصة بها وبعائلتها من حفلات زفاف بالرسائل من أجل الحصول على مبالغ، ثم تطور الأمر إلى الاتصال بها هاتفيا بصوت امرأة باستخدام تطبيق هاتفي وصار يطلب منها وضع المبالغ في أماكن محددة، قبل أن تودع والدتها شكوى لتقبض عليه مصالح الأمن، ويتبين أن الفاعل كان يحوز الرقم السري لحسابها الذي تبادلت فيه رسائل تحمل صورا لها مع أشخاص من عائلتها.
وقدم الرائد محمد مراكشي والخبير المعلوماتي بمخبر الأدلة الجنائية، الرائد هواري عياش من المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة عرضا حول الجرائم الإلكترونية التي سجلتها قوات الدرك على المستوى الوطني والولائي، حيث جاء في العرض أن الانترنيت وسط داعم للجريمة، بينما لا تسجل عمليات القرصنة بصورة كبيرة مقارنة بباقي الجرائم الإلكترونية، في حين ذكرا جريمة وقعت من قبل في ولاية البليدة أين تم القبض على شابين يعرضان زر ملابس يسجل الفيديو والأصوات وطائرات مسيرة عن بعد على موقع “واد كنيس”، فضلا عن قضية أخرى عالجتها مصالح الدرك لولاية غرداية تتعلق بشبكة التسويق الهرمي “كيو نت” التي راح ضحيتها أكثر من ثمانين شخصا.
وتحدث الملازم الأول هشام بوحناش، ممثل فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية لمديرية أمن ولاية قسنطينة عن مجموعة من القضايا المعالجة والمخاطر الموجودة في الفضاء الافتراضي ومواقع التواصل، وذكر منها جريمة نصب واحتيال عولجت على مستوى قسنطينة وتوبع فيها جزائريون وأشخاص آخرون من جنسيات إفريقية، يوهمون ضحاياهم بقصة مفبركة عن سيدة ثرية من ماليزيا تريد التبرع بأموالها قبل موتها واستعملت فيها حسابات وهمية يدرسون من خلالها الملامح النفسية للضحايا المستهدفين عن طريق حساباتهم بمواقع التواصل.
وأضاف الملازم الأول أن الفاعلين في هذه القضية قد سلبوا ضحاياهم أموالا طائلة، من بينهم ضحية من قسنطينة سلبوه مئتي مليون سنتيم، وتمكنت مصالح الأمن من استرجاع حوالي 800 مليون سنتيم منهم، في حين ذكر أيضا قضية ثلاثة شبان، أحدهم من قسنطينة، استولوا على تسعمئة مليون سنتيم في ظرف 6 أشهر من ضحاياهم الذين أوهموهم عبر مواقع التواصل ببيعهم أجهزة استقبال القنوات الرقمية بأسعار مغرية بعد دفع مقدم السعر. وقد استعمل المعنيون في القضية حسابات بريدية جارية لأشخاص آخرين من أجل تحويل الأموال.
ونبه نفس المصدر أن أمن قسنطينة يسجل أيضا قضايا احتيال من خلال بطاقات ائتمان، مشيرا إلى قضية استيلاء على معطيات بطاقة ائتمان لشخص تم سلبه سبعة آلاف أورو منها وشراء سلع باسمه، كما نبه أن الاحتيال في ملفات التأشيرة من خلال التلاعب بمعطيات التسجيل قد صار مسجلا أيضا، على غرار قضية فتاة سلب منها مبلغ 390 مليون سنتيم. وتحدث الملازم الأول عن قضية سرقة طالت مبلغا يقدر بسبعمئة مليون سنتيم، بين أموال وحلي دون أي أثر، ليتبين بعد ذلك أن الفاعل كان على علاقة بابنة صاحب المنزل التي حدثته عن طريق موقع تواصل عن جميع تفاصيل منزلها العائلي. سامي .ح