رفض 27 منتخبا المصادقة على جدول أعمال الدورة العادية للمجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، ما تسبب في إلغائها حيث طالبوا المير بالتنحي عن الرئاسة، كما اتهموه بالانفراد في التسيير والقرارات ، مؤكدين أن هذه الخطوة جاءت لتصحيح الوضع الذي وصفوه بالمزري ، فيما أكد بن ساري، أنه تفاجأ بهذا التحرك الذي وصفه بغير المسؤول، مؤكدا بعث الكثير من المشاريع التنموية منذ بداية عهدته كما تم منح صلاحيات واسعة لكل المندوبين مع الاستجابة لطلبات تسجيل المشاريع، داعيا المعارضين للجلوس إلى طاولة الحوار لطرح انشغالاتهم بكل شفافية.
وقبل بداية الدورة، انتقد منتخبون تأخر رئيس البلدية عن موعد الدورة المحدد في الساعة الواحدة زوالا، إذ ذكروا أن جدول الأعمال يتضمن نقاطا كثيرة لكن بن ساري حضر في حدود الثانية زوالا قبل أن يقاطعوه خلال المناداة بحجة عدم تلاوة آيات قرآنية، قبل أن يسجل جدل حول غياب إحدى المنتخبات بين مؤيد لإسقاط عضويتها ومعارض للقرار، ليتم بعد قراءة جدول الأعمال رفض المصادقة عليه من طرف 26 منتخبا حاضرا وواحد بالوكالة، قبل أن يرفع رئيس البلدية الجلسة بعد تعالي هتافات المعارضة.
وعقد المنتخبون المعارضون، لرئيس البلدية، ندوة صحفية تلا فيها المنتخب حسان هوام، بيانا نيابة عن زملائه ، ورد فيه «أنه وحفاظا على الثقة التي وضعت فيهم من طرف المواطنين، فقد قرر غالبية أعضاء المجلس الشعبي البلدي الممثلين لمختلف الكتل السياسية (يتعلق الأمر بكتلة الأحرار والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم) وضع حد للممارسات المشبوهة وغير المقبولة المتمثلة في الانفرادية والأحادية في تسيير شؤون البلدية» .
وجاء في البيان، «أنه قد تم تهميش الإطارات من ذوي الكفاءة والنزاهة إلى جانب تدخل جهات خارجية في شؤون المجلس مما أدى إلى تعطيل التنمية وعرقلة مصالح المواطنين»، كما أشار محررو البيان، «إلى أن هذه الخطوة تأتي لتصحيح الوضع وفك القيود والضغوطات الممارسة ضدهم من طرف رئيس البلدية وكذا العمل على تحسين الخدمة العمومية وبعض المشاريع التنمية المعطلة»، مؤكدين أنهم سيظلون ثابتين على موقفهم إلى غاية «استقالة المير الذي أثبت فشله على جميع المستويات»، حسب نفس المصدر.
وأوضح المنتخب عبد الغني مسعي، أن منتخبين من كتلتي الأرندي وحمس، مهمشون تماما وتمثيلهم صوري فقط، كما أن الإطارات الإدارية مهمشة والتعيينات في المناصب العليا تتم بعشوائية ، ولم يقدم أي توضيحات عن الأطراف الخارجية المتدخلة في تسيير شؤون البلدية، قبل أن يؤكد المتحدث، أنه سيتم كشف كل الحقائق في الوقت المناسب.
وأضاف مسعي، أن الديناميكة المسجلة ببلدية قسنطينة، تعود إلى خرجات الوالي اليومية، كما تحدث مندوب المنظر الجميل، عن نقص في الإمكانيات وتهميش مندوبين وعدم التنسيق في ما يخص برنامج الدورات، فضلا عن عدم الأخذ باقتراحاتهم، في تسجيل المشاريع، كما ذكر منتخب آخر، أن الوالي قدم سلطة الحلول في بعض المشاريع بسبب ضعف التسيير في البلدية، إذ يبقى دورها على التسديد فقط أما الملف الإداري والتسييري فقد حول إلى المصالح التنفيذية للولاية، رغم توفر البلدية على أكبر عدد من الإطارات المؤهلة على المستوى الولائي.
وأوضح رئيس البلدية، شراف بن ساري، في تصريح لوسائل الإعلام، أنه تفاجأ بهذه الخطوة، حيث قال إن جل المنتخبين كانوا في اجتماع المجلس التنفيذي الموسع الذي سبق الدورة بيومين، حيث تحدث الجميع بكل حرية وقدم كل واحد فيهم نظرته حول المشاريع وجدول أعمال الدورة، وتم التوافق، مثلما أكد، على كل ما أدرج في جدول الأعمال، دون أي اعتراض، مؤكدا أنه يعد أول رئيس بلدية في تاريخ قسنطينة يمنح صلاحيات تامة للمندوبين ووصلت حد صلاحيات نائب رئيس البلدية، مؤكدا أن أي أحد منهم لم يحتج أو يطرح أي انشغال.
وأكد بن ساري، أن عدم الموافقة على جدول الأعمال سيمس بشكل مباشر السير الحسن للبلدية من خلال عدم مناقشة مشروع الميزاينة الأولية، وتساءل عن أسباب عدم طرح أي انشغالات في السابق، مؤكدا أن هذا التصرف ضد المصلحة العامة والمواطنين، نافيا اتخاذ أي قرارات انفرادية، إذ تم في كل الدورات الاستماع للاقتراحات وتسجيل المشاريع بعد استشارة كل الأطراف والمنتخبين.
ولفت المتحدث، في رده على تأخر المشاريع التنموية، إلى إن المجلس ينفذ بشكل دقيق المشاريع المسجلة في الميزانية الإضافية كما برمج مشاريع جديدة ضمن الميزانية الأولية لسنة 2023 لفائدة مختلف الأحياء والمندوبيات، وهو ما ينفي، بحسبه، ادعاءات إقصاء الأحياء والاقتراحات، كما أكد إنجاز مشاريع لتهيئة الطرقات بـ 13 مليارا و ذكر أن رفض المصادقة سيعرقل مشاريع تهيئة الكثير من الأحياء على غرار بومرزوق باب القنطرة الفوبور المخصص لها 18 مليار سنتيم، فضلا عن مشروع ضخم لاستبدال نظام الإنارة العمومية القديم وتركيب آخر حديث، مضيفا أن 23 مشروعا في مجال الإنجازات سيعرقل من خلال هذا التصرف «غير المسؤول».
ومن بين المشاريع التي ستعرقل، وفق المير، مشروع تعبيد الطرقات بالهضبة والنعجة الصغيرة وبن شرقي والمالح وكذا إبرام صفقة خاصة بإعادة الاعتبار لمحطة المسافرين الغربية ببوصوف المهلمة منذ سنوات، فضلا عن أخرى لتهيئة أحياء وأنظمة الصرف الحي وكذا تزويد سكان أحد الأحياء بالطاقة الكهربائية، وكذا إنجاز مشروع بناء مجمع مدرسي بالباردة وكذا تعويض مجمع مدرسي بالشالي، فضلا عن أقسام توسعة بعين الباي وآخر لترميم الابتدائيات.
وتساءل المتحدث: «هل ترشح بعض المعارضين من أجل المناصب أو لخدمة الشعب الذي انتخبنا»، متحدثا عن بعث أكثر من 90 بالمئة من المشاريع المعطلة منذ سنة 2011 لكن لم يشر إليها أحد ، كما توجد أخرى ، وفقه، انطلقت مؤخرا وستستلم قريبا لاسيما بعد تلقي المجلس لدفع ونفس معنوي وإداري من طرف الوالي، داعيا المنتخبين إلى تغليب صوت العقل والجلوس إلى لغة الحوار خدمة للمصلحة العمومية وتحضيرا لفعاليات الشان التي تتطلب تجند جميع الأطراف.
وتجدر الإشارة، إلى أن بوادر الانسداد قد ظهرت في الدورة الأخيرة أين رفض 20 منتخبا معارضا للمير منذ انتخابه المصادقة على جدول أعمال الدورة، فضلا عن مختلف المداولات، إذ لم يتمكنوا من إلغائها لعدم اكتمال النصاب القانوني، قبل أن يضم إلى تكتل «حمس الأرندي» 7 منتخبين من تكتل الأحرار كانوا مؤيدين لرئيس البلدية، منذ انتخابه شهر جانفي الماضي. لقمان/ق