تأجلت أول أمس، ولليوم الثاني على توالي، عملية انتخاب الرئيس الجديد لبلدية قسنطينة، بعد إصرار أعضاء قائمة تكتل الأحرار على منع إقامة الدور الثاني من الاقتراع السري وسط شجارات وفوضى عارمة، بينما اعتصم منتخبو تكتل «حمس»- «الأرندي» بمقر البلدية، مطالبين بإجراء الاقتراع قبل انقضاء الآجال القانونية للعملية.
واتفق أول أمس، أعضاء الكتل السياسية المكونة للمجلس الشعبي البلدي على إجراء الدور الثاني من انتخابات اختيار رئيس البلدية، في الساعة الثانية زوالا، غير أن منتخبي كتلة الأحرار المتكونة من 17 عضوا قدموا متأخرين عن الموعد بأكثر من ساعة، فيما التحق 22 عضوا من تكتل حركة مجتمع السلم و التجمع الوطني الديمقراطي في الوقت المحدد، قبل أن يلتحق أحد الأعضاء بعد فترة من الزمن، ليكتمل بعدها تعداد التحالف السياسي.
وظهرت مشاهد الانسداد بادية للعيان، حيث لم يتشكل منذ البداية مكتب تسيير الدورة رغم التحاق أعضائه، و ظل المنتخبون في شد وجذب لساعات، وسط حالة كبرى من الفوضى لاسيما بعد دخول غرباء إلى مقر البلدية فضلا عن مناضلي الكتل السياسية الثلاث، فيما تمت الاستعانة بعدد معتبر من عناصر الشرطة لتأمين مدخل البلدية ومحيطها.
وظل الاستقطاب مسجلا بين الطرفين، حيث يؤكد الأحرار أن القانون منحهم أحقية تقديم مترشح عنهم كونهم الكتلة الوحيدة التي تحوز على 35 بالمئة من المقاعد، فيما يؤكد تحالف حمس الأرندي أن القانون يمنحهم أحقية تقديم مترشح عنهم في الدور الثاني، مستدلين بتعليمة وجهها الوالي إلى أعضاء مجلس بلدية ابن باديس، فضلا عن صراحة النص القانوني المنظم لعملية اختيار رئيس البلدية في الدور الثاني.
وتنص التعليمة، التي عرضها مرشح التحالف مسعي عبد الغني، على أنه وفي حال عدم تحصل مرشح القائمة التي حازت على 35 بالمئة من المقاعد على أغلبية الأصوات في الدور الأول من الاقتراع السري، يتم اللجوء إلى تنظيم انتخابات أخرى تفتح باب الترشح لمختلف القوائم الأخرى، غير أن الأحرار أكدوا أن القانون يمنح الأحقية للقائمة المتحصلة على 35 بالمئة من الأصوات.
وإثر عدم الاتفاق، قرر تحالف حمس الأرندي إجراء الانتخابات، لكن منتخبين من الأحرار اعتلوا المنصة وشرعوا في الصراخ والهتاف بأنهم هم من تحصلوا على ثقة الشعب وأكبر عدد من أصوات الناخبين، كما منعوا الشروع في تنظيم الدور الثاني، ليختلط الحابل بالنابل وتسجل شجارات وتشابك بالأيدي بين المنتخبين، قبل أن تهدأ الأوضاع إثر تدخل العقلاء.
و وصف مرشح حمس، عبد الغني مسعي، هذه التصرفات بالبلطجة السياسية كما انتقد غالبية المنتخبين تدخل نائبين من البرلمان في العملية الانتخابية تحت مبرر تمثيلهما لكتلة الأحرار، فيما تحدث رئيس الدائرة عن الاستعانة بغرباء عن البلدية لإحداث الفوضى مهددا باستدعاء الأمن لغلق البلدية في حال استمرار الاحتقان.
واعتصم منتخبو حمس والأرندي في القاعة الشرفية، في حين غادر بعض منتخبي الأحرار ومكث بعضهم، فيما ظل الجميع ينظر إلى بعضه البعض دون أن يحركوا ساكنا.
و ذكر نهار أمس، مرشح قائمة تكتل الأحرار، الشريف بزاز، أنه يستغرب محاولة الجهة المنافسة على مقعد الرئاسة، الاستناد على الدور الثاني من أجل تحديد هوية «مير» قسنطينة، وقال إنه لا توجد مادة قانونية تؤكد ضرورة إجراء دور ثان، ليتابع قائلا «في حالة تأكيد هذا الإجراء بسند قانوني فإنني مستعد للمنافسة والصندوق سيكون الفيصل بيننا».
و أضاف المتحدث، بأن القانون ينص على أنه وفي حالة عدم الإعلان عن فوز قائمة ما بأغلبية مطلقة، فإن القائمتين اللتين تحصلان على نسبة 35 بالمئة تقدمان مترشحا لكل منهما، وفي حالة عدم نيل كل القوائم النسبة المذكورة، يمكن لكل قائمة تقديم مرشحها، فيما لم يتم التطرق حسبه، إلى دور ثان أو ثالث.
وقدمت قائمة تكتل الأحرار شكوى لدى والي قسنطينة، مطالبة بتوضيح حول المادة القانونية التي تثبت إجراء دور ثان، حيث لم يتم حسب مصادرنا، الرد على الطلب إلى غاية مساء أمس، بعد أن راسل الوالي وزارة الداخلية قبل الفصل في أمر طريقة انتخاب الرئيس الجديد لبلدية قسنطينة، والتي من المنتظر أن تتضح اليوم أو غدا. لقمان.ق/ حاتم. ب
