تعيش العشرات من العائلات بحي البرج القديم بموقع 47 قطعة ريفية بالبعراوية في قسنطينة، دون كهرباء منذ قرابة 10 أعوام، رغم وقوع التجمع على بعد كيلومتر واحد من مقر بلدية الخروب، فيما تؤكد مديرية الإدارة المحلية أنه تم التكفل بالأمر وسيتم الانطلاق في مشروع الربط في أقرب الآجال.
وزارت النصر التجمع الريفي المسمى 47 قطعة والذي يقع بمحاذاة الديوان الوطني للحوم بالبعراوية، حيث أن الموقع قريب جدا من مكان عبور السكة الحديدية وسط مدينة الخروب كما أنه لا يبعد سوى بكيلومتر واحد عن مقر البلدية.
وقال ممثلون عن سكان الحي إنهم استفادوا من قطع أرضية في إطار برنامج السكن الريفي في عام 2011 بعد أن تخلوا عن استفادتهم من مختلف الصيغ على غرار الاجتماعي والتساهمي، حيث شرعوا في بناء المنازل بأموالهم الخاصة، فضلا عن تلقي إعانة 70 مليون سنتيم التي لا تكفي، حسبهم، لإنجاز سكن مكتمل.
وقال سكان التجمع إن معاناتهم بدأت مع انعدام مختلف الشبكات قبل أن يستفيدوا من مشروع للربط بشبكات الصرف الصحي في بداية الأمر، ثم من المياه الصالحة للشرب مؤخرا، بعد احتجاجات كثيرة.
وما زالت معاناة قاطني التجمع قائمة بسبب عدم ربطهم بشبكة الكهرباء، حيث قالوا إن أحد المواطنين الذي يملك بيتا بالقرب من الموقع قد منح لهم كوابل بشكل مؤقت لكنها لا تكفي حتى لتشغيل الثلاجات، إذ كثيرا ما ينقطع التيار بسبب الضغط الكبير على الدارة الكهربائية، كما أنهم لا يستطيعون تشغيل الأجهزة الأخرى وكثيرا ما يبيتون في الظلام سواء في الشتاء أو الصيف.وقال مرافقونا، إنهم يعانون الأمرين بسبب هذه المشكلة إذ وصفوها بغير المعقولة خاصة وأن الحي لا يقع في منطقة نائية أو جبل عال حتى يصعب على السلطات ربطهم بالكهرباء، مشيرين إلى أنهم غير مصنفين ضمن مناطق الظل، لكن المكان بحسب وصفهم يعد بقعة منسية، رغم وقوعه على محور حيوي يقع بين أكبر قطبين عمرانيين بالشرق الجزائري.
وأكد محدثونا، أنهم طرقوا جميع الأبواب وتم استقبالهم من طرف مسؤولين بديوان الوالي قبل سنوات، لكن شيئا لم يتغير مؤكدين أن عائلات تستعين بالشموع للإضاءة ليلا، كما ذكروا أنهم توجهوا في العشرات من المرات إلى المديرية التقنية ببلدية الخروب لكن دون جدوى، قبل أن يطالبوا الوالي بالتدخل العاجل لمعالجة الوضع. ولاحظنا أن الكوابل الكهربائية قد تم جلبها بطرق عشوائية بما قد يؤدي إلى حدوث شرارة كهربائية في أي لحظة.
ويفتقر الموقع إلى التهيئة، حيث أن طرقاته عبارة عن مسالك ترابية تتحول في فصل الشتاء، مثلما قال محدثونا، إلى كتل من الأوحال والطين، كما لاحظنا انعداما تاما للنظافة إذ أكد السكان أن شاحنة جمع القمامة لا تمر إلا في مناسبات متباعدة ما يجعل النفايات تتكدس بشكل كبير و ينذر بحدوث كارثة بيئية، بحسب تعبيرهم.
ويعد الغاز مشكلا آخر، حيث تم ربط عائلات دون غيرها، إذ ما يزال المتبقون ينتظرون إلى اليوم إيجاد حلول، كما طالبوا من بلدية الخروب بضرورة إدراج الحي ضمن مخطط النقل المدرسي بداية من الموسم الدراسي المقبل، حيث أن الأطفال يقطعون كيلومترات للوصول إلى أقرب مدرسة.
وقد حاولنا الاتصال برئيس بلدية الخروب لكننا لم نتمكن من ذلك، فيما يؤكد مدير الإدارة المحلية زوقاري ناصر، أن مصالحه قد تكفلت على عاتقها بمشروع ربط التجمع الريفي بالكهرباء حيث سيتم إطلاقه في أقرب الآجال.
لقمان/ق
