طالب منتخبون بالمجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، بفتح تحقيق في نوعية الوجبات والمواد الغذائية الرديئة التي تمون بها الابتدائيات، حيث تحدثوا عن إمكانية إصابة تلاميذ بأمراض خطيرة في المستقبل نتيجة استهلاك علامات لبعض المواد غير المتداولة في الأسواق واصفين وضعية الإطعام بالكارثية، فيما أكد رئيس البلدية أنه سيتم إلزام الممونين بجلب مواد غذائية ذات نوعية جيدة مع إجراء خرجات رقابية يومية في الصباح الباكر، و رفض استلام أي مواد غير مطابقة.
وصادق أعضاء المجلس الشعبي البلدي بالإجماع، في الدورة الاستثنائية المنعقدة أمس، على صفقة تموين الابتدائيات بمادة البيض، حيث حدد مبلغ الصفقة بـ 1.3 مليار سنتيم، لكن منتخبين تحدثوا عن إمكانية تموين المطاعم ببيض قد يكون فاسدا لاسيما بعد ارتفاع أسعاره، حيث أكدوا على ضرورة إجبار الممون بوضع وسم يبرز فيه تاريخ انتهاء الصلاحية وكذا فترة الإنتاج.
و ذكر رئيس البلدية شراف بن ساري، أنه لا توجد أي مؤسسة في كل الجهة الشرقية للبلاد تضع الوسم على هذا النوع من الغذاء، كما أكد أن السعر المرجعي للبيضة الواحدة في الصفقة قد حدد بـ 13.5 دينار سنتيم، وهو ما يجعل من النوعية المقدمة جيدة.
وأثار المنتخبون نقاشا حادا، حول نوعية الوجبات والمواد المقدمة للتلاميذ، حيث قال المنتخب محمد الطاهر دريدي، وهو طبيب مختص في الأمراض السرطانية، أن مادتي الجبن و«الياؤورت» المقدمتين في المؤسسات التربوية رديئة جدا إذ أن العلامات المقدمة مجهولة وغير متداولة في الأسواق، مشيرا إلى أن التلاميذ مهددون بالإصابة بأمراض مختلفة في المستقبل نتيجة تناولهم لهذا النوع من الغذاء، قبل أن يشدد على ضرورة إلزام الممونين في دفاتر الشروط بتقديم نوع جيد من المواد بدل تموين المؤسسات بمواد قد تشكل خطرا على الصحة العمومية.
وتحدث المنتخب مزهود ناصر ، عما وصفه بالكوارث التي تسجل بالابتدائيات، حيث قال إن المواد الغذائية والخبز، تنقل بوساطة وسائل لا تراعي شروط النظافة والسلامة الصحية، مطالبا بضرورة فتح تحقيق مع كل ممون يخالف القوانين ومراقبة المواد المقدمة للمؤسسات لاسيما في الفترات الصباحية، فيما تحدث منتخب آخر عن «تواطؤ» من طرف بعض المدراء الذين يستلمون السلع، لاسيما الفواكه التي تكون غالبا فاسدة أو رديئة جدا.
وطالب المنتخب نبيل بوصبع، بضرورة إجراء رقابة دورية في الصباح الباكر، حيث أكد على ضرورة عدم استلام المدراء لأي مادة غير مطابقة للشروط الصحية، لكن منتخبة بلجنة الشؤون التربوية، أكدت أن التموين يكون قبل السادسة صباحا، وهو ما يصعب من عمل اللجنة في الرقابة.
وأوضح نائب رئيس البلدية المكلف بالشؤون التربوية و الثقافية والتربوية، حكيم دكار، أن اللجنة تعمل على إجراء عمليات رقابة للمدارس وذلك من أجل رصد أي تجاوز في ما يتعلق بالتموين بالمواد الغذائية، حيث قال إن أي اختلال يتم حله والتدخل بشكل فوري لكنه أشار إلى أن وجود العديد من المشاكل التي تعترض الممونين من بينها الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، ناهيك عن عدم تلقيهم لمستحقاتهم العام الماضي.
وتطابقت جل تدخلات الممونين، حول تموين سلع رديئة للابتدائيات، سواء في ما تعلق بمشتقات الحليب أو اللحوم والدواجن أو البيض، حيث أكدوا على ضرورة إعداد دفاتر شروط تكون صارمة لمنع أي احتيال يكون سببا في سوء التغذية للتلاميذ.
وذكر رئيس البلدية،أن هذه المشكلة كانت محل مناقشة ومتابعة من المجلس السابق، وسيتم التكفل بها خلال هذه العهدة، حيث قال إنه لا يوجد نص قانوني يلزم الممون أن يقدم نوعا معينا من الجبن أو غيره من المواد، لكنه أكد أنه سيتم تدعيم الخرجات الرقابية مع رفض استلام أي مادة غذائية تكون غير مطابقة حتى ولو كلف الأمر عدم تقديم الوجبات للتلاميذ إذ أن حماية صحتهم هي الأهم بحكم أن الوجبات تقدم من أجل التكفل بالتلاميذ من كل النواحي لضمان تمدرس آمن وسليم.
وصادق أعضاء المجلس بالأغلبية على صفقة لتموين المطاعم المدرسية بالمواد الغذائية، حيث قدر مبلغ الصفقة بـأزيد من 10 ملايير سنتيم، فيما أكد رئيس البلدية أن جل التلاميذ يستفيدون من وجبات ساخنة عبر مختلف المؤسسات التربوية.
لقمان/ق
