تشهد المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، رميا عشوائيا للقمامة بمختلف الطرقات والأرصفة والمجمعات السكنية، ما جعلها تتكدس بكميات معتبرة، كما يتم التخلص من أدوية منتهية الصلاحية بحاويات عمومية، يأتي هذا في وقت تقوم فيه مؤسسة «إيغيفام» برفع كميات معتبرة يوميا، لكنها سرعان ما تتراكم مجددا.
وخلفت هذه الوضعية نقاطا سوداء بمختلف الوحدات الجوارية وشوهت منظر المدينة، على غرار مفرغة مقابلة للمركز التجاري صالح باي بالطريق الرابط بين حيي الفيرمة و400 مسكن، إضافة إلى مساحة بمحاذاة ثانوية بوهالي وأمام متوسطة علي منجلي 10.
كما تنتشر الأوساخ وبكميات هائلة في بعض المساحات على غرار الوحدة الجوارية 8 أمام الملعب الجواري، إضافة إلى الوحدة 6 مقابل الطريق المؤدي إلى الوحدة 15، وكذلك بمساحات في الوحدات 1 و9 و14، والتي تحولت إلى مفرغات عشوائية.
وتسببت الكميات الكبيرة من القمامة المرمية داخل المجمعات السكنية وبالطرقات، في انتشار روائح كريهة، إضافة إلى عرقلة حركة المرور في بعض المحاور على غرار الطريق الرابط بين حيي 400 مسكن والفيرمة.
كما لاحظت النصر أنه تم تفريغ أدوية عبارة عن علب تضم أقراصا و قنينات زجاجية، انتهت صلاحيتها منذ أشهر، وذلك داخل حاويات حديدية كبيرة في المحور المحاذي للمركز التجاري صالح باي، و قرب ثانوية بوهالي في الوحدة الجوارية 7، وأيضا بحي الفيرمة، فيما تحول لون هذه الحاويات إلى الأسود نتيجة حرق تلك القمامة من طرف مواطنين، ما قد يشكل تهديدا على الصحة العمومية، خاصة وأن الدخان المنتشر نتيجة ذلك، كثيف جدا.
ورغم أن المؤسسة البلدية للنظافة «إيغيفام» تقوم برفع القمامة من النقاط السوداء، إلا أن حالة الفوضى تعود في اليوم الموالي بسبب عدم احترام المواطنين لأوقات وأماكن الرمي، ما جعلها تدعو في صفحتها على موقع «فيسبوك»، إلا التحلي بروح المسؤولية والمحافظة على نظافة المساحات العمومية.
وقد نظمت «إيغيفام» بالتنسيق مع مندوبية علي منجلي 2، عدة حملات تحسيس وتوعية لفائدة المواطنين والتلاميذ والتجار، من أجل تحويل مساحات بعض النقاط السوداء إلى متنفس للعائلات وهو ما تم في بعض الأماكن.
وذكر المنتخب البلدي بالخروب، بسول نور الدين، أن الرمي العشوائي للقمامة أصبح أمرا مرهقا، وقال إنه يحدث خاصة من طرف التجار وأصحاب المصانع، موضحا أنه يعمل بالتنسيق مع مؤسسة «إيغيفام» على تنظيف النقاط السوداء ولكن الوضع يعود كما كان في كل مرة.
وأوضح المتحدث أنه تم إطلاق حملات تحسيسية لتوعية المواطنين بضرورة رمي القمامة في الفترة الصباحية، بهدف التخلص منها بسرعة ولكي لا تتراكم طيلة اليوم، كما ذكر أن حرق الحاويات الحديدية الكبيرة يتم من طرف مجهولين ما يتسبب في تهديد الصحة العمومية وكذا إتلاف الحاويات.
وفي محاولة لإيجاد حلول، قامت المندوبية بالتنسيق مع مؤسسة «إيغيفام» بتوفير المئات من الحاويات البلاستيكية الصغيرة ذات اللون الأخضر، وتوزيعها داخل المجمعات السكنية، لتفادي رمي القمامة على حواف الطرقات وتشويه المنظر العام للمدينة، حيث دعا بسول، قاطني كل مجمع لا يتوفر عليها إلى التوجه لمكتبه، كما نبه إلى أن هناك من يسرقون هذا النوع من الحاويات ويستعملونه أمام السكنات الفردية. كما اقترح المنتخب البلدي، على التجار وأصحاب المصانع إلى إبرام اتفاقيات مع مؤسسة «إيغيفام» من أجل توفير حاويات والتكفل بالتخلص من القمامة مقابل مبالغ مادية رمزية.
وقال مدير البيئة بولاية قسنطينة، أرزقي بوطريق، إن مصالحه لا تتساهل مع المصانع التي ترمي المواد الصيدلانية، وتتخذ إجراءات صارمة في حق كل من يضعها بحاويات القمامة، مضيفا أنه وفي حالة حدوث هذا الأمر فإنه سيكون عبارة عن حالات شاذة فقط.
وأضاف المدير أن مصالحه تقوم بعمليات مراقبة تتمثل في معاينة كيفيات التخلص من المواد الصيدلانية، كما تشترط تعاقد المصانع مع مؤسسات خاصة للتخلص من هذا النوع من النفايات، وذلك عبر دفاتر وتقارير مدون عليها الكميات وتواريخ رميها، معترفا أن وجودها في الحاويات يشكل تهديدا على الصحة العمومية.
حاتم/ب