حققت بلدية قسنطينة خلال العام الجاري، مداخيل تصل إلى 35 مليار سنتيم من خلال كراء الممتلكات التابعة لها، حيث اعتبر رئيس البلدية أنها تأتي نتيجة لعمليات التثمين التي يقوم بها المجلس، في حين تعتزم تخفيض الأسعار المقترحة لكراء بعض المحلات التابعة لها بعد عزوف التجار عنها، كما اقترحت تسجيل مشاريع تنموية بقيمة تفوق 112 مليار سنتيم ضمن ميزانية دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلديات.
وأعدت بلدية قسنطينة قائمة بالمشاريع المقترحة للتسجيل ضمن مشروع ميزانية العام المقبل بعنوان دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلديات، حيث صادق عليها المجلس بإجماع المنتخبين الحاضرين في دورة استثنائية، فيما تفوق قيمة تقديراتها 112 مليار سنتيم، من بينها أكثر من 57 مليار سنتيم خاصة بتهيئة الطرقات، كما شمل الجزء الثاني من المقترحات تخصيص أكثر من 45 مليار سنتيم لإنجاز حدائق، و20 مليار سنتيم ضمن نفس المبلغ من الإنارة.
وأكد رئيس البلدية، شراف بن ساري، خلال الدورة، أن مشاريع أخرى ستقترح ضمن الميزانية الإضافية، موضحا أن العمليات المقترحة في مجال الإنارة العمومية تستهدف تزويد الأحياء التي لم تشملها العمليات الجارية، كما أشار إلى أن جميع أحياء بلدية قسنطينة ستكون مزودة بالإنارة العمومية بتقنية "ليد" مع نهاية شهر سبتمبر المقبل.
ونبه نفس المصدر أن المجلس سيعمل على تخصيص مبالغ مالية من فائض الحساب الإداري ضمن الميزانية الإضافية من أجل إنجاز الحدائق العمومية، في حين أوضح أن مشاريع تعبيد الطرقات ينبغي أن تستكمل خلال الفترة الصيفية.
وأضاف المسؤول أن البلدية اقترحت في مجلس الولاية إنجاز مشاريع تطهير تصل إلى 39 مليار سنتيم لتنجز على عاتق مديرية الموارد المائية، حيث أكد أنه يرحب باقتراحات المشاريع من طرف المنتخبين التسعة عشر الغائبين عن الدورة. وأكد أن مصالح الولاية قد منحت بلدية قسنطينة 10 ملايير سنتيم في غضون أسبوع من أجل إنجاز الإنارة العمومية بعدد من الأحياء، حيث أكد أن قسنطينة تسعى لتكون أول بلدية تصل إلى تعميم إنارة "ليد" بشكل كلي على المستوى الوطني.
وتحدثت منتخبة عن ضرورة أخذ المدينة القديمة بعين الاعتبار وإعطائها الأولوية في التهيئة، حيث ستنطلق أشغال إعادة الاعتبار لشارعي 19 جوان وديدوش مراد من أجل تحويل أرضيتها إلى الخرسانة المطبوعة عوضا عن الحجارة التي عرفت تدهورا، مثلما أكده رئيس البلدية، الذي أوضح أيضا أن البلدية ستستعيد البلاطات القديمة المنزوعة من الأحياء القديمة من أجل إعادة تثبيتها على مستوى عدد منها حفاظا على الطابع القديم، في حين ستتم تهيئة أرضية جميع أرجاء المدينة القديمة الأخرى على غرار القصبة، كما أضاف أن البلدية دعت مجلس المهندسين المعماريين من أجل تقديم اقتراحات بشأن المدينة القديمة.
وطرحت رئيسة لجنة الممتلكات في المجلس مشكلة عزوف التجار عن كراء 30 بالمئة من الممتلكات التي تعرضها البلدية في المزاد، حيث شرحت بأن بعض الأماكن مهملة، على غرار ما يسجل في سوق ساحة بوهالي السعيد، المعروف باسم سوق العصر، في حين شددت على ضرورة تهيئته وتهيئة سوق محمد مخلوف فضيلة سعدان، لكن رئيس البلدية أكد أن سوق العصر سيخضع لتحسين بعد أن تطوع مكتب دراسات بإعداد دراسة حول العملية لإعادة السوق إلى شكله القديم، مضيفا أنه سيدرج ضمن الميزانية الإضافية.
ونبه "المير" أيضا أن السوق المغطى التابع للبلدية في سيدي مبروك العلوي ينبغي أن يخضع لعملية إعادة اعتبار حتى يصبح في نفس مستوى المحلات المجاورة له في مراكز التسوق، التي يصل سعر كراء المحل فيها إلى 8 ملايين شهريا، كما أوضح أن نفس الأمر ينطبق على سوق حي 20 أوت، فيما أكد على ضرورة خفض التسعيرة المقترحة لتأجير أكشاك حديقة بورصاص بعد عدم تقرب أي مزايد خلال العمليتين المنظمتين من طرف المجلس مؤخرا. وصرح "المير" أن أغلب الممتلكات التابعة للبلدية قد أجرت، وسيتم تأجير المحلات المتبقية، حيث نبه أن البلدية حققت مداخيل تتراوح بين 32 إلى 35 مليار سنتيم من ممتلكاتها، معتبرا أنه أمر غير مسبوق.
وانتقد منتخبون في المجلس، بعد المصادقة على الحساب الإداري لسنة 2022، الذي يتضمن فائضا إجماليا بمبلغ يفوق 391 مليار سنتيم، التأخر المسجل في تسديد أجور العمال، حيث أوضح مدير الشؤون المالية أن البلدية تضم أكثر من 3500 عامل بكتلة أجور مقدرة بحوالي 200 مليار سنتيم، لكن رئيس البلدية أكد أن قسنطينة تجاوزت مشكلة عدم القدرة على تغطية أجور 12 شهرا على عكس السنة الماضية التي كانت مغطاة بتسعة أشهر فقط، منبها أنه أعطى تعليمات بضرورة صب الأجور في موعدها، كما تحدث عن ضرورة أخذ الزيادات في الأجور وجميع المستجدات التي طرأت خلال العام بعين الاعتبار.
سامي.ح