أكد رئيس اتحادية الخبازين لولاية قسنطينة أن مبيعات الخبز قد سجلت تراجعا كبيرا خلال شهر رمضان، حيث قدره بحوالي سبعين بالمئة، في مقابل كساد حوالي 7 آلاف خبزة يوميا وتوجيهها لتغذية المواشي، كما أوضح أن المشكلة دفعت بعدد من أصحاب المخابز إلى تعليق النشاط. وذكر عبد العزيز بوقرن، رئيس الاتحادية الولائية للخبازين بقسنطينة، المنضوية تحت لواء اتحاد التجار والحرفيين، أن المخابز تعرف إقبالا ضعيفا جدا من طرف الزبائن خلال شهر رمضان للسنة الجارية مقارنة بأشهر الصيام للسنوات الماضية، مشيرا إلى أن العام الماضي قد عرف إقبالا أكبر من هذه السنة رغم ظروف الجائحة التي تزامنت معه، والخوف من انتقال العدوى الذي صاحبَها، كما شرح لنا أن الخبازين اعتقدوا أن الأمر سيعود إلى طبيعته بعد تجاوز الأيام الأولى من شهر رمضان، لكن الوضع ما يزال مستمرا إلى اليوم. وقد لاحظنا اختفاء الطوابير أمام أغلب المخابز بمدينة قسنطينة، على غرار ما كان يسجل أمام مخبزة بشارع بودربالة في وسط المدينة قبل رمضان بأيام، خصوصا بعد ساعات الدوام. ونبّه ممثل الخبازين أن المشكلة قد دفعت بعدد منهم إلى تعليق النشاط خلالَ شهرِ رمضان، مؤكدا أن بعضهم قد يعودون إلى العمل خلال العشرة أيام الأخيرة منه، بينما أوضح أن المخابز الموجودة في التجمعات العمرانية الصغيرة تعتبر الأكثر تضررا من ضعف الإقبال، على غرار أربعة خبازين على مستوى ابن زياد، حيث لم يستطع اثنان منهم العمل وقرروا تعليق نشاطهم خلال رمضان. وأضاف محدثنا أن المخابز أصبحت تميل نحو التخصص في إعداد أنواع من الخبز، حيث ذكر أن محله اختص في صنع «الرغيف التونسي» خلال السنوات الأخيرة، لكنه لاحظ تراجعا «رهيبا» في المبيعات مقارنة بالسنة الماضية، فبعد أن كان يبيع ما بين 800 إلى 1000 رغيف يوميا في رمضان، لم تعد تتعدى مبيعاته 150 رغيفا. وأوضح محدثنا أن تراجع الإقبال يسجل بصورة أكبر خلال عطل نهاية الأسبوع، حيث أشار إلى أن المشكلة دفعت أيضا إلى تقليص عدد العمال في المخابز، بينما ربط التراجع بضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، حتى أن البعض منهم صاروا يطلبون من الخبازين بيعهم الخبز القديم «البائت» بسبب سعره المنخفض؛ مثلما قال. وأضاف نفس المصدر أن محلات بيع أرغفة “الكسرة” تسجل تراجعا في المبيعات أيضا خلال شهر رمضان، خصوصا وأن سعر الرغيف الواحد منه يتراوح بين 70 و80 دينارا، بعد أن كان يباع بسعر 60 دينارا من قبل. من جهة أخرى، أكد رئيس الفيدرالية أن بعض المخابز “ترمي” أكثر من 700 خبزة في بعض الأيام بسبب عدم تسويقها، حيث يتم بيعها بنصف سعرها إلى مربي المواشي لتستعمل في تغذية الحيوانات، في حين قدر حجم الخبز الذي يرمى يوميا بمخابز قسنطينة بحوالي 7 آلاف خُبزة، كما أوضح أن الكميات التي تُرمى على المستوى الوطني تتجاوز المليوني خُبزة يوميا. واعتبر محدثنا أن بيع الخبز لمربي المواشي لا يعود بجميع تكاليف إعداده على الخباز، لاسيما عندما يتعلق الأمر بخبز “البريوش» وبعض الأنواع المحسنة التي تتطلب مواد إضافية في تحضيرها، فيما تباع بخمسة دنانير للخبزة الواحدة على الأكثر.
من جهة أخرى، وضعت الاتحادية برنامجا بالتنسيق مع السلطات المحلية للخبازين من أجل الاستفادة من زيت المائدة من موزعي العلامات المنتجة له مباشرة، حيث تحصل كل مخبزة على 50 لترا في الأسبوع، في حين يشترط في صاحب السجل التجاري أن يتقدم بنفسه من أجل شحنها، مثلما أكده لنا رئيس الفيدرالية، مشيرا إلى أن مشكلة طوابير الزيت لم تؤثر بتاتا على نشاط المخابز. وأضاف محدثنا أن ولاية قسنطينة تحصي 1200 مخبزة، لا ينشط منها فعليا إلا 275 طيلة السنة.
سامي .ح