بدأت الوضعية الوبائية بولاية قسنطينة تسجل استقرارا ملحوظا خلال الأسبوع الأخير، حيث أكد أطباء ومسيرو مستشفيات أن أعداد المصابين فضلا عن أرقام حالات الفحص في تراجع كبير مقارنة بأوائل الشهر الماضي.
وأكد مدير مستشفى ديدوش مراد، عبد الكريم بن مهيدي، تسجيل استقرار كبير في الوضعية الوبائية منذ 10 أيام، إذ تراجع عدد الحالات الوافدة إلى 3 فقط في اليوم في حين كان يسجل ما بين 25 و 30 حالة يوميا يتم فحصها بمصلحة كوفيد، مشيرا إلى أن عدد المرضى المقيمين بالقسم لا يتجاوز 36 شخصا في حين أن عدد حالات الشفاء مرتفعة جدا أما الوفيات فهي تمثل نسبة 10 بالمئة فقط مما سُجل في ذروة الموجة الأولى من الوباء.
ولفت المتحدث، إلى أن غالبية الحالات المقيمة في وضعية مستقرة جدا إلى درجة أن العديد منها لا تتناول دواء «الكلوروكين» المعتمد ضمن البرتوكول العلاجي في الجزائر، مشيرا إلى أن العديد من الحالات المشتبه في إصابتها قد تبين بأنها تعرضت لعدوى فيروس الأنلفونزا ولا يتعلق الأمر بكورونا.
وسجلت علي منجلي والخروب، تراجعا ملحوظا في عدد المصابين، بحسب ما أكده مدير مستشفى الخروب نذير طايق الذي وصف الوضع الوبائي بالمستقر جدا، حيث أوضح أن عدد المرضى بالمصلحة لا يتجاوز 37 شخصا من أصل 50 سريرا كانت ممتلئة عن آخرها كما أشار إلى خروج يومي لقرابة 15 مواطنا استشفي من المرض.
ولفت المتحدث، إلى تسجيل 5 معاينات فقط بالأمس و 25 يوم أمس الأول، في حين كان يصل عدد الفحوصات اليومية إلى 70 حالة مشتبه بها بشكل يومي، مبرزا أن غالبية الوافدين إلى المصلحة من سكان علي منجلي وبلدية الخروب والقطب العمراني الكبير بماسينيسا، كما أشار إلى أن تطبيق الإجراءات الوقائية وتدابير الحجر الجزئي قد آتت أكلها وتسببت في تحسن الوضع بعد أن أرهقت الأطقم الطبية في الأسابيع الفارطة بشكل كبير، مؤكدا تراجع الوفيات مقارنة بالموجة الأولى للوباء.
وأوضح طبيب بمصلحة كوفيد بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، أنه سجل تراجع في عدد الحالات الوافدة بنسبة تصل إلى 30 بالمئة مقارنة بالعشرين يوما الأولى لشهر نوفمبر المنصرم، أين سجل ارتفاع قياسي في عدد الإصابات لاسيما المعقدة منها، كما ذكر أن عدد الفحوصات اليومية تراجع بشكل ملحوظ إذ يتم فحص 40 إلى 50 حالة فقط يوميا خلافا لبداية الموجة التي فحص بها ما يقارب 100 حالة مشتبه في إصابتها، علما أن المستشفى الجامعي يعد المؤسسة المرجعية للتكفل بمرض كورونا إذ يحتوي إلى ما يزيد عن 15 سرير إنعاش فضلا عن أزيد من 120 سريرا.
ويعرف الفيروس انكماشا ولم يكن بنفس خطورة الموجة الأولى للوباء في شهر جويلية الماضي، إذ أن وضعية غالبية الحالات الوافدة للمستشفى الجامعي، بحسب المصدر ذاته، كانت مستقرة لكن كبار السن المصابين بالأمراض المزمنة قد عانوا كثيرا من صعوبات في التنفس وبعض الآثار الجانبية كالإرهاق وفقدان القدرة على التركيز أو الحديث، مبرزا أهمية تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في تراجع عدد الحالات في الأيام الأخيرة.
وسجلت ولاية قسنطينة قبل أزيد من 10 أيام أعلى حصيلة يومية للوباء إذ أحصت اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء، 197 إصابة بفيروس كورونا وهو رقم يعد الأكبر منذ بداية الجائحة، حيث وصفت مديرية الصحة الوضعية الوبائية بالمقلقة قبل أن تعرف تراجعا محسوسا في الأيام الأخيرة، إذ تم تسجيل 36 حالة جديدة مؤكدة أول أمس.وكثفت مصالح الأمن من الإجراءات الردعية المتخذة ضد المخالفين للتدابير الوقائية، حيث سجل ارتفاع في عدد المخالفات، في حين امتثل كل أصحاب المحلات إلى إجراءات الغلق المبكر وهو ما أدى إلى تراجع الحركية في الفترة المسائية، في حين لاحظنا احتراما لقانون ارتداء الكمامات بمختلف التجمعات و الفضاءات التجارية فضلا عن وسائل النقل.
لقمان/ق