تعرف أسعار أعلاف المواشي بقسنطينة، ارتفاعا كبيرا نتيجة المضاربة، حيث وصلت في السوق السوداء إلى 5 آلاف دينار خلال الفترة الأخيرة، وهو ما تسبب في تراجع نشاط المربين، فيما تؤكد مديرية الفلاحة
أن الجفاف تسبّب في حدة المشكلة فضلا عن تسجيل تراجع في الحصة التي تقدم للمربين.
و تحدث مربون، من بلديتي مسعود بوجريو و بني حميدان، عن عدم تحصلهم على الكميات المطلوبة منذ أشهر، حيث تم منحهم كميات قليلة جدا لا تكفي لمدة 10 أيام، فعلى سبيل المثال فقد ذكر أحد المربين من قرية بمسعود بوجريو، أنه و بعد انتظار استمر لأزيد من 3 شهر تحصل على 10 كيلوغرامات من العلف للرأس الواحد و هي حصة قال إنها لا تكفي حتى لأسبوع، قبل أن يطالب بضرورة مضاعفة الكميات لتفادي تسجيل اختلالات العام الماضي.
و أكد محدثونا، أنهم تفاجأوا برفع الأسعار حيث حددت من قبل بـ 2380 دينارا للقنطار في حين ارتفعت إلى 2600 دينار، كما تحدث الفلاحون عن جفاف كبير عبر مختلف مناطق الولاية وهو ما أدى بهم إلى اللجوء إلى النخالة، لكنهم وجدوا أنها قد وصلت إلى 5 آلاف دينار، ناهيك عن الندرة والمضاربة في سعرها من وقت إلى آخر.
و دق محدثونا، ناقوس الخطر، حيث يقولون إن هذه الشعبة المهمة في قطاع الفلاحة مهددة بالاندثار في حال استمرت المشكلة لسنة أخرى، إذ سجل تراجع في نشاط المربين بشكل رهيب فضلا عن عزوف كبير في زيادة الإنتاج أو الاستثمار في هذا المجال، مناشدين السلطات بضرورة الالتفات لهذه الفئة.
و ذكر المربون، بأن سعر الأعلاف سيرتفع أكثر في فصل الشتاء، حيث تكون ظروف تخزينها مواتية بالنسبة للمضاربين خلافا لفصل الصيف، كما تصعب عملية الرعي، بسبب الظروف المناخية و برودة الطقس، ما يضطرهم للجوء لتغذية المواشي بالأعلاف.
و ذكر رئيس الاتحاد الولائي للفلاحين بقسنطينة، سليمان عوان، أن هيئته راسلت الوزارة الوصية من أجل توضيح التعليمة الموجهة لأصحاب المطاحن و التي تتعلق بكيفية توزيع الأعلاف على الموالين، مشيرا إلى أن المشكلة يتحملها أصحاب المطاحن الكبرى محذرا من تكرار سيناريو العام الماضي، الذي تسبب في توقف الكثيرين عن تربية المواشي، كما تسبب الأمر في غلاء أثمان الأغنام على مدار العام، ناهيك عن الندرة المسجلة في الرؤوس خلال العيد.
و تابع المتحدث، أن المهني اليوم يتكبد خسائر فادحة نتيجة ارتفاع تكاليف تربية المواشي، حيث أن كل ما تمنحه الدولة لا يكفي، حسبه، لتغطية الطلب، كما قال مربون صغار للنصر، إنهم لا يتحصلون حتى على 5 بالمئة مما يطلبونه من أعلاف، في حين أنها تباع بأسواق الحامة.
و أوضح مدير المصالح الفلاحية، ياسين غديري، أن الطلب ارتفع بشكل كبير على النخالة بسبب الجفاف الذي ضرب مختلف ولايات الوطن، حيث أن الوزارة الوصية تمنح حصة تكميلية محدودة للمربين و هو ما جعلهم يشتكون من عدم كفايتها في تغطية طلباتهم، مشيرا إلى أن الكميات المقدمة للفلاحين تمنح وفقا لسعر مقنن و ثابت.
و يرى محدثنا، أن الحل يكمن في تساقط الأمطار في الوقت الحالي و ذلك لإنقاص التكاليف على المربين، أما فيما يخص المضاربة في الأسعار فقد ذكر غديري، أن مديرية التجارة فضلا عن الديوان الوطني للحبوب يعملان على مراقبة الاختلالات المسجلة في السوق.
لقمان/ق