أطلق أمس، أطباء المستشفى الجامعي بقسنطينة، نداء استغاثة بسبب الضغط الكبير الذي تعرفه مصلحة كوفيد، حيث يتم فحص ما يزيد عن 300 حالة يوميا ، وبلغ عدد من تم قبولهم في الأسبوعين الأخيرين 500 حالة ، كما طالبوا بتوفير الحماية الأمنية لمنع حدوث اعتداءات على الطواقم الطبية.
واحتج أمس، العشرات من الأطباء المقيمين من مختلف المصالح الطبية، فضلا عن أخصائيين بمصلحة الأمراض الداخلية والأوبئة والإنعاش بفناء المستشفى الجامعي، كما نظموا مسيرة انطلقت من مصلحة السكانير إلى غاية البوابة الرئيسة، حيث رفعوا شعارات يطالبون فيها بتوفير الأمن لاسيما بمصلحة كوفيد وحماية الطواقم الطبية، كما أكدوا على ضرورة توفير التجهيزات ووسائل الوقاية فضلا عن الأكسجين واختبارات « بي سي آر».
وتحدث ممثلو الأطباء، عن ضغط كبير بمصلحة التكفل بمرضى كوفيد، حيث أكدوا أنهم يجرون أزيد من 300 فحص يوميا ويضطرون إلى قبول ما يزيد عن 50 حالة معقدة بقاعة الفحص، في انتظار شغور سرير بالمصلحة التي تعرف ،كما قالوا، تشبعا وأصبحت منذ أسابيع غير قادرة على استيعاب العدد الكبير للمرضى، إذ تجاوز عدد المصابين الذين تم قبولهم 500 حالة، في الفترة ما بين الفاتح و 17 من الشهر الجاري فقط، و جلها «حالات معقدة» فيما يتم توجيه الحالات المستقرة إلى الاستشفاء والحجر المنزلي.
وأكد أطباء متخصصون في الإنعاش، أن المصلحة لا تتوفر إلا على 12 سرير إنعاش ، سبعة منها فقط تشتغل، في حين أن الخمسة المتبقية حسبهم لا تعمل بسبب انعدام الأكسجين، وهو الأمر الذي صعب من مهاهم، في حين أن الأكسجين كما قالوا ينقطع من حين لآخر كما يتم تسجيل تسربات وأعطاب يومية بالأجهزة التي تشتغل، مشيرين إلى أن مخزون الأكسجين ينفد كل يومين نتيجة استهلاكه بشكل كبير من المرضى، كما تجدر الإشارة إلى أن مدير المؤسسة قد أكد في آخر اجتماع مع السلطات المحلية، أن شبكة الأكسجين مهترئة جدا ولم تخضع لأي عملية صيانة منذ وضعها، كما أن تكلفة إعادة الاعتبار لها تفوق ملياري سنيتم « و قال أنه لا يمكن حاليا تسجيل عملية لإصلاحها بسبب الضغط الكبير على استعمالها».
وطالب الأطباء، بتوفير الحماية الأمنية من خلال تسخير دوريات شرطية على مدار اليوم لحماية الطواقم الطبية من الاعتداءات التي تزايدت حدتها في الفترة الأخيرة، كما دعت نقابة المقيمين جميع الممارسين إلى تقديم شكاوى فورية لدى القضاء لمعاقبة المتسببين في مثل هذه الحوادث.
وأكد محدثونا، أن أزيد من 120 زميلا لهم سواء أطباء أو ممرضين أو إداريين قد انتقلت لهم عدوى كورونا، كما ذكروا أن المحلول الخاص بجهاز اختبار «بي س آر» منعدم منذ بداية الشهر الجاري، إذ لم يتمكنوا من إجراء اختبارات للمرضى أو لمهنيي المستشفى المصابين، فيما أكدت أخصائية إنعاش أن العاملين بقسم الميكروبيولوجا قد أصيبوا بالفيروس.
وأكد الأطباء، أنه ورغم مجهودات الإدارة فضلا عن الطواقم الطبية، فإنه وفي حال استمرار الوضع القائم فإنهم لن يستطيعوا تحمل مثل هذه الظروف بسبب نقص الإمكانيات وقدم هيكل المؤسسة، حيث طالبوا بالإسراع بفتح المصلحة الخاصة بمعهد تكوين شبه الطبيين فضلا عن مستشفى الخروب لتخفيف الضغط عن أقدم مؤسسة بشرق البلاد، كما أكدوا على ضرورة تدعيم المصلحة بأطباء عامين من مؤسسات أخرى.
وذكر محدثونا، أن الاهتمام فقط بمصلحة كوفيد قد تسبب في ضعف التكفل بمرضى الأقسام الطبية الأخرى، حيث تم تأجيل العديد من التدخلات، لكن لا يجب كما قالوا «أن يستمر هذا الوضع»، كما طالبوا بتشكيل لجنة علمية محلية تعنى بمتابعة الوباء وتقييم وإيجاد حلول ميدانية للأوضاع، مع توفير وسائل الحماية والوقاية إذ أن جلهم يضطر إلى اقتنائها من أموالهم الخاصة.
وأوضح المكلف بالإعلام بالمستشفى الدكتور عزيز كعبوش، أن المطالب المتعلقة بتوفير الأمن فضلا عن تخفيف الضغط عن المؤسسة شرعية ولا يمكن تجاهلها، إذ وعدت السلطات، كما قال، بفتح مصالح أخرى بمعهد شبه الطبي ومستشفى الخروب، أما في ما يخص الاعتداءات، فقد أكد المتحدث أن الإدارة تتأسس في كل حادثة كطرف متضرر أمام العدالة وذلك لمنع تكرار هذه الحوادث.
وتابع محدثنا، أن الإدارة تعمل على توفير كل الإمكانيات والتجهيزات ووسائل الحماية بشكل دائم ووفق الإمكانيات المتاحة، كما دعا المتحدث المواطنين إلى احترام الإجراءات الوقائية وتدابير التباعد الاجتماعي لتخفيف الضغط عن الطواقم الطبية التي تبذل مجهودات جبارة كما قال على مدار اليوم.
لقمان/ق