يمتنع العديد من الشباب المتواجدين بشوارع وسط مدينة قسنطينة، عن ارتداء الكمامة متحججين بارتفاع درجات الحرارة، فيما لاحظنا أمس أن تطبيق إجراء الالتزام بالبيع المحمول في المطاعم ومحلات الأكل السريع، كان متباينا، يأتي هذا في وقت تسجل فيه الولاية معدل 107 إصابة بفيروس كورونا يوميا.
و جابت النصر في جولة قادتها إلى وسط مدينة قسنطينة، مختلف الشوارع من أجل الوقوف على مدى تطبيق البرتوكول الصحي من طرف المواطنين، خاصة و أن يوم أمس تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث كانت هناك حركة معتبرة من طرف الأشخاص الذين جابوا مختلف أحياء و أزقة المدينة و تحدوا ارتفاع درجة الحرارة.
بداية الجولة كانت من حي المحاربين، الذي عرف حركية متوسطة من طرف المارة، الذين كانوا يتوجهون إلى وسط المدينة سيرا على الأقدام، فيما كان عدد القادمين منها قليلا جدا، و وقفنا على أن الالتزام بارتداء الكمامة كان متباينا بينهم.
وصلنا إلى وسط المدينة وتحديدا بشارع عبّان رمضان، أين زادت حركة المارة، ورغم أن البعض من الكهول والنساء متوسطات العمر كانوا يضعون الكمامة، إلا أن غالبية الشباب امتنع عن ارتدائها، حيث كان البعض منهم يضعونها على الذراع فيما لم يكن يتوفر عليها البعض الآخر.
كما امتنع بعض الشباب الجالسين بمحاذاة ومقابل المركز الثقافي محمد العيد آل الخليفة، عن وضع الكمامات، دون احترامهم لبرتوكول التباعد الجسدي، و اختاروا لأنفسهم مساحات ضيقة تحت ظلال البنايات، فيما كان بعضهم يحتسي القهوة.
لا وجود للأقنعة الواقية بحديقة أول نوفمبر!
و بعد أمتار من السير، وصلنا إلى ساحة أول نوفمبر "لابريش"، أين كانت الحركية كبيرة، و كان عدد كبير من المواطنين جالسا في مختلف زوايا هذه الساحة دون وضع الكمامة، باستثناء بعض المارة وخاصة الكهول منهم الذين وضعوا القناع الواقي رغم الحرارة الشديدة.
و يزداد الوضع سوءا في الحديقة العمومية المحاذية للساحة، أين كان العشرات من المواطنين يجلسون على كراس إسمنتية مثبتة وأجسادهم متلاصقة، دون احترام مسافة التباعد الاجتماعي، كما هو الحال بالنسبة للذين فضلوا الجلوس على بساط العشب الطبيعي، و لم يقتصر الأمر على الرجال، حيث كانت النساء حاضرات بقوة ولم يحترمن أيضا مسافة التباعد الاجتماعي.
و تعتبر هذه الحديقة المتنفس الوحيد للمتوجهين إلى وسط المدينة، من أجل أخذ قسط من الراحة قبل مواصلة رحلتهم نحو المحلات التجارية و الأسواق المتاحة، إلا أن هذا المكان أصبح يشكل خطرا وتهديدا على حياة المتواجدين به نظرا لعدم احترام أدنى شروط البرتوكول الصحي.
و تكررت نفس المشاهد أمام مدخل الحي الشعبي التجاري "الرحبة"، أين كان عدد كبير من الشباب يتجمع في مساحات ضيقة بغرض التجارة الفوضوية، فيما لم يكن يضع جلهم كمامات واقية.
و لاحظنا طيلة الطريق المؤدي من ساحة أول نوفمبر باتجاه شارع بلوزداد أن غالبية الشباب امتنع عن وضع الكمامات، سواء كانوا رجالا أو نساء، حيث وضعوا أقنعتهم على الذراع، ربما من أجل استعمالها في الحالات الطارئة، كدخول مركز تجاري أو محل يشترط صاحبه على الزبون وضع الكمامة.
و رغم الأجواء الحارة، إلا أن الكثير من المواطنين كانوا يسيرون لمسافات طويلة من أجل الوصول لوسط المدينة، حيث صادفنا عددا من المواطنين القادمين من حي النجمة و من الطريق المحاذي بملعب بن عبد المالك، و كذا من المسلك المؤدي من وإلى حي المنظر الجميل، إضافة إلى القادمين من الطريق المؤدي إلى حي المحاربين، وكذلك جسر سيدي راشد الذي كان به عدد كبير من المارة المتجهين إلى وسط المدينة، و كذا بشارع عواطي مصطفى "طريق سطيف"، حيث لم يضع جلهم القناع الواقي.
أما بخصوص تطبيق المحلات التجارية للبرتوكول الصحي، فقد كان متباينا، حيث طبقت تلك الواقعة في حي عبّان رمضان الإجراءات الصحية المعمول بها، رغم أن العديد منها لم تتوفر على المعقمات بمداخلها، إلا أن التجار وضعوا ملصقات تذكيرية بالبرتوكول، كما كان عدد الزبائن مسموحا به.
و اكتفت محلات الإطعام السريع بالعمل على تحضير وجبات محمولة، دون تناولها وسط المحل، حيث كان الإقبال عليها كبيرا من طرف الزبائن الذين شكلوا طوابير في بعض الأحيان، و خاصة بشارع عبّان رمضان و بالطريق المؤدي من المركز الثقافي آل خليفة باتجاه شارع بلوزداد أين تكثر هذه المحلات.
و خالف بعض التجار الإجراءات الوقائية، حيث تم السماح بدخول الزبائن و تناول وجباتهم داخل المحل، و الأكثر من ذلك كان المواطنون يلمسون قطع البيتزا و بقية المنتجات بأياديهم، كما لم توفر المحلات المعنية المعقمات و لم يشترط أصحابها على الزبائن وضع كمامات.
و استغلينا فرصة تواجدنا أمام بعض الشباب الذين امتنعوا عن وضع الكمامات، لمعرفة سبب تعريض حياتهم للخطر، فأجاب جلهم وخاصة ممن كانوا يجلسون بشارع عبان رمضان، أنهم اختنقوا من وضع القناع الواقي، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية، كما قال البعض منهم إنهم "ملوا" من وضع الكمامات لفترة طويلة.
و اختلف الأمر كثيرا بالنسبة لسائقي المركبات، فرغم أنهم أقل عرضة للخطر مقارنة بالمارة الذين يصادفون عشرات المواطنين في الأماكن العمومية، إلا أنهم كانوا يضعون كمامات، و حتى بالنسبة للذين كانوا يقودون بمفردهم دون أي مرافق.
حاتم/ ب