صادق أعضاء المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، على مشروع الميزانية الإضافية للسنة المالية الجارية، فيما أحدث ملف الممتلكات، فضلا عن الإعانات المالية الموجهة للجمعيات الرياضية والثقافية جدلا حادا بين المنتخبين إذ طالبوا بإبراز معايير الاستفادة، كما أكدوا على ضرورة طرح أفكار وبرمجة مشاريع جديدة بدل اكتفاء المجلس بتسوية الوضعيات السابقة، علما أن المعارضة قد حضرت الدورة بعد مقاطعتها لاجتماعين سابقين.
وعرفت، أمس، الدورة العادية للمجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، حضور الأعضاء المعارضين لسياسة رئيس البلدية بعد مقاطعتهم للدورتين السابقتين، حيث صادقوا على جدول أعمال الدورة ، كما وافق الأعضاء بالإجماع على مشروع الميزانية الإضافية ، التي من خلالها تمت تسوية مساهمة البلدية في صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، فضلا عن أثر التكفل بمخلفات الأجور الناتجة عن إدماج المستفيدين من الإدماج المهني والاجتماعي.
وتم من خلال الميزانية، التكفل بنفقات الجمع والكنس مع مختلف المؤسسات العمومية، فضلا عن تخصيص غلاف مالي لنفقات صيانة المساحات الخضراء والمقابر، ليصل المبلغ الإجمالي للنفقات باحتساب نفقات التسيير العام للبلدية، إلى أزيد من 93.2 مليار سنتيم. وطالب المنتخب حسني بلعارم، بضرورة التكفل بمخلفات أجور ومنح وترقيات الموظفين العالقة منذ فترة طويلة، كما أشار إلى عدم التكفل بأجرة شهرين ضمن الميزانية الأولية وتساءل عن مصير كل هذه النفقات ضمن الميزانية الإضافية، غير أن مدير مديرية الشؤون المالية، قد أكد أنه قد تم التكفل بها وتخصيص الأغلفة المالية لهذا الغرض، ولم يتبق سوى تسوية الحسابات المالية النهائية، ثم صبها في حسابات المعنيين.وحظيت، ملف ممتلكات البلدية بنقاش واسع وجدل بين المنتخبين ، حيث تطابقت جل تدخلات المنتخبين حول تثمينها وإعادة الاعتبار لها لاسيما المذبح البلدي الذي تدهورت وضعيته بشكل كبير ، كما اقترح ضمن الجلسة إدماجه مع مؤسسة ماغروفال المسيرة لسوق الجملة مع ترميمه علما أن إيراداته في السنة الماضية، قد تراجعت بشكل كبير إذ إن مداخيله تراجعت بحسب مدير الممتلكات من مليار و 900 إلى مليار و100 مليون سنتيم، كما سجل عزوف عن إيجاره في مزايدتين متتاليتين.
وقد أكد رئيس البلدية، شراف بن ساري، أن ملف الممتلكات قد عرف منذ بداية العام الجاري تحسنا كبيرا ، حيث تم استرجاع أزيد من 105 مليار سنتيم وهو إجراء يعد سابقة في تاريخ تسيير البلدية، فيما أكد مدير الممتلكات أن العدد الإجمالي لأملاك البلدية يقدر بأزيد من 3250 ملكا، وتم مؤخرا تسوية عقود إيجار أكثر من 1150 ملكا.
وطالب جل المنتخبين، خلال مناقشة مشروع مداولة تتعلق «بعقود الإيجار على سبيل التسوية لفائدة المستأجرين» بضرورة تسوية ملف الممتلكات، كما أكدوا بأن المجلس الحالي لا يتحمل مسؤولية تسيير السنوات السابقة، حيث قال المنتخب صبحي شاوي، إن المجلس ومنذ تنصيبه لم يقم سوى بمعالجة مخلفات المجالس السابقة كما أنه لم يقدم أي إضافة أو برامج جديدة للمدينة، وهو ما أكد كل المنتخبين.
ومثل كل عام، فقد أثارت الإعانة الموجهة للجمعيات الثقافية والرياضية جدلا واسعا بين المنتخبين، حيث يقتطع 3 بالمئة من الميزاينة الأولية لكل عام، إذ قدرت الإعانة المقتطعة من الميزانية الأولية لسنة 2022 بـأزيد من 6.7 ملايير سنتيم، فقد تم منح 4.9 ملايير سنتيم للنوادي الرياضية و 1.8 مليار للجمعيات الثقافية والشبانية ، لكن هذا الإجراء قوبل بمعارضة حادة من طرف العديد من المنتخبين حيث أكد عضو في اللجنة، أنه تفاجأ بإدراج تغييرات في مبالغ المنح وطالب بضرورة إلغاء هذه النقطة إلى غاية اجتماع للجنة مرة أخرى. وأكد المنتخبون، أن العديد من المستفيدين ينشطون شكليا فقط، وهو ما أيده جل المنتخبين وحتى رئيس البلدية، حيث أكدوا على ضرورة توزيع الإعانات وفقا للنشاط والتواجد في الميدان، وطالبوا بضرورة دعم مختلف الأندية والفرق في كل التخصصات بدل التركيز على كرة القدم فقط، في حين أكد رئيس البلدية، أنه لا مجال للتميز بين الفرق مشيرا إلى أن هذه المبالغ، هي عبارة عن اقتراحات قابلة للتغيير والتعديل.وتحدث المنتخبون، عن ضرورة، توجيه دعم أكبر لمولودية قسنطينة التي تحصلت على مبلغ مليار سنتيم كإعانة، حيث أكد المنتخب عبد الحكيم لفوالة أنه سيتم تشكيل لجنة من المنتخبين لإنقاذ الفريق الذي يعرف أزمة مالية خانقة ، كما طالبوا أيضا بتدعيم فريق مولودية بلدية قسنطينة، الذي يعد الفرع الرياضي للبلدية.
لقمان/ق