عثر نهاية الأسبوع الماضي، مواطن على جثة مجهولة الهوية لشاب عشريني في حالة متقدمة من التعفن، ملقاة بإحدى زوايا المؤسسة الاستشفائية بالخروب في قسنطينة، ليتضح أنها متواجدة في المكان منذ قرابة أسبوعين دون التفطن إليها، وتم الإبقاء على الجثة في غرفة حفظ الجثث إلى حين التعرف على صاحبها، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا لكشف ملابسات القضية.
وعلمت النصر من مصادر من داخل المستشفى، أن الجثة تخص شابا عشرينيا قدِم يوم 20 أفريل الماضي بعد الإفطار، من أجل علاج جرح عميق على مستوى الرأس، وأكد حينها أنه تعرض لاعتداء بدافع السرقة.
وأوضح عاملون بالمستشفى، أن الطاقم الطبي تكفل بالمصاب وقام بعلاجه وخياطة جرحه على مستوى الرأس، ليغادر الجريح بصفة عادية مصلحة الاستعجالات ويواصل الطاقم عمله مع بقية المتوافدين على المؤسسة الاستشفائية.
و أكدت ذات المصادر أن العثور على الجثة كان بعد أسبوع من تلقي الضحية للعلاج، ما جعل الجثة تدخل درجة متقدمة من التعفن، وأضافت أن سائق سيارة «فرود» هو من وجد الضحية ميتا عن طريق الصدفة بعد توجهه لإحدى الزوايا في الساحة الخلفية للمستشفى التي تضم أشجار وحشائش كثيفة من أجل قضاء حاجته، وهو ربما نفس السبب الذي دفع بالضحية للتوجه لذلك المكان من المستشفى عوض الخروج مباشرة من الباب، خاصة وأن مصلحة الاستعجالات لا تتوفر على مراحيض مفتوحة للزوار.
وأكد أفراد من الطاقم الطبي، أن الضحية لم يتعرض لطعنات أخرى أو اعتداء داخل المستشفى، بعد أن قالت أطراف إن مجموعة من الشباب تنقلت مجددا إلى المستشفى من أجل الاعتداء عليه، موضحين أن تشريح الجثة أكد عدم وجود أي آثار ضرب أو جرح أخرى، وبأن الإصابة الوحيدة هي التي تم علاجها عند قدوم الضحية للمستشفى وكانت على مستوى الرأس، ما يرجح حسبهم أن تأثير الضربة التي تلقاها يكون قد تسبب في سقوطه و وفاته.
وفتحت مصالح الأمن تحقيقا من أجل كشف ملابسات القضية، بعد أن تلقت بلاغا من طرف المستشفى قبل قرابة أسبوع، ليتم استعمال تسجيلات الفيديو بما أن المؤسسة مزودة بكاميرات المراقبة التي كشفت، تضيف مصادرنا، أن الضحية تنقل إلى المستشفى على متن سيارة سياحية كان على متنها شخصان.
وقامت مصالح الأمن باستدعاء الشاهدين اللذين قاما بنقل الشاب للاستماع لأقوالهما، ليتبين أنهما قاما بنقله فقط إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج بعد أن وجداه مصابا على قارعة الطريق.
وتواجدت الجثة إلى غاية يوم أمس في مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الخروب، حيث لم يتقدم أي فرد من عائلة الضحية من أجل استلامها، بسبب عدم التمكن من تحديد هويته، حيث لم يكن يحمل أي بطاقة رسمية تؤكد اسمه الكامل أو عنوانه، فيما لا تزال الشرطة تحقق من أجل كشف خيوط هذه الحادثة وتحديد هوية الضحية وتسليمه لأهله، بعد قرابة أسبوعين من وفاته.
حاتم/ ب