تحولت المحلات التجارية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، في الليالي الأخيرة من شهر رمضان، إلى ما يشبه «بازارا» مفتوحا يستقطب عشرات العائلات لشراء كسوة ومستلزمات عيد الفطر، حيث تشهد مختلف النقاط حركية كبيرة ويستمر النشاط التجاري حتى الفجر، وسط تواجد أمني شجع الأسر على الخروج.
ويعتبر المركز التجاري «رتاج مول» من أهم الفضاءات التي تلقى توافدا كبيرا من طرف المواطنين، حيث يفتح أبوابه في الفترة المسائية منذ اليوم الأول من رمضان ابتداء من الساعة الثامنة إلى غاية ما بعد منتصف الليل، وسط إقبال العائلات لشراء الملابس والأحذية ومقتنيات خاصة بالعيد، فيما أخبرنا أحد العاملين بالمركز أن الاكتظاظ سجل منذ أول أيام رمضان. وما زاد الإقبال على هذا الفضاء التجاري، منح اختيارات أكبر للمواطنين فقد أصبح وجهة لتنزه العائلات.
أما بسوق «السكوار» في الوحدة الجوارية 20، فقد لاحظنا توافدا كبيرا للمواطنين مباشرة بعد صلاة التراويح ليستمر إلى بعد منتصف الليل، وما يشد الانتباه كذلك، هو اكتظاظ محلات بيع ملابس الأطفال والنساء عن آخرها بالزبائن، كما سجلنا إقبالا على محلات بيع مواد صنع الحلويات. ويعرف المكان ازدحاما مروريا كبيرا، أين شاهدنا طوابير من السيارات التي تحمل ترقيم ولايات مجاورة، كسطيف، سكيكدة، ميلة، وقالمة.
وقال مواطنون تحدثنا إليهم، إنهم اختاروا هذه الفترة المسائية من أجل اقتناء مستلزمات العيد، بسبب ارتباطات عملهم اليومية التي تصعب عليهم الخروج نهارا لاقتناء ما يحتاجونه فضلا عن صعوبة التسوق وهم صائمون. وأوضحت إلهام وهي أم لطفلين وجدناها بمحل لبيع مواد صناعة الحلويات، أنها تكون منشغلة في النهار بتحضير الإفطار وباقي الأشغال المنزلية، كما أن عامل الصيام يؤثر عليها ويدفعها إلى الخروج ليلا من أجل اقتناء ما تحتاجه للعيد، مؤكدة أن توفر النقل سهل عليها الأمر.
كما قالت سيدة إنه لا يمكنها الخروج من العمل كونها عاملة بهيئة إدارية، لذلك فإن ساعات ما بعد الإفطار مناسبة لاقتناء كسوة أبنائها، من جانبه قال رجل كان يقتني لطفليه ملابس العيد، إن علي منجلي أصبحت تعرف في الفترة المسائية انتشارا كبيرا لعناصر الشرطة التي تسهر على راحة وأمن المتسوقين، وهو ما حفز المواطنين على اقتناء حاجياتهم في الليل دون خوف.
ومع تضاعف الإقبال على المحلات خلال هذه الفترة، توجه التجار إلى عرض سلع متنوعة وبأسعار تنافسية، لاستقطاب الزبائن الذين يأتي بعضهم ضمن رحلات منظمة بالحافلات. ويؤكد فتحي وهو صاحب محل مجوهرات، أن المواطن لا يجد متعة التسوق إلا في الليالي الأخيرة من شهر رمضان ويستشعر خلالها نفحات العيد، مضيفا أن نشاطه يمتد إلى ما بعد منتصف الليل، نتيجة الإقبال الكبير للنساء والعائلات.
وأرجع صاحب محل للأحذية النسائية، التوافد الكبير على المحلات التجارية في الليل إلى انتشار الأمن بالوحدات الجوارية بعلي منجلي وارتفاع عدد المحلات بسرعة، وكذا توفر مختلف السلع المراد اقتناؤها، زيادة على استغلال العائلات هذه الفترة للتنزه، فيما قالت صاحبة محل لبيع لوازم الحلويات إن ما شجع العائلات على بداية التسوق مبكرا في الفترة الليلية عكس السنوات السابقة، هو عروض الملابس على واجهات المحلات التي تزينت كلها بالموديلات الجديدة.
لينة دلول