انطلقت أمس، مقابلات الانتقاء بالمدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، حيث بلغ عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة 940، فيما لا تقل معدلات القبول في مختلف التخصصات عن 14.50، وسيتم اعتماد نظام تدريس الطلبة الجدد حضوريا، بينما سيدرس البقية عن بعد للعام الثاني على التوالي.
و أجريت صبيحة أمس، بالمدرسة الواقعة بالمدينة الجامعية بعلي منجلي، مقابلات الانتقاء في أجواء تنظيمية خضع خلالها الطلبة والطواقم الإدارية و الأساتذة للبروتوكول الصحي المعمول به، و سيكون 940 طالبا معنيا بهذه المقابلات، قسموا إلى مجموعات كل واحدة منها تضم 200، لتتواصل العملية إلى غاية يوم 13 من الشهر الجاري.
و أكد مدير المدرسة العليا للأستاذة بقسنطينة، الدكتور رابح طبجون، في تصريح للنصر، أن عدد الطلبة الموجهين إلى المدرسة أتوا من 17 ولاية شرقية، خاصة بعد تحويل طلبة جيجل إلى قسنطينة في هذا الموسم الجامعي، بعد أن كانوا يوجهون إلى سطيف لانعدام بعض التخصصات ، مضيفا أن معدل القبول ارتفع هذه السنة بعد نيل الطلبة معدلات جيدة في شهادة البكالوريا، موضحا أنه لا يقل عن 14.50 من 20.
و قال المدير، إن عدد المناصب تحدده وزارة التربية الوطنية، و تتم العملية حسب الولايات، على أن يوزع الطلبة على 3 أطوار، هي أستاذ تعليم ابتدائي و أستاذ تعليم متوسط وأستاذ تعليم ثانوي، وذلك في عدة اختصاصات هي اللغة العربية و الإنجليزية و الفرنسية وتاريخ و جغرافيا و الفلسفة و علوم طبيعية و علوم دقيقة و علوم إعلام آلي، مذكرا بأن عدد المتخرجين في الموسم الجامعي المنصرم بلغ 1304 طالب.و أضاف المتحدث، أن كل الطلبة الموجهين للمدرسة العليا معنيون بإجراء مقابلة الانتقاء، مع إمكانية رسوب البعض و تحويلهم إلى الجامعة، كما أوضح أن عدد الراسبين عادة ما يكون قليلا جدا، حيث تبلغ نسبة النجاح 99 بالمئة.و عن تخوف بعض الطلبة من مقابلة الانتقاء، رد المتحدث أن العديد منهم يتساءلون عن ماهية هذه المقابلات وطبيعتها، إن كانت امتحانا ثانيا أو اختبارات نفسية بيداغوجية، موضحا أنها تمكن من معرفة خصوصيات كل طالب، و مدى ميوله و استعداده و تجاوبه مع مهنة المعلم.
كما أوضح المدير أن المقابلة تمكن من معرفة ما إذا كان الطالب يعاني من إعاقة على غرار النظر أو السمع، خاصة وإن كانت إعاقته تؤثر على أدائه للمهمة «الشاقة و الصعبة»، والتي تحتاج إلى قوة وبذل مجهودات كبيرة، مضيفا أن كل من لا تتوفر فيه الشروط السالف ذكرها لا يمكن قبوله من طرف لجنة مكونة من أساتذة و مفتشين، إضافة إلى إدراج أطباء تم الاستنجاد بهم هذه السنة من أجل التأكد من جاهزية كل طالب.
و أكد المدير، أن الطالب يعلم بنتيجة مقابلة الانتقاء مباشرة بعد انتهائها و ليس مضطرا للانتظار أو ترقب نشرها عبر الصفحات الرسمية للجامعة أو المدرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و في حالة عدم التوفيق، يوجه الراسب إلى لجنة أخرى من أجل مراجعة القرار في شكل طعن داخلي، و إذا فشل مجددا يحول إلى الجامعة.
و عرج طبجون إلى الحديث عن الإجراءات الوقائية المعول بها في ظل تفشي الوباء، موضحا أن تسجيلات الطلبة الجدد جرت عن بعد عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض وذلك للعام الثاني تواليا، و تبعتها إجراءات أخرى خاصة بطريقة التسجيل متمثلة في تأكيد الاختيارات و التسجيلات ثم مرحلة الطعون بالنسبة للذين لم يعجبهم التخصص، و الرد عليها، و هي كلها عمليات جرت عن بعد.
و بخصوص البرتوكول الصحي، أكد المسؤول، أن طريقة الدراسة في المدرسة العليا للأساتذة تختلف من سنة إلى أخرى، حيث يلزم طلبة السنة الأولى بالحضور، بعد أن وقف خلال السنة المنصرمة على عدم تأقلمهم مع الدراسة عن بعد، حيث لم يستوعبوا الدروس، ناهيك عن ضعف شبكة الإنترنت في بعض الولايات و في مختلف القرى النائية، فيما ستكون الدراسة في السنوات الأخرى حضورية و عن بعد مثلما كانت عليه العام الماضي.
حاتم/ ب