تشهد حديقة الشّريف بورصاص الواقعة بالقرب من المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة إهمالا وانتشارا للقمامة، فضلا عن اقتحام بعض الأكشاك الخشبية الموجودة فيها من طرف غرباء، حيث يطالب السكان المحيطون بالمكان بإعادة الاعتبار لها وجعلها قبلة للعائلات، في حين يعكف المجلس الشعبي البلدي على استلام الجزء المتبقي من عملية التهيئة من أجل وضعها حيز الخدمة في أقرب وقت، بعدما استمرت على هذا الوضع لعشر سنوات.
وتوجهنا إلى حديقة الشّريف بورصاص الواقعة في الشارع المسمى سويسي السعيد خلال الفترة الصباحية، حيث وجدنا بوابتها الرئيسية المقابلة لمسجد التقوى موصدة بسلسلة معدنية وقفل. وفي البوابة الجانبية الواقعة في المسلك المؤدي إلى المستشفى الجامعي مرورا بالمدرسة الابتدائية باستور، وجدنا أن الباب موصد وتم تلحيمه لمنع الأشخاص من الدخول، كما لاحظنا شخصا خرج من منزل قديم يفضي إلى الحديقة من باحة خلفية، برفقة طفلة صغيرة، لكنه ظل يرمقنا بنظرات حذرة قبل أن يتحدث إلينا ويخبرنا أن الباب مغلق ولا يمكننا الدخول.
وعبّر شابٌ يقطن بالقرب من الحديقة عن أمله في أن يُهيّأ هذا الفضاء ويصبح قابلا للاستغلال من طرف المواطنين، مشيرا إلى أنه تحوّل إلى مرتعٍ للمنحرفين، خصوصا خلال الساعات المسائية، فضلا عن توقف نافورته عن العمل، وانتشار الأوساخ بداخله وتحطم الكثير من المقاعد والطاولات التي كانت موجودة فيه. وذكر لنا ساكن آخر بالعمارات القريبة من الحديقة، أن المكان قد تحول في سنوات سابقة إلى مقصد للعائلات المحيطة به، خصوصا بعد تهيئته وإعادة صيانته، لكن وضعيته تدهورت بعد ذلك. وأضاف محدثنا أن أشخاصا قاموا بتحطيم بعض أبواب الأكشاك الموجودة فيه وحولوها إلى مرتع لهم.
ورغم أننا لم نتمكن من الدخول إلى الحديقة، إلا أننا لاحظنا من خلال أسوارها الخارجية أن أغصان الأشجار ونباتات الزينة المزروعة في المساحات الخضراء المهيأة بداخلها، لا تستفيد من عمليات الزبر، بحسب ما يدلّ عليه تبعثرها العشوائيّ، في وقت توجد فيه بالوعة مفتوحة غير مكتملة البناء بحسب ما يبدو من القطع الحديدية التي ما زالت فيها حيث تقع بالقرب من الجدار الفاصل بين الحديقة وبين المعهد الوطني لتكوين إطارات قطاع التربية الوطنية مريم بوعتورة، كما يلاحظ انتشار للقمامة، على غرار القارورات البلاستيكية الفارغة وإطارات قديمة لعجلات المركبات، فضلا عن أعمدة إنارة مكسورة.
من جهة أخرى، لاحظنا في الحديقة كشكا مفتوح الباب، مع وجود سرير معدني ملقى على الأرض بجانبه، بالإضافة إلى فراش وبعض الملابس الملقاة بالقرب منه، كما توجد داخل الكشك الخشبي المنجز داخل المرفق بعض الأغراض الأخرى التي استطعنا أن نلمحها من السور الخارجي. وقد أوضح لنا مواطنون قاطنون بالقرب من الحديقة أن أعوان الشرطة قد ترددوا عليها خلال الصّباح قبل وصولنا إليها.
وأفاد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالعمران والإنجازات، عبد الحكيم لفوالة، في تصريح للنصر، أن رئيس البلدية قد أمر الأربعاء الماضي في اجتماع مع الأمين العام والنواب والمندوبين، مسؤولي المندوبية البلدية القنطرة بإجراء عملية تنظيف داخل الحديقة، حيث أوضح لنا أن الحصة الأولى من مشروع التهيئة الخاص بها قد استلمت في شهر ماي من عام 2017.
وأكد لفوالة أن المجلس قد فتح ملف المرفق المذكور من أجل تسوية وضعيته بشكل نهائي، مشيرا إلى أن العمل منصبُّ في الوقت الحالي على استلام الحصة المتبقية من عملية التهيئة، فضلا عن وضع الأكشاك الموجودة على مستواه في المزاد من أجل استغلالها مستقبلا. وأضاف المسؤول أن العملية قد تشمل وضع ألعاب تسلية حتى تتحول الحديقة إلى متنفس للعائلات، حيث قال إن «المجلس سيتدخل من أجل وضع المشروع حيز الخدمة».
سامي.ح