شدّد مختصون على هامش يوم تكويني تحسيسي لفائدة عمال قطاع التربية حول الوقاية من المخاطر الكبرى، على أهمية إدراك وامتثال مختلف الفاعلين بالمؤسسات التربوية للمهام التي تقع على عاتقهم في حالة وقوع كوارث طبيعية، ويأتي كجزء من أربعة محاور تضمنها برنامج «كابدال»، وذلك بالشراكة مع وزارة التربية الوطنية، والمديرية العامة للحماية المدنية.
وتم التطرق أول أمس، خلال برنامج اليوم التحسيسي الذي احتضنته بلدية الخروب باعتبارها بلدية نموذجية، إلى مخطط الإجلاء الذي يتم إعداده في إطار لجنة مكونة من مختلف المنتمين للمؤسسة التربوية بداية بالمدير، المراقب العام، المراقبين، الأساتذة، حراس الأمن، وكذا التلاميذ، بالإضافة إلى تحديد دور كل معني عبر بطاقة مهام مخصصة يجب أن يعيها جيدا ويتقيد بها، على غرار المصادقة على المخطط، بالنسبة للمدير بعد استشارة مصالح الحماية المدنية، وضمان تدريب الموجودين بالمدرسة على مخطط الطوارئ، وأيضا ضمان عدم عرقلة حركة السير عند المسالك المؤدية إلى مخارج الطوارئ في حجرة التدريس بالنسبة للأساتذة، وتأكد رجل الأمن من عدم تخلف أي فرد بعد القيام بعملية الإجلاء نحو نقطة التجمع، ووضع المخطط في أماكن واضحة للرؤية.
وتضمّن البرنامج تقديم درس نموذجي، موجه لفائدة تلاميذ الطور الأول والثاني، يهدف إلى تنمية الثقافة الوقائية لديهم منذ الصغر، من خلال شرح بعض المفاهيم الواجب إدراكها، والتي تندرج ضمن جزئية التعرف على الممتلكات، والحوادث المتتالية كالأخطار المناخية، والصناعية، تسيير الأزمات، والكوارث، وأيضا التهيئة العمرانية على غرار تركيبة المدينة، البنايات السكنية والمؤسسات المستقبلة للجمهور، بالإضافة إلى إجراء تمارين مبسطة بغية ترسيخ مدى استيعاب المعنيين للمفاهيم. ونفّذ المشاركون ورشة عملية، قُسموا خلالها إلى ثلاث مجموعات، وتمحورت حول كيفية تصرف كل عضو وفق المهام المكلف بها ضمن مخطط الإجلاء، في إطار سيناريو لحادث زلزال تعرضت له مدينة معزولة وتضررت خلاله المدرسة.
وذكر منشط الفعالية، رئيس مكتب الإعلام والتوعية بالمديرية العامة للحماية المدنية، النقيب نسيم برناوي، أن مخططات الإجلاء مهمة جدا بالأخص للمؤسسات التربوية خاصة تلاميذ الطور الأول لصغر أعمارهم، إذ يُستهدف من وضعه التنظيم والتسيير الحسن للمخاطر الكبرى، وحماية أكبر قدر من الأشخاص، بالإضافة إلى أن تقييم فعالية المخطط يرتكز حول مدى قيام كل عضو معني بمهامه وبأفضل طريقة حسب بطاقة المهام التي تخصه، لأن المعيار الأساسي يرتبط بخروج ووصول كل الأشخاص إلى مكان الإخلاء بسلام.
وأفاد النقيب أن مخطط النجدة يختلف من مؤسسة تربوية إلى أخرى، إذ يجب مراعاة مساحة المؤسسة، عدد البنايات الموجودة، مكان وطرق الإخلاء، مخارج المدارس، والطور الذي يدرس فيه التلميذ، كما لا يتم تحديثه إلا في حالة طرأ تغيير على تركيبة المؤسسة المعنية.
ولابد أن يكون التدريب على المخطط، كما قال المتحدث، على الأقل لمرتين خلال الموسم، كمثال في الأسبوع الأول لانطلاق الموسم الدراسي وعند نهايته، مع الإعلام المسبق ببرمجة التدريب، ووضع جرس إنذار مميز يدرك معناه جميع منتسبي المؤسسة التربوية، مع السعي إلى تنفيذه بالجدية المطلوبة، وهو ما يسمح بتنمية ردة فعل لدى المنفذين في حالة وقوع زلزال واقعي. وتابع برناوي بأن تكوين مختلف المكلفين بتنفيذ مخطط الوقاية من عمال المدارس، لا يستدعي وضع برنامج خاص، كما أنّ التقنيات التكنولوجية تساعد على تكوين ثقافة في كيفية التصرف أثناء المخاطر باجتهاد شخصي. إسلام. ق