• ظهور نقاط بيع فوضوية للمواشي بالعديد من النقاط
ما زالت ظاهرة البيع العشوائي للمواشي قائمة بالعديد من النقاط بقسنطينة، رغم انتشار الوباء وتحذيرات السلطات ومنعها للبيع بهذه الكيفية، التي تهدد الصحة العمومية، فيما تؤكد مديرية المصالح الفلاحية أن السلطات سخرت 42 بيطريا لمراقبة النقاط النظامية بالمزارع العمومية والخاصة، كما أشارت إلى وجود تخفيضات في المزرعة النموذجية بالبعرواية.
ورغم تحذيرات السلطات والمصالح الأمنية، من بيع المواشي بالأوساط الحضرية إلى أن بعض الوسطاء بعلي منجلي لم يلتزموا بالقوانين إذ يعمد بعضهم إلى عرض رؤوس الماشية مساء بأحياء المدينة وهو ما لاحظناه بالوحدات الجوارية 7 و 8 و 1، في حين تقوم مصالح الأمن والدرك الوطني بحملات وخرجات ميدانية لمراقبة الأحياء عبر مختلف بلديات الولاية.
ومثل كل مناسبة عيد أضحى، يسجل عجز في التحكم في ظاهرة البيع الفوضوي للمواشي، رغم ما يتم إقراره من إجراءات عقابية، و هو ما بات يهدد صحة المواطنين لعدم إخضاع الروؤس المعروضة في النقاط غير المرخصة للرقابة البيطرية، فضلا عن تغول فئة الوسطاء، الذين يتسببون في كل عام في مشاكل صحية واقتصادية، وفق ما تؤكده أرقام وزارة الفلاحة.
وبحسب ما أكده لنا ناشطون في المجتمع المدني وسكان، فإن نقاط البيع الفوضوية ظهرت بالعديد من المناطق الشمالية للولاية، بكل من ديدوش مراد وزيغود يوسف وحامة بوزيان، فضلا عن مسعود بوجريو، إذ يعمد بعض المربين والوسطاء إلى عرض المواشي بالاسطبلات والمستودعات، التي تقع في الأوساط الحضرية أو بالقرب منها، في حين يقوم البعض بالتخفي عبر الطرقات البلدية لعرضها على المواطنين، الذي يتنقلون من عاصمة الولاية وغيرها من الأماكن الأخرى. وأضاف محدثونا، أن البائعين يعملون على تحاشي الاكتظاظ تفاديا لجلب الانتباه، فيما لاحظنا وجود نقاط بيع بكل من سيساوي و وادي حميميم بالقرب من موقع الموزينة الخاص بسكنات «عدل»، بالإضافة إلى أخرى بعين الباي والحي الخامس بالخروب ومفترق الطرق الأربعة بعلي منجلي، كما أكد لنا مواطنون وجود مواقع أخرى على مستوى محور الوطني 79 بالقرب من قطار العيش. وما يلاحظ خلال العام الجاري هو قلة الشاحنات التي تحمل المواشي من ولايات الجلفة والأغواط وبسكرة وحتى قالمة، إذ تعرف هذه المناطق بنشاطها الرعوي، حيث تراجع نشاطها بشكل كبير مقارنة بالسنوات الفارطة، بفعل الإجراءات المشددة لمنع التنقل بالولايات وكذا غلق الأسواق.
وأمام هذا الوضع، لجأ العديد من الوسطاء والمربين، إلى عرض المواشي للبيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم التقاط صور للمواشي و تحديد صنفها وعرضها على منصة فيسبوك، مع وضع رقم الهاتف وتحديد مكان البيع، و ذكر لنا بائع اتصلنا به هاتفيا أنه قد تم بيع كل الرؤوس فيما طلب منا آخر أنه نتوجه إلى تجمع ريفي يقع بالقرب من قرية كحالشة بعين اعبيد، مشيرا إلى أن ثمن الكباش يتراوح بين 4 و 8 ملايين سنتيم.
وأوضح مدير المصالح الفلاحية، بن سراج جمال الدين، في اتصال بنا، أنه و وفقا لتعليمات الوالي، فقد تقرر فتح مواقع بيع نظامية بكل بلديات الولاية، حيث تم منح الترخيص للناشطين في المزارع العمومية والخاصة فقط، إذ سيتم بيع الماشية مباشرة من الموال إلى المواطن، كما سيتم التشديد كما ذكر، على أمن وسلامة هذه النقاط من خلال تكثيف المراقبة البيطرية للشهادات الصحية للمواشي، مع ضمان تغذيتها، فضلا عن احترام تدابير التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية «حفاظا على صحة المواطن وحمايته من الوباء».
ولفت المتحدث، إلى أنه قام أمس، بخرجة ميدانية إلى المزرعة النموذجية العمومية بالبعراوية، حيث أكد أنه تم تفعيل كل البروتوكولات الوقائية وتخصيص ستة اسطبلات كما نظمت حركة الدخول والخروج لمنع الاكتظاظ، في حين يتم منح الكمامات والمعقمات للمواطنين، مشيرا إلى وجود تخفيضات في الأسعار للمواطنين بسبب تبعات الجائحة الاقتصادية على المواطنين، إذ أن الأثمان تنطلق من مبلغ 2.5 مليون سنتيم.
وأكد مدير الفلاحة، أن نفس الإجراءات فرضت على جميع المزارع، إذ سيتم العمل على مراقبتها بشكل دوري، كما يمنع الأطفال من دخول هذه الأماكن، مشيرا إلى تسخير 42 بيطريا، فضلا عن مكاتب النظافة وإطارات المديرية والتجزئات التابعة لها، والتي ستعمل، مثلما أكد، على مراقبة الصحة الحيوانية بجميع النقاط إلى غاية يوم العيد، مشيرا إلى أنه سيتم تنظيم حملات تحسيسية عبر وسائل الإعلام المختلفة، لحث المواطنين على التوجه إلى الأسواق المراقبة.
وفيما يخص النقاط الفوضوية، فقد أبرز المتحدث أن عددها تراجع بشكل كبير نتيجة الخرجات الردعية التي تقوم بها مصالح الأمن منذ أسابيع، لكنه أكد أن الجهات المختصة ستعمل على المنع الكلي لبيع المواشي في غير النقاط المرخص لها، لاسيما المناطق الحضرية.
لقمان/ق