شرعت شركة «كوسيدار» قبل أيام، في تحويل قناة للمياه تمر عبر شارع طاطاش بلقاسم من أجل مواصلة أشغال ترميم الأرضية، في وقت يسجل فيه وسط المدينة حالتين حرجتين لانضغاط الأرضية بشارع العربي بن مهيدي بسبب تسربات لمياه الصرف الصحي من قنوات قديمة يتطلب الوصول إليها لباسا خاصا ومعدات تنفس، فضلا عن ظهور فجوة في شارع زيغود يوسف.
وبمحيط أشغال ترميم الأرضية التي انخفضت في شارع طاطاش بلقاسم، لاحظنا أن الشركة المنجزة قد قامت بتسييج الورشة، في حين تم كشط الإسفلت من سطح الطريق، كما لاحظنا القنوات الجديدة التي سيتم تصريف المياه من خلالها، فضلا عن تركيب أعمدة حديدية على السور الحجري الممتد على طول الطريق. وقد تساءل السكان الذين تحدثنا إليهم عن موعد اكتمال الأشغال، فيما كان طريق شارع طاطاش بلقاسم ما يزال مفتوحا من الجهة العليا إلى غاية موقع بداية الورشة.
وغير بعيد عن هذه النقطة، سُجل انضغاط كبير للأرضية على مستوى شارع العربي بن مهيدي، حيث لاحظنا تقعرا لرقعة واسعة من أرضية الطريق الإسفلتية مع ظهور فجوة عميقة في إحدى جوانبها، في وقت لم يتوان فيه أصحاب المركبات عن الركن في محيطها رغم ما تشكله من خطر، خصوصا مع ثقل المركبات. وذكر لنا السكان أن المشكلة مسجلة منذ عدة سنوات بنفس المكان، ويرجعونها إلى تسرب المياه من قنوات الصرف الصحي انطلاقا من الأقبية السفلية للبناية المحاذية.
ولاحظنا في القبو أن المياه المتسربة تجري دون توقف عبر مسار يخرج من مساحة ضيقة بين جدارين أسفل البناية، التي تطل واجهتها الخلفية على وادي «الريميس»، إلى قناة للتصريف قام المعني باستحداثها، وأوضح صاحب البناية أنه تم بناء جدار و قناة تطل منها بالوعة في الطابق السفلي من محله المستغل في بيع القماش، من أجل تصريف المياه المتسربة.
أما على مستوى شارع زيغود يوسف، المعروف بين سكان مدينة قسنطينة باسم «البولفار»، فقد لجأت بلدية قسنطينة إلى وضع متاريس لمنع ركن المركبات فوق فجوة عميقة ظهرت في جانب رقعة منضغطة من المساحة المقابلة لمقر السلطة المستقلة للانتخابات، لكننا لاحظنا أن أصحاب المركبات ما زالوا يركنون بمحيطها.
وقد ذكر لنا سكان أنهم نبهوا إلى خطرها من قبل، مشيرين إلى أن مصالح البلدية قامت من قبل بتعبئتها وتزفيتها لكنها عادت إلى الانخفاض تدريجيا منذ عدة أشهر، حتى ظهرت عليها الحفر اليوم.
وأفاد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالإنجازات والعمران، عبد الحكيم لفوالة، للنصر، أنه قد تنقل مؤخرا إلى موقع ترميم طريق طاطاش بلقاسم رفقة الأمين العام للبلدية لمعاينة الورشة بناء على توصيات رئيس البلدية، شراف بن ساري، حيث تم اتخاذ جميع الإجراءات من أجل الشروع في تحويل قناة المياه، وأشار إلى أن الأوتاد المعدنية المثبتة على السور الحجري المحاذي للطريق سوف تستغل لحمل قناة المياه المحولة مؤقتا وتثبيتها إلى غاية اكتمال الأشغال.
وأضاف المسؤول أن العملية المسندة لشركة «كوسيدار» في شقي الدراسة والإنجاز في إطار صفقة بالتراضي، قد كشفت عن وجود المياه المتسربة في أرضية الموقع على عمق تسعة أمتار، مشيرا إلى أن تحويل قناة مياه الشرب يستهدف مواصلة كشط الأرضية من أجل الإحاطة بالمشكلة بدقة ومعالجتها بما تتطلبه.
ونبه محدثنا أن مصالح البلدية تسعى بالتنسيق مع شركة «كوسيدار» إلى إنهاء الأشغال قبل الدخول المدرسي القادم، حيث أشار إلى أن العملية تخضع في الوقت الحالي لإعادة تقييم من الناحية المالية، وقال بخصوص المشكلة المسجلة بشارع العربي بن مهيدي أن المصالح التقنية للبلدية، قامت بمعاينة أولية للمشكلة المترتبة عن تسرب لمياه الصرف الصحي من قنوات قديمة أسفل البناية، في حين أشار إلى أن مهندسي المصلحة التقنية قد وجدوا صعوبة في الولوج إلى الموقع أسفل البناية التي تضم نزلا أيضا، حيث يتطلب الأمر رداءً خاصا ومعدات للتنفس، كما لا يمكن للمهندسين تحديد مصدر المشكلة بدقة دون المعاينة عن كثب.
وذكر لفوالة أن البلدية قد وجّهت طلبا لمديرية الحماية المدنية من أجل تزويدها باللباس الخاص ومعدات التنفس ودخول إلى المكان وإجراء معاينة دقيقة لمصدر المشكلة، حيث تنتظر استجابتها للطلب من أجل التكفل بالعملية، في حين أشار محدثنا إلى أنه سيُشرع في إجراء دراسة لمشكلة انضغاط الأرضية على مستوى شارع زيغود يوسف، بعد أن وضعت المتاريس لحماية المارة وأصحاب المركبات من الوقوع في الفجوة التي تشكلت، فضلا عن الحيلولة دون تدهور وضعيتها جراء الثقل.
سامي.ح