الشروع في إصلاح أكبر تسرب مائي بولاية قسنطينة: إنجــاز نقبيـن لتحسيـن التزود بالبلديـات الجنوبيـة قبـل الصيــف

أطلقت أمس، مديرية الموارد المائية وشركة سياكو ، عملية كبرى للقضاء على التسربات المائية وإصلاح أكبر نقطة سوداء بالولاية التي يتسرب منها أزيد من 30 لتر في الثانية منذ 6 سنوات، كما انطلقت علمية إعادة استغلال خزان حي المنظر الجميل وهي إجراءات من أجل تحسين تزويد سكان مدينة قسنطينة بالمياه، كما انتهت أشغال تعزيز بلدية عين عبيد بالمياه مع الشروع في إنجاز نقبين جديدين لتزويد البلديات الجنوبية من الولاية، التي تعاني من ضعف في الموارد المائية.
وتنقلت النصر، أمس، إلى منطقة قيقاية ببلدية عين سمارة، أين شرعت شركة « سياكو» بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية، في إصلاح قناة ضخمة بقطر 1200 ميليمتر إذ تزود سكان بلدية عين سمارة، فضلا عن أزيد من 60 بالمئة من سكان مدينة قسنطينة بالمياه.
وتحدث المدير العام لشركة المياه والتطهير بقسنطينة، دعاس رضا مليك، في تصريح للنصر، عن تفاصيل العملية الكبرى، التي تتم بإشراف من وزير القطاع ووالي الولاية، حيث قال إنه قد تم تقسيم الولاية إلى عدة مناطق وتم تسخير فرق التدخل في كل الأحياء لاسيما ببلدية قسنطينة، حيث سيتم من  خلالها  القضاء على كل التسربات.
وذكر المتحدث، أن الأشغال جارية بقناة الجر الكبرى، التي تربط محطة سيدي خليفة بمدينة قسنطينة، حيث أن المياه تتسرب منها منذ أزيد من 6 سنوات بمعدل 30 إلى 40 لتر في الثانية، لكن لم يتم الأخذ بهذه المشكلة بعين الاعتبار، كما أشار إلى وجود قناة أخرى بقطر 300 ميليمتر تسجل نفس الاختلالات، إذ سيتم إصلاحها هي الأخرى، مضيفا أنه وبعد الانتهاء منها فإن فرقة الشبكات الكبرى ستتجه نحو  ثاني أكبر نقطة سوداء ببلدية الخروب.
ولفت مدير سياكو، إلى أن هذا التسرب بدأ صغيرا ثم زاد شيئا فشيئا مع مرور الوقت، إذ يعد أكبر نقطة سوداء على مستوى الولاية ولو تم التكفل به في ذلك الوقت لما سجلت  هذه الخسائر المعتبرة في المياه التي «يمكنها أن تغطي احتياجات حي كبير بشكل يومي»، مبرزا أن الفرقة التقنية ستقوم بالحفر حتى تصل إلى القناة ومن ثم معالجة المشكلة بشكل نهائي.
وذكر السيد دعاس، أن التسربات المائية ببلدية قسنطينة، تعود إلى قدم واهتراء الشبكة خاصة في الأحياء ووسط المدينة والمدينة القديمة، إذ لا تستطيع الفرق التقنية العمل بالآليات وأصبحت تعمل بواسطة وسائل تقليدية وبتقنيات قديمة.
 وتحدث، مدير سياكو، عن الصعوبات التي تواجه المؤسسة ميدانيا، حيث قال، إنه تم الوقوف على وجود تسربات في أحياء معنية لكن وبعد البحث، تبين بأن مصدرها في أحياء أخرى «وهو إشكال كبير جدا» إذ يتم العمل لعدة أيام حتى يعثر التقنيون على القناة المعطلة، مشيرا إلى أنه كثيرا ما استمرت عملية البحث لأسبوع من أجل إصلاح أنبوب أو قناة صغيرة جدا، فالمشكلة ليست في الإصلاح وإنما في تحديد مكمن التسرب.
وأضاف المدير العام، أن التسربات المائية تعد أمرا عاديا ولا يوجد أي بلد في العالم في منأى عنها، لكن قدم الشبكة بمدينة قسنطينة عقد من تدخلات المؤسسة، كما تحدث عن تسبب الخواص في تحطيم القنوات بشكل عشوائي ما يتسبب في خسائر. ولفت المتحدث، إلى أن سياكو، قامت مؤخرا بإعادة تجديد أكثر من 100 متر من القنوات بالقرب من المستشفى الجامعي، وذلك بعد أكثر من 10 تدخلات بالمكان، والعملية مستمرة بمختلف النقاط ، لأن كل لتر يتم استرجاعه سيعود بالفائدة على المواطن.وذكر بخصوص الديون العالقة أن قسنطينة تعد من الولايات الرائدة في تسيير المياه، وهو ما جعل من تكاليف معالجتها وتوزيعها مرتفعا جدا، لكن بلديات ومواطنين لا يسددون المستحقات إذ أن الديون تقارب 500 مليار سنيتم، وهو ما انعكس سلبا، على أداء المؤسسة، مبرزا أن تدخلا  لإصلاح قناة قد يكلف حتى 60 مليون سنتيم، وهو مبلغ لا تستطيع حتى وكالة تجارية تحصيله.
انخفاض في مستوى المياه بنقب بومرزوق بسبب الجفاف
وسجلت سياكو انخفاضا في مستوى المياه بنقب بومرزوق المزود  لبلديتي أولاد رحمون وعين عبيد ، حيث قال إنه كان ينتج 600 لتر في الثانية لكن وضعه اليوم أصبح مقلقا بسبب الجفاف، وهو ما استدعى تدخل  مديرية الموارد المائية،  من أجل إنجاز أنقاب بالخروب وبومرزوق، حيث أكد فترة الإنجاز ستكون سريعة و في آجال لا تتعدى 20 يوما لاسيما وأن المشروع سيكون تكون بالقرب من محطة تتوفر على مختلف التجهيزات.
ولفت المتحدث، إلى أنه قد تم إطلاق مشروع لإعادة تأهيل خزان المياه الواقع بحي المنظر الجميل غير المستغل منذ سنوات، حيث تم الشروع في الأشغال واتخذت كل الإجراءات مع مديرية الموارد المائية لتحسين تزويد سكان وسط مدنية قسنطينة بالمياه.
وأشار، المسؤول إلى  أن المشكلة لا تكمن في عدم توفر المياه بوسط المدينة وإنما تتعلق بقوة ضخ الخزانات إذ لا تسمح بصعود المياه إلى العمارات، و أثبتت دراسة منجزة أن تحسين التزود بالمياه مرتبط بهذا الخزان الواقع بمكان عال، إذ فور إعادة استغلاله ،مثلما أكد، فإن المياه ستصل إلى سكان وسط المدينة بكل يومي.وأوضحت مديرة الموارد المائية، أمنة بوقفة، للنصر، أنه و بالتنسيق مع سياكو فإن هذه العملية الواسعة للحد من الترسبات ستستمر طيلة شهر كامل، وهي حملة تأتي استعدادا لشهر رمضان وفصل الصيف، حيث ستشمل كل البلديات وتم تسخير فرقتين واحدة في النهار وأخرى في الليل، لكن التركيز حاليا ،وفق المسؤولة، سيكون على تحسين خدمات المياه والقضاء على التسربات بمدينة قسنطينة، ثم التوسع تدريجيا نحو كل البلديات.وبالنسبة لمشروع لتدعيم الولاية وتأمينها بالمياه الشروب، أكدت المتحدثة، أن الجزء المهم منه سيشمل بلديات الجهة الجنوبية للولاية ويتعلق الأمر  ببلديات الخروب أولاد رحمون بن باديس وعين عبيد،  إذ انتهت الأشغال بربط عين عبيد  من نقب بومرزوق وعملية التجريب بهذا الشطر  جارية مؤكدة أن المشروع سيدخل  يدخل حيز الخدمة عما قريب  لاسيما وأنه سيزود القطب الحضري 4 آلاف سكن في من خلال ربط النقب بخزانين بـطاقة استيعاب 10 آلاف متر مكعب حتى يصل الماء إلى الطوابق العليا للعمارات. وتابعت مديرة الموارد المائية، أنه يتم التحضير لإنجاز نقبين بمنطقة بومزروق يكونان أكثر عمقا وذلك تحضيرا لتعزيز تزويد هذه الجهة خلال فصل الصيف، إذ أن الأشغال في نفس المنطقة لن تستمر طويلا وستكون وقت قصير جدا لا يتجاوز 15 يوما مشيرة إلى أن دراسة أنجزت بالتنسيق مع  الوكالة الوطنية للموارد المائية، قد أكدت وجود الماء في ذلك الحيز وبتدفق جيد جدا.             لقمان/ق