الأربعاء 18 ديسمبر 2024 الموافق لـ 16 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

ضمن مشروع بمركز البحث في العلوم الصيدلانية: تطوير نموذج لتشخـيص الصور الطبية بالذكاء الاصطناعي بقسنطينة


يعكف باحثون من عدة تخصصات بمركز البحث في العلوم الصيدلانية بقسنطينة على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي للتشخيص انطلاقا من الصور الطبية، حيث وصلت دقة نتائجه الأولية إلى نسبة 87 بالمئة، في وقت يدعو فيه المختصون إلى الإحاطة بمختلف الجوانب الخاصة بالذكاء الاصطناعي من النواحي القانونية والأخلاقية والعلمية.
ونظم أمس مركز البحث في العلوم الصيدلانية وجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة يوما دراسيا حول «استغلال الذكاء الاصطناعي في تصميم الأدوية والتشخيص الطبي»، حيث تحدث فيه المتدخلون عن دور الذكاء الاصطناعي في مجال المعلوماتية الحيوية، على غرار إشارة مسير الجلسة إلى أنه ساعد في إنجاز اللقاح المضاد لكوفيد-19 في ظرف سنة واحدة عوضا عن المدة الطويلة التي تستغرقها عملية تطوير لقاح، في حين ألقى الدكتور محمد نجيب بوفنارة المداخلة الأولى، التي تحدث فيها عن دور الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي.
وتطرق المتدخل في الفقرة الخاصة به إلى برنامج «شات جي بي تي»، حيث قدم نماذج من عمليات محاولة تشخيص طبي أجراها البرنامج بعد تقديم معطيات له حول حالة مرضية نموذجية، في حين نبه أنّ المُفارقة تكمن في أنه لم يبرمج أبدا على إجراء التشخيص الطبي. وأوضح المتحدث أن الذكاء الاصطناعي لا يعوض الطبيب في التشخيص، كما أكد أن قدراته كبيرة لكن ينبغي التعامل معها بحذر، فضلا عن ضرورة أخذ محدوديته بعين الاعتبار.
وصرح لنا الدكتور بوفنارة أن العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي تستعمل في التشخيص في الوقت الحالي، مؤكدا أن الاعتماد عليها يكلف أقل بعشر مرات، في حين اعتبر أن الكثير من المسائل الأخلاقية تحيط بالذكاء الاصطناعي في المجال الطبي وقد تشكل كبحا حقيقيا للاعتماد عليه. وقد نبه محدثنا إلى الجانب القانوني أيضا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي حول المسؤولية في حال وقوع أخطاء. وقد اعتبر أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الطب ما زال شبه منعدم في الجزائر، لكنه أكد أن الأمر في بدايته، حيث ينبغي أن ينطلق من جمع المعطيات الجزائرية، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا على مستوى وطني.
وشدد نفس المصدر أنه من غير الممكن مشاركة المعطيات الطبية في تخزين سحابي أجنبي، حيث اعتبر «أننا وصلنا إلى مرحلة تتطلب منا أن نقوم بذلك بأنفسنا»، بينما أكد أن تركيز اهتمامه البحثي في التشخيص بالذكاء الاصطناعي على الصور الطبية يعود إلى توفر معطيات يمكن جمعها، أين يحصل عليها المرضى في العيادات في أقراص مضغوطة، ما يسمح بالشروع في إنجاز قواعد بيانات خاصة بها. وقال نفس المصدر إنه يعمل في مركز البحث في العلوم الصيدلانية، ضمن فريق متعدد التخصصات، على مشروع إنشاء قاعدة بيانات للصور الطبية ومشروع التشخيص المبكر لمرض الزهايمر، بينما أوضح أن فرقا أخرى في المركز تعمل على تصميم الأدوية وغيرها.
وانطلق مشروع إنشاء قاعدة بيانات الصور الطبية في المركز منذ حوالي سنة، حيث وصلت النتائج الأولية لدقة التشخيص إلى نسبة 87 بالمئة، منبها أنها نتائج بحثية فقط، رغم أنها «واعدة ومشجعة»، مثلما قال الدكتور بوفنارة، لكن قاعدة البيانات تستوجب مزيدا من الإثراء، بحسبه. وقد ذكر محدثنا في مداخلته أن التقنية المستخدمة في مركز البحث في العلوم الصيدلانية تقوم على دمج الصور الطبية مع الملفات العيادية للمرضى، حيث تم العمل على جمع 6300 صورة طبية، بينما اعتبر أنها تظل كمية غير كافية من أجل تأكيد فعالية النموذج، رغم تأكيده أن فريق البحث استطاع بناء نموذج قاعدي قابل للعمل في الوقت الحالي.
وعرف اليوم الدراسي نقاشا بين الحضور، حيث تحدث فيه عميد معهد البيطرة، البروفيسور الحاسن برارحي، عن أن التشخيص العادي يقوم على التفكير في الحالة المرضية، مشيرا إلى وجود الكثير من الأمراض المختلفة ذات الأعراض المتشابهة، بينما تطرق متدخل آخر إلى التكلفة والأخلاقيات وجانب حماية المعطيات الشخصية. وتحدث نائب مدير جامعة الإخوة منتوري، الدكتور حمزة شهيلي، عن انعدام قواعد البيانات الجينية واختبارات التسلسل الجيني،  داعيا إلى التفكير فيما يمكن القيام به لتطوير هذا المجال.
من جهة أخرى، أوضح البروفيسور عبد الحميد جكون، مدير مركز البحث في العلوم الصيدلانية بقسنطينة، أن المركز يقوم بمشاريع بحثية في خدمة الصناعة الصيدلانية، على غرار المنتجين الجديدين اللذين طورهما بالتعاون مع مؤسسة خاصة لإنتاج الأدوية بقسنطينة، كما يعمل مع شركاء في ميدان الصيدلة ;البحث من داخل وخارج الوطن.
وأوضح البروفيسور جكون أن المركز حديث النشأة، لذلك يسعى إلى تجنيد الكفاءات، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم مشاريع جديدة خلال الأشهر القادمة، حيث يعكف المركز حاليا على مشروعي بحث، أحدهما يقوم على استخراج الجيلاتين، بينما يتم العمل على الثاني بالتنسيق مع جامعة عنابة ومعهد التغذية والتغذي لجامعة الإخوة منتوري من أجل استخراج الكيتوزان من السرطان الأزرق، حيث أشار إلى أن هذه المادة تستعمل في صنع الأدوية والمكملات الغذائية. وأضاف نفس المصدر أن المركز يعمل على مشروع بحث مع مخبر «فيز» الألماني حول ورم القولون، بالإضافة إلى مشروع مع طرف صيني حول نوعية الهواء والصحة.
أما بالنسبة لوضع المكمل الغذائي والمرهم اللذين تم تطويرهما مع مخبر خاص في السّوق، فقد أوضح البروفيسور أن المركز أجرى أبحاثه حول التركيبة وقام بإجراء التحاليل اللازمة لها، فضلا عن النشاط البيولوجي للمنتج ودراسة علمية حوله، بينما أكد أن المركز سيستفيد بدوره من المنتج عند تسويقه.                 سامي.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com