تعمل المؤسسة الجزائرية للجرارات الفلاحية بمنطقة واد حميميم منذ انفصالها سنة 2009 عن مؤسسة المحركات، على تطبيق برنامج تطوير و تأهيل بمبلغ 3.9 مليار دينار حتى سنة 2016، أنجز أكثر من 70 بالمائة منه إلى حد الآن، و يهدف المخطط للوصول إلى رفع وتحسين الإنتاج واقتحام الأسواق الإفريقية و الأوروبية مع آفاق 2018.
المؤسسة التي يعود إنشاؤها إلى سنة 1974 تحت مسمى مركب الجرارات و المحركات، تمتد على مساحة 33 هكتارا و تضم أكثر من 6 هكتارات من العمارات الصناعية و المباني الإدارية، و قد أنتجت منذ تأسيسها و إلى غاية سنة 2014، ما لا يقل عن 120 ألف جرار بمختلف الأنواع، و لا تزال إلى حد اليوم الممول الرئيسي للسوق الجزائرية بمختلف أنواع الجرارات الفلاحية.
في زيارة إلى المؤسسة طفنا بجميع ورشاتها و تلقينا شروحات حول مختلف مراحل الإنتاج، من قبل مدير الاستثمارات، الذي قدم توضيحات بخصوص برنامج التأهيل الذي تخضع له المؤسسة، بغرض تطويرها و الوصول إلى إنتاج بمواصفات عالمية، حيث كان لابد من البحث عن شركاء أجانب، حسب تأكيده و بما أنه لا يوجد صناعيون عالميون يقومون بتصنيع الجرارات و المحركات في ذات الوقت، تم الانفصال بين مؤسسة الجرارات و مؤسسة المحركات في سنة 2009، بحثا عن شركاء بشكل منفصل.
جرار سيرتا لا يزال مطلوبا في السوق
و قال محدثنا بأن مؤسسة الجرارات الفلاحية باشرت منذ سنة 2010 تطبيق برنامج تأهيل و تطوير شامل لكافة المرافق التي لم يمسها أي تغيير منذ سنة 1974، و قد تمكن القائمون عليها، من تطبيق برنامج التأهيل الأول بنسبة مائة بالمائة، و الذي دام أربع سنوات كاملة من سنة 2010 إلى سنة 2014، و ذلك بمبلغ إجمالي بلغ 1.386 مليار دينار، خصص منه مبلغ 434 مليون دينار لتأهيل بعض العمارات الصناعية، بالإضافة إلى صرف 791 مليون دينار على شراء آلات إنتاج جديدة، هي الأكثر تطورا في السوق العالمية في الوقت الحالي، حيث زودت الورشات بـ 10 آلات جديدة، بعضها دخل الخدمة و البعض الأخر لا يزال قيد التجريب أو التركيب، كما شمل البرنامج إعادة تأهيل نظام الطاقة و المعلومات، أي كل ما يخص الكهرباء و الإعلام الآلي و البرمجيات.
فيما أشار المسؤول أن برنامج التأهيل الثاني بدأ سنة 2014 و سيطبق بشكل كامل مع نهاية سنة 2016، حيث رصد له مبلغ 2.5 مليار دينار، و قد حقق منه حتى الآن 49 بالمئة بقيمة 1.5 مليار دينار، و يعمل المسؤولون من خلال تطبيق هذا البرنامج على مواصلة تطوير آلات الإنتاج، إذ سيتم شراء 17 آلة تصنيع جديدة، سيتم من خلالها الرفع من القدرات الإنتاجية للمؤسسة، و كمرحلة ثانية سيخصص البرنامج لتصنيع قطع غيار و أجزاء جرارات الشريك الأمريكي «ماسي فيرغسون».
تنتج الشركة المختلطة الجزائرية الأمريكية منذ شهر ديسمبر 2012، 3 أنواع من الجرارات من علامة «ماسي فيرغسون»، تتناسب مع الطلب الموجود في السوق الجزائرية، و يتم رفع إنتاج هذا الجرار سنويا بنسبة معينة، و قد تم صنع 1029 جرار سنة 2013، و 2024 سنة 2014، فيما سيتم إنتاج 2500 جرار هذه السنة، و 3700 سنة 2016، على أن يتم الوصول إلى 5آلف جرار سنة 2017.
و يتم حاليا إنتاج ما نسبته 12 بالمائة من جرار «ماسي فيرغسون» في مصانع جزائرية، حيث يهدف مخطط الشركة الجزائرية للجرارات إلى جعل إنتاج هذا الجرار محليا بنسبة 40 بالمائة مع حلول سنة 2018، و ذلك دون احتساب المحرك، حيث تم تزويد الجرار بمحرك من صنع المؤسسة الجزائرية للمحركات، و الذي يتم صنعه بنسبة 20 بالمئة محليا، و قد تطلب تركيبه في جرارات ماسي فيرغسون، استبدال أكثر من 70 قطعة و تغيير نظام التبريد من الهواء إلى الماء.
30 مليون أورو لفتح ورشة لتصنيع قطع «ماسي فيرغسون»
و يهدف برنامج إعادة التأهيل إلى جعل المؤسسة الجزائرية للجرارات الفلاحية قادرة على إنتاج 8 آلاف جرار سنة 2018، سيوجه 15 بالمائة منها إلى التصدير نحو البلدان الإفريقية.
و بالمقابل تواصل المؤسسة الجزائرية للجرارات الفلاحية تصنيع جرار «سيرتا»، حيث لا يزال الإقبال كبيرا على هذا الجرار من قبل الفلاحين الجزائريين، و قد شهدت سنة 2014 صنع 2050 جرار من هذا النوع، و الذي لا يزال محافظا على مكانته في السوق الوطنية، رغم المنافسة القوية من الجرار الأمريكي، الذي يعد أكثر قوة، حسب ما أضاف محدثنا. و يشمل مخطط التأهيل بناء ورشة سباكة جديدة، تم الانتهاء من الدراسات الخاصة بها و حددت القطعة الأرضية التي ستبنى عليها، و يفترض أن تكلف حوالي 30 مليون يورو، و ستوفر الورشة الجديدة بعد افتتاحها 250 منصب شغل مباشر، و يفترض أن تنتج حوالي 9 آلاف طن من القطع والمواد الموجهة لإنتاج جرارات «ماسي فيرغسون» سنويا، إضافة إلى إنتاج ما يعادل 3 آلاف طن سيتم تصديرها إلى مصانع ماسي فيرغسون بأوروبا، و حوالي 3 آلاف طن أخرى إلى مختلف مصانع العتاد و الآلات الميكانيكية الجزائرية.
عبد الرزاق.م