استعرض أمس، باحثون ومختصون من جامعات وطنية وأجنبية عديد المخاطر البيئية والطبيعية والمناخية التي تواجه الأقاليم، وتجاربهم في كيفية مواجهتها، خلال ملتقى دولي عن المخاطر الكبرى، نظم بمعهد تسيير التقنيات الحضرية بجامعة قسنطينة 3، بالتنسيق مع مركز البحث في تهيئة الإقليم.
ويندرج هذا الملتقى في طبعته التاسعة، في إطار الشراكة العلمية البحثية بين جامعات الجزائر ورومانيا من بينها «بوخارست»، وصالح بوبنيدر، ويقول منسق الملتقى الأستاذ خالد فضيل، أن المداخلات تتوزع على أربعة محاور تتعلق بهشاشة المدن والأقاليم من ناحية الفيضانات، وكذلك هشاشة المدن والتعرض لخطر الزلازل والتحركات الأرضية، وأيضا المخاطر البيئية التكنولوجية، وتلك المرتبطة بالمناخ.
ويهدف الملتقى، يضيف المتحدث، إلى استخلاص أهم المقترحات والمقاربات التي تساعد السلطات على اتخاذ القرارات المناسبة وفق استراتيجية مدروسة لمواجهة هذه الأخطار، من خلال التحاليل العلمية حول كيفية التسيير.
وتطرق مدير مركز البحث في تهيئة الإقليم، شوقي بن عباس، إلى العلاقة بين الانزلاقات الكبرى للتربة والنشاط التكتوني في الجهة الشمالية الشرقية للجزائر ومن بينها قسنطينة، من خلال القيام بدراسات استهدفت التعرف على الانزلاقات من حيث طبيعتها، انتشارها الجغرافي، نوعيتها، وعمقها، ومكّن ذلك من وضع رسم خرائطي يسمح بتحديد المناطق ذات الخطر الكبير والمتوسط، بالإضافة إلى تحديد مقاربة وخرائط جديدة مبسطة سهلة القراءة، تكون موجهة لأصحاب القرار من أجل استغلالها كأداة مساعدة على اتخاذ أفضل الآراء، بحيث تراعي عدم تخصصهم في مجال الجيولوجيا أو المورفولوجيا.
وأشار المتحدث إلى أن الانزلاق لا يقتصر على التربة، وإنما قد يكون صخورا صلبة لكنها تتعرض للسقوط، وأضاف أن حدوث هذا الأمر له عدة عوامل من بينها التاريخ الجيولوجي للمنطقة الذي يشهد نشاطا منذ القدم، فمثلا قسنطينة حاليا تتعرض لعشرات الهزات الصغيرة، إضافة إلى نوعية التربة أيضا التي قد تتحرك بسهولة، وكذلك التغيرات المناخية تعد من العوامل التي تؤدي إلى مثل هكذا التغيرات.
وفي سياق آخر ذكرت الأستاذة بمعهد تسيير التقنيات الحضرية عائشة بن عزوز، أن مشروع الفرز الانتقائي للنفايات بقسنطينة الذي تم الانطلاق في تجسيده ميدانيا سنة 2015، وكان الهدف منه ترقية نشاطات جمع النفايات، لم يأت بنتائج إيجابية، بسبب وجود شاحنة واحدة متخصصة في رفع ذلك النوع من الحاويات، وبالتالي هذا العدد من الشاحنات لم يسمح بجمع النوعين الانتقائيين للمواد القابلة للرسكلة والأخرى الرطبة، أما المشكلة الثانية فتتعلق بالسكان الذين لم يشاركوا في التجربة بسبب عدم إدراكهم لفاعليتها، وعدم استمرار التحسيس إلى ما بعد سنة 2014، زيادة على الإشكال المتعلق بوجود الحاويات بلون رمادي رغم أنه خلال عملية التحسيس عرضت الحاويات باللونين الأحمر والأخضر.
وأدى هذا المشروع بحسب المتحدثة، إلى أضرار بيئية بسبب انتشار المخلفات، التي بدورها تسببت في انتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى عصارة النفايات التي تنتج عنها وتمتصها التربة، وتجلب مختلف الحشرات، وكل هذا يحدث أمام التجمعات السكنية، وأضافت الأستاذة أنه للتقليل من مخاطر النفايات يجب تطبيق القانون من خلال دفع المواطنين لضريبة موسمية وهو الذي يعتقد أنه عند إخراجه لكيس النفايات من منزله تصبح مسؤوليته على عاتق البلدية، وهذا تفكير خاطئ وفقا للمتحدثة. إسلام.ق