لم يستأنف غالبية سائقي سيارات الأجرة العاملة بين الولايات نشاطهم بسبب تحويل محطة المسافرين الشرقية إلى محشر من طرف بلدية قسنطينة، في حين وصل ناقلون من ولايات مختلفة وعادوا أدراجهم بسبب ذات المشكلة، في حين طالب سائقو الحافلات والسيارات بضرورة فتح المحطة بشكل استعجالي.
وعرفت أمس، حركة استئناف نشاط النقل بين الولايات بعد تعليق للعمل استمر لعشرة أشهر، نشاطا محتشما جدا اقتصر على عدد قليل جدا من سيارات الأجرة بمحطة المسافرين الشرقية، في حين انعدم تماما على مستوى محطة نقل المسافرين بالمنطقة الصناعية بالما.
وتجمع العشرات من السائقين في مجموعات داخل المحطة وبمحيطها، حيث بدت الحيرة بادية على وجوههم بسبب تحويل محطة المسافرين الشرقية» صحرواي محمد الطاهر» من طرف بلدية قسنطينة، إلى محشر موقت لمختلف أنواع المركبات، حيث قال أحدهم إن السائقين عبر جميع الولايات استأنفوا نشاطهم بشكل عادي باستثناء قسنطينة إذ لا يعقل بحسبه، أن ينقل هذا العدد الكبير من المركبات إلى المحطة متسائلا عن المدة الزمنية، التي ستستغرقها البلدية في عملية نقل المركبات إلى مكان آخر.
وتطابقت أقوال السائقين حول معاناتهم طيلة 10 أشهر إثر توقيفهم عن العمل بسبب جائحة كورونا، حيث أكدوا أنهم تفاجؤوا بهذه المشكلة التي قد تتسبب في تأخير استئناف نشاطهم لمدة لن تقل بحسبهم عن الأسبوع، مشيرين إلى أن استدعاء أصحاب المركبات لنقلها يتطلب وقتا معتبرا.
وذكر الأمين الولائي لاتحاد سائقي سيارة الأجرة، جمال عساسي، الذي التقينا به بجوار المحطة، أن مديرية النقل والبلدية مطالبة بالتدخل السريع لإيجاد حل لآلاف السائقين، حيث أن المحطة تعتبر الأعلى نشاطا بالشرق الجزائري وتدخلها مركبات من كل ولايات الوطن، مشيرا إلى أن السائقين وفي حال تعثر نشاطهم فإنهم سيضطرون إلى رفع دعوى قضائية في حق البلدية.
وذكر سائق من العاصمة، أنه خرج في الصباح الباكر من محطة الخروبة بشكل عادي ونقل 5 مسافرين لكنه تفاجأ بعدم فتح المحطة، حيث قال إنه سيعود من حيث آتى لعدم توفر ظروف العمل الآمنة بالمكان، الذي تنشتر بمحيطه سيارات الفرود كالفطريات، في حين قال لنا سائقون، إن زملاء لهم قدموا من ولايات تبسة خنشلة وسوق أهراس ثم عادوا أدراجهم بعد أن وجدوا أبواب المحطة موصدة.
ووجدنا بداخل المحطة بعض سيارات الأجرة الحضرية، حيث كان الجزء العلوي فقط مفتوحا في حين كانت مكتظة عن آخرها بالمئات من المركبات التي تحمل ترقيم ولاية قسنطينة وبعض الولايات الأخرى، كما وجدنا عددا من حافلات النقل الحضري التي تعود ملكيتها للخواص.
وذكر المنسق الولائي للنقابة الوطنية لسيارات الأجرة والناقلين المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أنه تلقى اتصالات من طرف سائقين من مختلف الولايات حول وضعية المحطة والنقل بقسنطينة، حيث أشار إلى عدم إمكانية اسئتناف النشاط في ظل هذا الوضع كما أكد على ضرورة إيجاد حلول مستعجلة مع توضيح البرتوكول الصحي المعتمد بشكل رسمي.
ولم يلتحق السائقون بمحطة المسافرين بالمنقطة الصناعية بالما، طيلة يوم أمس، رغم فتحها حيث ذكر لنا سائق وجدناه بالمحطة الشرقية، أنه نقل 4 مسافرين في الصباح الباكر من ولاية سطيف ثم تنقل إلى محطة صحراوي لعله يجد مسافرين في رحلة العودة، في حين لم نجد أي حافلة بالمحطتين، حيث ذكر سائق إنهم في انتظار اتضاح طريقة تطبيق البروتوكول الصحي.
ووجدنا العشرات من سيارات الفرود بمحيط المكان، حيث تعالت أصوات أصحابها وهم يدعون المسافرين إلى التنقل إلى مختلف الولايات الشرقية، في حين عرف المكان تواجدا أمنيا مكثفا لمراقبة الوضع.
وأوضح مصدر مسؤول من بلدية قسنطينة، أن البلدية تفاجأت بالقرار الصادر أمس الأول عن الحكومة، ولم تحضر نفسها لاستئناف النشاط بمحطة المسافرين لكنه أكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات مستعجلة اليوم، مرجحا أن يتم نقل المركبات إلى الخروب أو حامة بوزيان.
وسبق أن أكد نائب رئيس البلدية المكلف بالممتلكات، أن المحشر البلدي بلغ درجة كبيرة من التشبع، إذ أصبح لا يتسع لأي مركبة جديدة، و لجأت البلدية كحل مؤقت إلى محطة المسافرين الشرقية لوضع المركبات المحجوزة، كما تجدر الإشارة إلى أن تسيير المحطة يقع على عاتق مؤسسة سوغرال العمومية.
لقمان/ق