عُثر في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، على 4 أفراد من عائلة واحدة متوفين اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون بعلي منجلي بقسنطينة، كما لقي شاب حتفه ببلدية زيغود يوسف إثر استنشاقه لغاز منبعث من موقد تقليدي، في فاجعة وحصيلة ثقيلة تعد الأولى من نوعها منذ بداية العام.
وكسرت حادثة وفاة 4 أفراد من عائلة براهمي القاطنة بالمجمع رقم 1 بتوسعة الوحدة الجوارية 20 في علي منجلي، هدوء الحي، حيث خيم حزن كبير على المكان و كل سكان المجمع، لاسيما وأن أفراد العائلة المتوفين معروفون بأخلاقهم الطيبة وحسن سيرتهم.
وبحسب ما أكده لنا جيران ضحايا الغاز القاتل، فإن البنت الصغرى البالغة من العمر 20 عاما كانت في بيت جدها وحاولت الاتصال بأهلها مرارا وتكرارا طيلة مساء الخميس ويوم الجمعة، دون أن يرد أي فرد من العائلة الصغيرة، قبل أن تتصل بأحد الجيران الذي دق باب الشقة كثيرا دون أن يفتح له أحد.
وتنقل الجيران إلى شرفة الشقة الواقعة في الطابق الأرضي، أين شاهدوا من خلف النافذة الأب والأم في رواق المنزل ليتصلوا بعدها بالحماية المدنية والشرطة الذين كسروا الباب وعثروا على الجميع جثثا هامدة، إذ رجح المحققون أن الوفاة حدثت ليلة الخميس إلى الجمعة.
ولم يتبق من العائلة سوى البنت الصغرى، في حين توفي الأب المسمى «ع.ب» البالغ من العمر 65 عاما و الابن «ع.ب.ب» صاحب 25 عاما والبنت «ن ب» في العشرينيات من العمر هي الأخرى، فضلا عن الأم التي لم نتمكن من معرفة اسمها وسنها لكن جيرانهم أكدوا أن عمرها يقارب عمر الأب، في حين من المنتظر أن يتم دفنهم بعد تشريح الجثث.
وأوضحت الحماية المدنية في بيان لها، أن إسعافات الوحدة الرئيسية بعلي منجلي و وحدة القطاع لبلدية عين سمارة، قد تدخلتا في حدود الساعة التاسعة و 38 دقيقة ليلا، من أجل حالة اختناق لأربع ضحايا بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة، حيث وجدوا متوفين بعين المكان، ليتم نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث مستشفى الدكتور عبد القادر بن شريف.
وقد لاحظنا أن العائلة كانت تضع سخان الماء في الشرفة، في حين أن زجاج بابها كان محطما وتم وضع غلاف بلاستيكي بدل الزجاج، كما ذكر لنا الجيران أن رب الأسرة كان حريصا على تهوية المنزل والدليل هو وضعه للمسخن في الشرفة، لكن قدر الموت كان أقرب وكتب للعائلة أن تتوفى بالغاز المنبعث من المدفأة.
وانتقلت العائلة إلى العيش بعلي منجلي قبل أزيد من 3 سنوات، بعد أن استفادت من السكن في إطار ترحيل قاطني المدينة القديمة حيث كانت تسكن في شارع بومعزة بـ «الطريق الجديدة».
و ببلدية زيغود يوسف، توفي شخص عمره 31 عاما، حيث أفادت الحماية المدنية أن إسعافات الوحدة الثانوية حوادق محمد تدخلت في العاشرة و 10 دقائق من ليلة الجمعة بحي سيدي العربي بالمكان المسمى العسة، وذلك من أجل حالة اختناق الضحية «ر.ل» جراء استنشاقه لغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من موقد تقليدي «طابونة،» إذ عثر عليه متوفى بعين المكان، كما تم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى زيغود يوسف.
وتعد هذه الفاجعة، الأولى من نوعها منذ بداية العام الجاري على مستوى ولاية قسنطينة، إذ أن هذه الحصيلة التي سجلت في ليلة واحدة كانت تسجل طيلة عام كامل أو أكثر، كما تجدر الإشارة إلى أن الحماية المدنية أحصت حوادث اختناقات دون تسجيل حالات وفيات، وقبل أيام حذرت من أخطار غاز أكسيد الكربون المحترق سواء من المدافئ أو سخانات المياه والمواقد، حيث أصبحت تنظم في كل يوم جمعة دروسا بالمساجد لفائدة المصلين في كيفية الوقاية من أخطار «القاتل الصامت».
لقمان/ق