أكد أمس، أساتذة خلال ملتقى وطني احتضنته جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، أن تطبيق الإدارة الإلكترونية في التعليم العالي سيحسن من جودة وأساليب التعليم كما يخفض تكاليفه، مطالبين بضرورة تعميق الوعي على مستوى الإدارة والمنتفعين بالخدمة بأهمية هذا التحول في ظل التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وقالت أستاذة القانون الاقتصادي بكلية الحقوق بجامعة منتوري، الدكتورة جميلة حركاتي، إن جميع الدول والحكومات اتجهت نحو تطبيق الإدارة الإلكترونية كأسلوب للتسيير من أجل تحقيق ودفع التنمية المستدامة بكل أبعادها الاجتماعية، البيئية، السياسية والثقافية.
وأضافت المتحدثة، أن الإدارة الإلكترونية تلعب دورا كبيرا من ناحية تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الاقتصادي، حيث تحافظ على استمرارية الرفاهية والثروة لأطول فترة ممكنة، مشيرة إلى أن الهدف من تطبيقها في التعليم العالي هو التحسين من جودة التعليم وتيسيره، على سبيل المثال بنشر المقررات الخاصة بالطلبة إلكترونيا، وتسهيل طرق البحث والإطلاع باعتماد أحدث تقنيات الاتصال، توفيرا للوقت والجهد والمال. كما أكدت أستاذة القانون الجنائي بالكلية ذاتها، الدكتورة ليلى بن تركي، أن الجزائر خطت خطوات في التحول نحو تطبيق مفهوم الإدارة الإلكترونية في ميادين متعددة، مضيفة أن ذلك ساهم بشكل فعال في تحسين جودة التعليم العالي في جوانبه المتعلقة بالتعليم والبحث العلمي، والأداء الوظيفي. وأشارت المتدخلة، إلى أن الإدارة الإلكترونية تغلغلت في جميع مجالات الحياة، على غرار عصرنة قطاع العدالة وتمكين المواطنين من تقديم شكاويهم الكترونيا وجعلهم يستغنون عن جميع الوثائق، وذلك رغم تسجيل معيقات في مجال البحث العلمي، قالت إن من بينها ضعف البنية التحتية للأنترنت بما يستوجب حسبها، توفير بنية تحتية حديثة ومتطورة. وأضافت الدكتورة بن تركي، أن تطبيق الإدارة الإلكترونية في مؤسسات التعليم العالي يعد فرصة لها لتطوير أدائها بالإضافة إلى زيادة قدرتها في التقليل من هدر الوقت والطاقات الذهنية والمادية ومواجهة كل مشكلات الإدارة التقليدية، مما يسهم في التقدم العلمي والتقني. كما ذكرت أستاذة المؤسسات الدستورية والإدارية، الدكتورة سهام عبد النور، أن الخدمة العمومية تعد وظيفة من وظائف الدولة التي تصبو إلى تحسينها وتطويرها شيئا فشيئا، من أجل تقديم المنفعة إلى المواطنين، واعتبرت الإدارة الإلكترونية كآلية فعالة تساهم في تحسين وتطوير الخدمة العمومية بشكل أوسع، على اعتبار بأن لديها مميزات كثيرة من أهمها السرعة، الفعالية، والسهولة. ولضمان جودة التعليم العالي يجب حسب المتحدثة، تعليم الإداريين، الأساتذة والطلبة تقنيات التكنولوجيا الحديثة وكذا تشجيعهم لتطوير مهاراتهم فيها، مع وجوب تعميق الوعي على مستوى الإدارة والمنتفعين بأهمية هذا التحول الذي لابد منه في الوقت الراهن في ظل التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، مشيرة إلى أن من بين المشاكل التي عرقلت التحول نحو رقمنة الإدارة، غياب إستراتيجية إلكترونية تساعد على تطويرها، ونقص الاهتمام بالتقنيات الحديثة لدى الإدارة والمواطن.
لينة دلول
