تشهد مدينة قسنطينة في الآونة الأخيرة، استهتار العديد من المواطنين في الالتزام بالتدابير الوقائية، على الرغم من أن المؤشرات الوبائية تنذر بدخول البلاد في موجة رابعة، فيما يؤكد صيادلة تسجيل تراجع بحوالي 80 بالمئة في الإقبال على شراء الكمامات وسوائل التعقيم.
ومن خلال ما وقفنا عليه بشوارع وسط المدينة التي تشهد حركية كبيرة انطلاقا من محطة بن عبد المالك رمضان وصولا إلى المدينة القديمة، فقد كانت قلة من الأشخاص تضع كمامات، إذ تتجول في الأزقة والأحياء، وتدخل المحلات التجارية دون اتباع للتدابير الوقائية.
كما لاحظنا أن أغلب المحلات لم تكن تضع لافتات تجبر فيها الزبائن على احترام الإجراءات الوقائية، فيما لا يتم تحديد عدد معيّن للأشخاص المسموح لهم بدخولها، في غياب التباعد الجسدي.
و وجدنا حديقة بن ناصر في ساحة أول نوفمبر« لابريش»، تعج بكبار السن الذين يأتون من مختلف الأحياء للتنزه، حيث كان العديد منهم لا يرتدون كمامات و يجلسون على مسافات متقاربة. سألناهم عن سبب عدم التزامهم بالإجراءات الوقاية على الرغم من أنهم يمثلون الفئة الأكثر تعرضا للإصابة بفيروس كورونا، فبرروا ذلك بأن الفيروس «غير موجود»، بينما يعتقد آخرون أنهم بمنأى عن الخطر لأنهم أصيبوا من قبل وأخذوا اللقاح، وقد بدا شيخ بأنه غير مبال تماما بالوضع وأجابنا بالقول «عمري قد انتهى ولا أهتم إن أصبت أم لا».
وقد كانت الحركية أكثر كثافة أمام المسرح الجهوي، أين يوجد مدخل سوق «الرحبة»، في ظل غياب لإجراءات الوقاية، و نفس الحال تعرفه المقاهي الموجودة بوسط المدينة، حيث كان الزبائن يجلسون في نفس الطاولة، فضلا عن أن مسافة التباعد الاجتماعي لم تكن محترمة أما المصافحة فيبدو أنها صارت أمرا عاديا.
ولاحظنا اختفاء باعة الطرق الذين كانوا يعرضون الكمامات بالشوارع، فيما سجل صيادلة انخفاضا في الإقبال على شراء الأقنعة الواقية. وقال لنا بائع في صيدلية بوسط المدينة، إن هناك تراجعا في الإقبال على شراء الكمامات وسوائل التعقيم في الفترة الأخيرة، بنسبة 80 بالمئة ما جعلها تتكدس في زاوية واسعة من المحل بانتظار من يشتريها.
كما ذكر بائع بصيدلية أن علبة واحدة تحتوي على 50 كمامة، تنفد خلال مدة تزيد عن أسبوع، وهو ما يعكس نقص وعي المواطنين بخطورة الأمر، فيما ذكر أن غالبية الزبائن يقتنون الأقنعة فقط لولوج المؤسسات والمراكز العمومية، التي لا تزال صارمة بخصوص الإجراءات الوقائية.
لينة.د