اختارت وزارة الداخلية بلدية قسنطينة كنموذج على المستوى الوطني، من أجل إطلاق برنامج لرقمنة رخص البناء وعقود التعمير ومختلف الوثائق المتعلقة بها، وذلك في إطار عصرنة الإدارة وتحديث أنماط التسيير، فيما أكد رئيس البلدية، رقمنة ما يزيد عن مليوني وثيقة فضلا عن مختلف ملفات الممتلكات و الموارد البشرية، مشيرا إلى إطلاق مشاريع بـ 90 بالمئة من أحياء مدينة قسنطينة، مع برمجة عدد معتبر منها في العام الجاري، فيما تم تكريم رئيس البلدية الأسبق محمد الطاهر عرباوي والذي حازت فيه المدينة خلال عهدته على جائزة أنظف بلدية على المستوى الوطني.
وأحيت بلدية قسنطينة، نهاية الأسبوع الماضي، اليوم الوطني للبلدية المصادف لـ 18 جانفي من كل عام، وذلك تحت شعار «البلدية في قلب التحديات الاجتماعية والاقتصادية»، حيث أشرف الأمين العام لولاية قسنطينة معمري محرز نيابة الوالي، على الاحتفاليات الرسمية وذلك بحضور السلطات الأمنية والعسكرية و المدنية ، فضلا عن أعضاء البرلمان وكذا منتخبي المجلس الولائي والبلدي، ومختلف إطارات الولاية.
وذكر رئيس المجلس الشعبي البلدي، بقسنطينة، شراف بن ساري، في كلمته بأهمية هذه المؤسسة الأساسية في بناء الدولة و تحدث عن أهدافها وأبرز الإنجازات المحققة على الصعيد المحلي منذ الاستقلال، لاسيما في مجال تسيير المرفق العام وكذا الرقمنة، كما شاهد الحضور مقطع فيديو أبرز من خلاله، أهم إنجازات البلدية، فضلا عن مقومات المدينة في مختلف جوانبها الثقافية و السياحية وكذا التاريخية .
وصرح بن ساري، للنصر، أن قسنطينة، تعد بلدية نموذجية على المستوى الوطني في عملية الرقمنة، التي شرع في تطبيقها منذ 2002 ثم بدأت تظهر نتائجها ابتداء من سنة 2011، لاسيما في مجال رقمنة سجلات الحالة المدنية بمختلف أصنافها، إذ تم رقمنة ما يزيد عن مليوني وثيقة وهو رقم ، مثلما أبرز، كبير جدا ، فقد تم إنجاز سجلات رقمية مطابقة للورقية.
أما ، في ما يخص رقمنة الإدارة، فقد تم، بحسب المتحدث، وضع تطبيقات خاصة بالمواطنين القاطنين داخل البلدية من خلال الشباك الوحيد، وهو نفس الأمر بالنسبة للقاطنين خارج الولاية أو الوطن، من خلال تمكينهم من مختلف أنواع العقود بسلاسة في أي وقت ، في حين أن المندوبيات العشر، توفر خدمات كل الوثائق البيومترية من جوازات سفر ورخص السياقة، وكذا الخاصة بالبطاقات الرمادية.
وتم إعداد، ملفات رقمية لمديرية الموارد البشرية، حيث تم رقمنة 3666 ملف خاصة بموظفي البلدية، مع إدراج معلومات بشكل دوري حول الترقيات و الإدماج المهني وغيرها من العمليات، في حين تم شرع في ترقيم عقود التعمير وكل ما يتعلق بها ، ابتداء من سنة 2020 و نحن الآن، نعمل مثلما قال، نعمل على إدراج كل المعلومات الخاصة بالسنة الحالية وهي إجراءات تأتي من أجل العصرنة وتحديث أنماط التسيير.
وتعد الممتلكات بحسب رئيس البلدية، من بين أبرز المديريات التي يعتمد عليها في إعداد الميزانية السنوية، إذ عمل المجلس على رقمنة كل الأملاك وذلك ابتداء منذ 2018 ، والعمل جار إلى يومنا من خلال رقمنة ملفات 3800 ملكية منتجة و 305 غير منتجة، في حين تم مواكبة الإجراءات المتخذة من طرف الولاية ممثلة في مديرية الإدارة المحلية، حيث يتم العمل بالتطبيقة الخاصة بتسيير الممتلكات والجباية المحلية مواكبة للتغيرات على المستوى المحلي و الولائي ، وهو ما انعكس بحسبه، إيجابا على عائدات الممتلكات والجبابة المحلية، والتي كانت في السابق مبعثرة وغبر دقيقة .
وتحدث بن ساري، عن اختيار قسنطينة كبلدية نموذجية من طرف وزارة الداخلية، من أجل إنجاح تجربة رخصة البناء الإلكترونية وكل ما تعلق بها، حيث يتم حاليا عقد اجتماعات تجري عن بعد تجمع مختلف المتدخلين من مختلف المديريات ضمن الشباك الوحيد ، كما يتم العمل على وضع أرضية رقمية ، تمكن المواطنين من استخراج الرخصة الكترونيا ، وهو من شأنه أن ينهي معاناة المواطنين من التنقل والانتظار، فضلا عن القضاء على التلاعبات، فضلا عن تحميل لكل طرف مسؤوليته.
وقد تم بالمناسبة، تكريم رئيس بلدية قسنطينة الأسبق، محمد الطاهر عرباوي، والذي تحصلت البلدية في فترة تسييره على جائزة أنظف بلدية على المستوى الوطني لمرتين متتاليتين في سنتي 1984 و 1985، حيث دعا مسؤولي البلدية إلى ضرورة تبني اللغة الحوار والتواصل الدائمين مع مختلف الفاعلين والموظفين والعمال، من أجل تحقيق التنمية ، كما أشار إلى أن التزايد الكبير من عدد السكان وتوسع النسيج العمراني صعب من مهمة التكفل بالنظافة، لكنه أكد أن المهمة ليست مستحيلة وأكد على ضرورة الاعتناء بالفئة التي تتولى مهام النظافة من خلال التحفيز المادي والمعنوي لهم، كما تجدر الإشارة إلى أنه تم أيضا تكريم منتخبين وإداريين سابقين وافتهم المنية في السنوات الأخيرة.
لقمان/ق
