أفادت إدارة المستشفى الجامعي بقسنطينة، أن مصلحة كوفيد تكفلت بأزيد من 1600 مصاب بفيروس كورونا حيث تم استشفاؤهم داخل مختلف أقسام المؤسسة، كما أكدت أن نسبة استهلاك الأوكسجين تفوق 8 آلاف لتر يوميا وهو رقم يعد الأعلى على المستوى الوطني، فيما أوضحت أنها «لم تتمرّد» على قرارات الوالي بخصوص فتح جزء من مصلحة ابن سينا
إذ أنها تنتظر ردا من مديرية الصحة منذ جوان الماضي من أجل تحويل أقسامها إلى مؤسسات أخرى.
وأصدرت إدارة المستشفى بيانا توضيحيا حول الاتهامات التي طالت المسؤول الأول وإدارة المؤسسة، من أطراف من داخل المستشفى فضلا عن النائب بن خلاف إثر لقائه بمدير الصحة الولائي، حيث ورد في البيان الذي حمل ختم المدير العام، أن اتهام المسؤول الأول بسوء التسيير يعد أمرا غير صحيح، حيث كان «لابد على الجهات المعنية أن تعاين المؤسسة بنفسها بدل التهجم»، كما جاء في الوثيقة أن المدير وجد المستشفى منتصف شهر مارس المنصرم في «وضعية كارثية».
وأوضحت الإدارة، حول ما أثير من لغط حول قضية الأوكسجين، أن المستشفى يتوفر على شبكة توزيع يتجاوز طولها 80 كيلومترا، حيث أنها ومنذ إنجازها لم تستفد من أي عملية صيانة كما تم الوقوف على وجود شبكات مثلما أكده المدير العام في اتصال بالنصر يوم أمس، أنجزت في عام 1927، كما أشارت الإدارة إلى أنه ورغم وجود عقود صيانة للشبكة إلا أن ذلك لم يتم.
وأضاف المصدر، أن الإدارة وفي ظل هذا الوضع استعانت بعبوات الأوكسجين لاسيما بعد ظهور عيوب في الفترة الأخيرة، حيث أن نسبة الاستهلاك تتجاوز يوميا 8 آلاف لتر وهو ما يعد بحسبها رقما قياسيا لم يسجل في أي مؤسسة استشفائية عبر الوطن، كما أكدت أنها أخطرت مديرية الصحة بالاختلال المسجل، في حين يستحيل في الوقت الحالي تجديد الشبكة في ظل استهلاكه بكثافة يوميا، كما أكدت المديرية العامة للمستشفى، أن هذا «الوضع الكارثي جاء نتيجة انعدام الرقابة و يتحمله المسيرون السابقون».
وفيما يخص أسرّة كوفيد، فقد أبرزت الإدارة أنها خصصت 6 مصالح للمصابين بكورونا، ويتعلق الأمر بقسم كوفيد ومصالح الطب الداخلي والأمراض المعدية، وكذا الجلد والإنعاش وتصفية الدم، حيث تم التكفل بـ 1675 مريضا تلقوا العلاج بالمؤسسة منذ شهر مارس المنصرم، كما أوضح المصدر أن المستشفى الجامعي يستقبل ما يزيد عن 50 بالمئة من المصابين بالولاية، ناهك عن تكفله بأزيد من 20 ألف مريض تلقوا العلاج بـ 52 مصلحة منذ 5 أشهر.
ولفت المدير العام، إلى أن «الاتهام الخطير» الموجه إليه بخصوص التمرد على قرارات الوالي، لا أساس له من الصحة، حيث تم الاتفاق في اجتماع عقد بينه وبين الوالي ومدير الصحة، على تخصيص مصالح من مبنى ابن سينا الذي يضم أقسام الجراحة «أ» و «ب» و جراحة العظام، إذ كلف مدير القطاع بنقل المصالح المذكورة إلى مؤسسات أخرى غير أن ذلك لم يتم رغم مراسلة الإدارة للمديرية في 21 جوان المنصرم.
وأكدت المديرية العامة، أن فتح مصلحة ابن سينا وتحويلها للتكفل للمصابين بالكوفيد، سيزيد من معاناة المرضى المبرمجين لإجراء عمليات جراحية خطيرة ومعقدة، لاسيما في ظل «عدم توفير مديرية الصحة لخطة بديلة” للتكفل بهم، فيما أكد مدير المؤسسة أنه لا يتحمل أي مسوؤلية في هذا الشأن.
وردت الإدارة أيضا على ما وصفته بالاتهامات الموجهة إليها، بخصوص عدم صرفها للميزانية، حيث أوضحت أن هذه الأموال عمومية ويخضع تسييرها لقانون الصفقات العمومية ويستحيل صرفها، مثلما أكدت، بطرق عشوائية مخالفة للتشريع، حيث أن المدير العام بالنيابة نُصب في مارس الفارط و وجد إشكالا كبيرا قبل أن يستدرك الوضع ويتم الإعلان عن المناقصات بشكل قانوني، علما أنه و وفق ما ذكر المصدر، فإنه كان من المفروض أن يعلن عنها في بداية العام «لكن غياب الرقابة على فترة التسيير السابقة تسبب في الوضعية الحالية».
وأوضح المدير العام، أن المرضى المصابين بكورونا معفيون من دفع ثمن العلاج وذلك وفقا لما تمليه القوانين في هذا الشأن، حيث أنه ونظرا لتخصيص 6 مصالح لكوفيد تم تقليص عدد الصناديق تطبيقا للإجراءات الاحترازية المعمول بها، كما لم تنف الإدارة في بيانها، وجود نقص في عدد الوصولات لفترة لم تتعد 15 يوما قبل أن يتم توريدها بعد استيفاء جل الإجراءات القانونية المعمول بها.
أما بخصوص غلق مصلحة أمراض الدم، فإن غالبية الأطباء والممرضين بها قد أصيبوا بعدوى كورونا، مما صعب عليهم مباشرة عملهم بشكل طبيعي، لكن ورغم تراجع عدد الممارسين فإن المصلحة ظلت مثلما أكد المصدر، تعمل بما توفر لها من إمكانيات بشرية ولم تغلق أبوابها يوما واحدا، كما أشار المدير العام إلى أنه قد تمت مراسلة مديرية الصحة من أجل التكفل بهذه الشريحة قصد حمايتها من خطر الإصابة بالفيروس.
وأوضحت الإدارة، أن مصلحة أمراض العيون كانت مغلقة منذ ديسمبر من العام الماضي، لكن لا أحد طرح هذا الانشغال، حيث أن المدير العام ومنذ تنصيبه عمل على بعث الروح فيها من جديد، إذ تم فتح قاعتي عمليات والجهود قائمة، مثلما أكد ذات المصدر، من أجل استئناف كل النشاطات، فيما دعا مدير المؤسسة إلى ضرورة تقديم يد العون لكل موظفي المستشفى لمواجهة هذه الأزمة الصحية.
لقمان/ق