انطلق أمس، الأسبوع الوطني للتلقيح ضد كورونا بقسنطينة، حيث تم فتح فضاءات صحية ثابتة ومتنقلة للقيام بالعملية التي تراهن من خلالها المصالح الصحية على الوصول إلى تطعيم 50 بالمئة من سكان الولاية.
وتنقلت النصر أمس، إلى القاعة متعددة الرياضات برشاش بلقاسم بحي فضيلة سعدان، أين انطلقت الفعاليات الرسمية للأسبوع الوطني الذي حمل شعار “بالتلقيح تعود الحياة”، وما ميز عملية التلقيح أمس، هو تراجع عدد المستفسرين من المواطنين عن نوعية اللقاح المتوفر خلافا للمناسبات السابقة، أين كان كل من يقصد أي فضاء يسأل أولا عن النوع الموجود ثم يقرر بعدها تلقي اللقاح من عدمه، حيث ذكرت مشرفة على العملية أنها لاحظت هذا الأمر منذ فترة قصيرة فقط، موعزة الأمر إلى ارتفاع مستوى الثقة في اللقاحات التي جلبتها الجزائر “والتي لم تكن صدفة وإنما بناء على قرارات لجنة علمية متخصصة”.
وما يلاحظ خلال اليوم الأول من الحملة هو الإقبال المحتشم من طرف المواطنين على التلقيح، إذ وقفنا على قدوم 10 أشخاص خلال ساعة، وهو ما أكده لنا المشرفون على العملية، حيث قالوا إنه ومنذ بداية استقرار الوضعية الوبائية قبل 10 أيام سجل تراجع كبير في أخذ اللقاح إذ أن غالبية المقبلين من الفئة التي تريد استكمال الجرعة الثانية، داعين المواطنين إلى التوجه إلى كل المراكز قبل الدخول الاجتماعي المقبل والذي سيعرف اكتظاظا على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية، فضلا عن الإدارات والمؤسسات العمومية.
زيادة في إقبال النساء على العملية
وسجلنا خلال جولتنا بمختلف المراكز الصحية على غرار العيادة متعددة الخدمات بوالصوف، فضلا عن حي التوت ارتفاعا في نسبة إقبال النساء وضعف إقبال الفئات الشابة، وهو ما أكده لنا أطباء أيضا، حيث ذكرت طبيبة أنه ومنذ فتح الشواطئ سجل تراجع في عدد المقبلين على التلقيح من الفئة العمرية، التي يتراوح سنها بين 20 و 35 عاما.
وأكد جل المشرفين على العملية خلال حديثهم إلى المواطنين على أهمية تلقي اللقاح لتفادي موجة أخرى من الوباء، حيث شرحت إحدى الطبيبات متحدثة إلى كهل سألها عن السلالة الجديدة «مو» التي تطرقت إليها وسائل الإعلام، أنه وكلما طالت حياة الفيروس كلما زادت إمكانية تحوره وظهور سلالات أخرى قد تكون بحسبها خطيرة أو غير خطيرة، مؤكدة على ضرورة تحقيق المناعة الجماعية، لتفادي أزمة صحية كتلك التي سجلت في الأسابيع المنصرمة.
والتقينا بمواطن يبلغ من العمر 70 عاما، حيث قال إنه كان غير مقتنع باللقاحات بسبب ما دار حولها من جدل، لكنه وبعد استماعه للكثير من المختصين حول أهميتها، فضلا عن رؤيته لدول أجنبية على غرار إنجلترا وهي تستعيد تدريجيا الحياة الطبيعية من جديد، قرر منذ أسبوعين أن يتلقى اللقاح لكنه أجل الأمر إلى غاية تحسن الوضع الوبائي كونه لا يغادر منزله إلا للضرورة منذ بداية الوباء.
و وجدنا خلال مكوثنا في قاعة برشاش، شبابا من الكشافة الإسلامية، حيث كان يشرف بعضهم على توجيه المواطنين في حين كان بعضهم يتلقى اللقاح، حيث قال أحد الكشافين الجوالين إنه رافق السلطات منذ بداية الوباء في الحملات التحسيسية سواء تلك الخاصة بالحجر الصحي أو بالتطعيم، مشيرا إلى أنه اغتنم فرصة مشاركته في الأسبوع الوطني من أجل أخذ الجرعة الأولى.
ولاحظنا على مستوى عيادة بوالصوف إقبالا محتشما جدا من طرف المواطنين، حيث وجدنا قاعة الانتظار شاغرة تماما، لكن الوضع بعيادة التوت كان مختلفا نوعا ما إذ سجل إقبال متوسط من طرف فئة النساء مقابل حضور ضعيف جدا من الرجال، أما النقطة المخصصة بدار النقابة بوسط المدينة فقد كانت خاوية.
مدير الصحة: هدفنا الرفع من وتيرة التلقيح في ظرف وجيز
وذكر مدير الصحة عبد الحميد بوشلوش في تصريح لوسائل الإعلام، أن حملة التلقيح تتم منذ انطلاقها بشكل عادي على مستوى كل المراكز الصحية أو المؤسسات الجامعية أو التربوية فضلا عن دور الشباب ومحطات المسافرين، لكن ما يميز هذا الأسبوع هو تسطير أهداف وهي الرفع من وتيرة التلقيح وتحسينها في ظرف وجيز للوصول إلى مناعة جماعية.
وتابع المتحدث، أن المديرية عقدت اجتماعات تنظيمية مع الوزارة الوصية و السلطات المحلية تم من خلالها تخصيص فضاءات جديدة على مستوى 12 بلدية، مع تخصيص حافلات لنقل الفرق الطبية وشبه الطبية فضلا عن الإداريين، إلى أكبر عدد ممكن من الأحياء ومناطق الظل بكل البلديات، كما تم، بحسبه، تكثيف حملات التحسيس بأهمية اللقاح سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع.
وأكد مدير الصحة، توفر جل أنواع اللقاحات ويتعلق الأمر بسبوتنيك وسينوفاك وأسترازينيكا وسينوفارم، حيث خصص لهذا الأسبوع 40400 جرعة سينوفاك و 18900 جرعة لقاح أسترازينيكا، بمجموع إجمالي وصل إلى 59300 جرعة، كما نوه بضرورة توجه الأسرة التربوية إلى المراكز من أجل التحضير لدخول مدرسي آمن.
وأضاف المكلف بالإعلام على مستوى المديرية، عيدون أمير، أنه تم التنسيق مع مديرية النقل والبلديات من أجل توفير حافلات مجهزة بكل الوسائل لتلقيح المواطنين عبر مختلف البلديات، كما خصصت أمس الأول خطب الجمعة لحث المواطنين على التوجه إلى مختلف الفضاءات الثابتة أو المتنقلة للتطعيم ضد فيروس كورونا.
وتابع محدثنا، أن عدد المراكز المسخرة وصل إلى 123 فضاء صحيا، من بينها 25 عيادة متعددة الخدمات، فضلا عن 20 وحدة للمتابعة والكشف التابعة لقطاع التربية وكذا 9 قاعات علاج، وتسعة أخرى بالعيادات الخاصة أما ما تبقى فهي مراكز غير ثابتة وزعت على القاعات متعددة الرياضات ودور الشباب، مشيرا إلى وجود 8 صيدليات تشرف على تلقيح المواطنين وجلها، كما ذكر، بالمقاطعة الإدارية علي منجلي.
و وصل عدد المواطنين الملقحين بولاية قسنطينة إلى 157 ألفا من أصل 800 ألف وهو ما يمثل نسبة 20 بالمئة، حيث قال المكلف بالإعلام إن الهدف هو الوصول إلى نسبة 50 بالمئة أو 60 بالمئة على الأقل في الفترة المقبلة، كما تحدث عن تخصيص فضاء للتلقيح على مستوى فندق الحسين بعلي منجلي.
كل أفراد الكشافة تلقوا اللقاح
وذكر ممثل الكشافة الإسلامية التي رافقت السلطات العمومية بقوة في اليوم الأول من أسبوع التلقيح، حملاوي حمزة، أن الكشافة قامت بعمل مزدوج، حيث يتمثل النشاط الأول كما ذكر في خرجات تحسيسية بالأحياء والشوارع ومختلف الفضاءات، أما الثاني فقد كان داخل مراكز التطعيم من خلال مرافقة الطواقم الطبية وتسهيل عملها، إذ أن كل الأفواج متواجدة بكل النقاط، مؤكدا أن مستوى الوعي قد ارتفع لدى المواطنين مقارنة ببداية الوباء، كما ذكر أن كل أفراد الكشافة قد تلقوا اللقاح. لقمان/ق