استكملت المؤسسة العمومية البلدية لتسيير المقابر بقسنطينة أشغال تهيئة الجزء الموكل إليها من الأنفاق الأرضية بوسط المدينة، حيث تعكف على عملية تنظيفها تحضيرا لتدشينها بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، فيما تواصل مؤسستان متطوعتان إعادة الاعتبار للجزء الآخر من الأنفاق.
وخضع الجزء العلوي من الأنفاق الأرضية بوسط مدينة قسنطينة لعملية إعادة اعتبار، تكفلت بها المؤسسة العمومية البلدية لتسيير المقابر، حيث شملت إعادة تهيئة الأسقف وتزيينها، فضلا عن تجديد بلاط الأرضية واللوحات الجدارية التي صارت تحمل رسوما عن تاريخ المدينة، كما مست العملية إعادة الاعتبار للمحلات التجارية الموجودة في الأنفاق وزودت بواجهات زجاجية، فضلا عن مداخل الأنفاق. ولاحظنا خلال جولة في المكان أن المؤسسة وضعت ستائر معدنية جديدة عوضا عن البوابات الحديدية القديمة لمداخل الأنفاق، كما جددت بلاطات السلالم المؤدية إليها والحواجز المعدنية الخاصة بمرور مرتادي المكان، فضلا عن وضع نظام إنارة داخلية استعملت فيه “أحدث التقنيات” مثلما نشرت المؤسسة على صفحتها الرسمية في شبكة ‘’فيسبوك”.
وزودت الأنفاق الأرضية أيضا بنظام حماية متطور وكاميرات مراقبة، حيث شرعت مصالح البلدية في عملية تنظيفها تحضيرا لإعادة فتحها خلال احتفالات عيد الاستقلال في الخامس من شهر جويلية الجاري، بينما تستمر عملية التهيئة في الأجزاء الأخرى منها، بعدما تطوعت مؤسستان خاصتان للتكفل بالعملية، من بينهما المؤسسة التي تطوعت من قبل لإعادة الاعتبار لسلالم جسر ملاح سليمان في شارع العربي بن مهيدي، المعروف بتسمية “طريق جديدة”، واستكملت العملية في فترة قصيرة، بينما لاحظنا أن القائمين عليها قاموا بتجديد مدخل الأنفاق المقابل لمحطة سيارات الأجرة التي تنشط على خط وسط المدينة باتجاه المقاطعة الإدارية علي منجلي، وتم تزويد السلالم فيها ببلاطات رخامية.
ويذكر أن بلدية قسنطينة قد أسندت عملية تهيئة الأنفاق الأرضية للمؤسسة العمومية لتسيير المقابر بالتراضي من أجل الإسراع في عملية الإنجاز، بعدما عرف المشروع تأخرا، حيث صادق المجلس منتصف شهر ماي الماضي على منح الصفقة المعنونة “بأشغال تهيئة ووضع أنظمة الحماية بالأنفاق الأرضية وتوفيرها” للمؤسسة بمبلغ يفوق 3 ملايير و788 مليون سنتيم، على أن تكون مدة الإنجاز في غضون ثلاثة أشهر، فيما كانت المؤسسة قد انطلقت في الأشغال قبل التاريخ المذكور بأشهر. أما المؤسسة المستفيدة من المشروع سابقا، فقد ألغيت معها الصفقة التي تعود إلى 2018 في نفس الدورة، حيث قدرت بأكثر من 7 ملايير و690 مليون سنتيم حينها.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الأنفاق الأرضية تعرضت لحريق قبل ثمان سنوات، حيث أتى على أكثر من عشر محلات وعدد كبير من طاولات الباعة ما أدى إلى غلقها، في حين تستقطب هذه المرافق منذ إنشائها المواطنين والمتسوقين، خصوصا وأنها كانت تعرف حركية كبيرة في سنوات سابقة.
سامي .ح