تعرف أسعار الأضاحي ارتفاعا محسوسا على بعد ثلاثة أسابيع من عيد الأضحى، حيث قدر مربون من قسنطينة، نسبة الزيادات المسجلة، ما بين 10 إلى 20 بالمئة مقارنة بموسم العيد الماضي، فسعر الكبش من الحجم المتوسط لا يقل عن 6 ملايين سنتيم، إذ عزوا الأمر إلى غلاء أسعار العلف وانكماش مساحات الرعي بسبب تراجع مستوى التساقط، الذي همين على المشهد الفلاحي منذ أزيد من 5 سنوات.
وشرع العديد من الموالين، عبر مختلف البلديات بعرض «كباش العيد» سواء بالتجزئة أو الجملة، عبر العديد من نقاط البيع ، حيث ذكر لنا موال يعرض الأغنام للبيع بالجملة والتجزئة أيضا، على مستوى بلديتي الحامة ومسعود بوجريو ، أنه يعرضها جملة من الحجم الكبير « ثني سلالة المسيلة» بأثمان تتراوح ما بين 7 إلى 9 ملايين سنتيم، مشيرا إلى أن سعرها كان في العام الماضي يتراوح ما بين 6 إلى 7.5 ملايين، سنتيم كأقصى تقدير.
وذكر محدثنا، أنه عرض ماشيته أمس، بسوق الخروب دون أن يبيع أي رأس منها وذلك نظرا لارتفاع الأسعار، فالسوق مثلما أكد، كان يعج بالحركية، لكن لا بيع ولا شراء رغم مكوثه لأزيد من 6 ساعات، أما في ما يخص سلالة أولاد جلال ،فقد أكد، أن ثمنها قد ارتفع بشكل مبالغ فيه ووصل ثمنها إلى 12 مليون سنتيم للخروف، علما أن تربيتها لا تتم على المستوى المحلي، لعدم ملاءمة مناخ المنطقة لهذه الفصيلة.
وبالنسبة للخروف من الحجم المتوسط، فسعره في الجملة يتراوح ما بين 5.8 و 6.8 ملايين سنتيم، علما أن سعره في التجزئة ،مثلما أكد، محدثنا سيكون ما بين 6.5 و 7.5 ملايين سنتيم، حيث قال محدثنا أن بقاء الرؤوس في الإسطبل إلى غاية يوم العيد، تكلف ما بين 3500 و 5 آلاف دينار للرأس الواحد على الأقل . وذكر محدثنا، أن سعر الخروف من الحجم الصغير، الذي لا يتجاوز عمره 8 أشهر ولم يكسو الصوف جسمه بعد ، يتراوح ما بين 4.5 إلى 5 ملايين سنتيم أما في التجزئة فإن الثمن سيرتفع بـ 5 آلاف دينار في المتوسط، مقدرا نسبة الزيادات في الأسعار لهذا الموسم ما بين 10 إلى 20 بالمئة، مقارنة بالعام الماضي.
وذكر مربي آخر للنصر، أنه قد سجل تراجعا كبيرا في مستوى العرض، فقد بدأت المشكلة منذ العام الماضي التي ارتفعت فيها أسعار العلف، ثم ازدادت حدة في العام الحالي إثر تسجيل زيادات أخرى في أغذية الأغنام، تسببت ،كما أكد، في عزوف الموالين عن تحضير رؤوس إضافية من المواشي مخافة تعرضهم لخسائر ،مثلما، حدث العام الماضي.
وضرب محدثنا مثلا، بأحد المربين، حيث قال إنه يملك 50 نعجة ومن المفروض، مثلما قال، أن يستفيد من ولادتها من خمسين خروفا على الأقل يحضرها لموسم العيد، غير أنه كما ذكر، لم يستطع تحضير سوى 10 خرفان فقط، خلافا للسنوات الفارطة وذلك بسبب مشكلة غلاء الأعلاف. وأمام هذا الوضع نبه محدثونا، إلى خطر محدق بالثروة الحيوانية، والذي يتمثل في شراء النعجة « العلوشة» بدل الكبش وذلك لانخفاض ثمنها، إذ تتراوح أسعارها ما بين 3.8 و 4.5 ملايين سنتيم، مع تسجيل إقبال كبير عليها من طرف المواطنين خلافا لفترات سابقة كان يعزف غالبيتهم عن شرائها، كما أشار إلى أن أثمان « الخروفة» ذات 7 أشهر تقل عن 3.5 ملايين سنتيم.
وعزا مربو المواشي، أسباب ارتفاع الأسعار، إلى تسجيل انحسار في مساحات الرعي بشكل كبير نتيجة تراجع التساقط ، وهي التي كان يعتمد عليها المربون في تغذية الأغنام بدل تحمل تكاليف الأعلاف الباهظة، كما قفز وفقهم، سعر القنطار من العلف الممتاز من 4500 دينار إلى 7500 دينار مع تسجيل ندرة، فضلا عن قلة الكميات التي تمنحها الدولة لفائدة المربين، الذين يضطرون إلى شرائها من السوق السوداء بأثمان باهظة جدا. وأبزر محدثونا، أن سعر الأعلاف يختلف ،بحسب نوعيته، فمنها المركز ومنها الممتاز والعادي، وكلها تتراوح ما بين 5 إلى 7500 دينار، مشيرين إلى أن الخروف الصغير، الذي يتراوح عمره بين 3 أشهر إلى 6 أشهر يتناول ما يزيد عن 500 غرام يوميا، أما الذي يتراوح عمره من 6 إلى 9 أشهر فإنه يتناول 800 غرام يوميا .
وشمل الارتفاع أيضا مختلف أنواع العشب، التي تتغذى منها الأغنام، إذ أن ثمن « البالة» وهي كمية يقدر وزنها بحوالي 15 كيلوغراما من التبن «الهيشر» قد وصل إلى 400 دينار في فصل الشتاء الماضي، لكنها تراجعت أمس، إثر انطلاق موسم الحصاد إلى حدود 150 دينار ، أما بالنسبة لـ «القرط» فقد تم بيعه في فصل الشتاء الماضي بمبالغ وصلت إلى 600 دينار .
لقمان/ق