تعرف مشاريع ترميم القطاع المحفوظ بالمدينة القديمة بقسنطينة، تعثرا في الانطلاق ضمن عملية الإنجاز، رغم رفع التجميد عنها رسميا شهر مارس من العام الماضي وتخصيص أزيد من 312 مليار سنتيم لها، فيما علمنا أن العمليات المسندة لقطاع السكن ستمنح لمديرية التجهيزات العمومية، علما أن الوالي قد انتقد في وقت سابق مدير السكن وحمله مسؤولية تعثر هذه المشاريع.
ورغم رفع الوزارة الأولى التجميد عن 8 عمليات لترميم القطاع المحفوظ بالمدينة القديمة شهر مارس من سنة 2022، بعد طلبات متكررة من طرف الولاة المتعاقبين على الولاية عقب فعاليات عاصمة الثقافة العربية، إلا أن هذه المشاريع ظلت مجرد حبر على ورق باستثناء انطلاق مرحلة الدراسة ببعضها على غرار دار ابن باديس، التي كانت محل معاينة من طرف وزيرة الثقافة، في حين أن غالبيتها لم تسجل أي تقدم سواء المسندة إلى مديرية الثقافة أو إلى مديرية السكن.
وقد لاحظنا في جولة بالمدينة القديمة، لاسيما بالسويقة السفلى عدم انطلاق أي أشغال بالمشاريع المبرمجة، سواء بدار الشيخ عبد الحميد بن باديس أو الأزقة والدروب المبرمجة، علما أن وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي قد عاينت السويقة السفلى، شهر رمضان المنصرم، وانتقدت تأخر الانطلاق في العمليات المسجلة مؤكدة على ضرورة تحضير دفتر الشروط وتحديد خطة طريق لآجال الإنجاز، ليشير مدير الثقافة السابق، إلى الشروع في تحضير دفتر الشروط الخاص بالترميم نهاية جوان المقبل، قبل أن تصرح بأنه وفي حال التكفل به فإنه ستتم إعادة المشروع إلى مديرية الثقافة لتسييره.
وعلمنا من مصادر مسؤولة متطابقة، أن المشاريع المسندة إلى مديرية السكن لم يتم الانطلاق بها، وهو ما دفع بالسلطات إلى العمل على تحويلها إلى مديرية التجهيزات العمومية علما أن هذه العمليات كانت مسندة إليها في البداية، فيما انتقد الوالي في آخر ندوة صحفية بحدة مدير السكن الولائي وقال بأنه السبب في عرقلة هذه المشاريع، مؤكدا توقيفه عن مهامه في انتظار صدور قرار تحويله أو إنهاء مهامه رسميا من طرف وزارة السكن.
وأكدت وزيرة الثقافة، خلال مناقشتها للمشروع، على ضرورة إطلاق إعادة تأهيل وإعادة الاعتبار للأزقة، فضلا عن عملية دراسة ومتابعة أشغال ترميم وإعادة تهيئة المنطقة السفلية للسويقة ومختلف وحداتها، حيث قالت إنه رفع عنها التجميد نهاية مارس للعام الماضي وأسندت إلى مديرية السكن، لكن لم يسجل أي تقدم في العملية التي رصد لها ما يزيد عن 122 مليار سنتيم.
وسيتم من خلال عمليات ترميم المدينة القديمة، تهيئة السويقة السفلى بإعادة الاعتبار لواجهتها العمرانية، التي تطل على المدينة وجسر سيد راشد، كما ستتم تهيئة الأزقة والانطلاق بالأماكن التي بدأت بها الأشغال خلال التحضير لفعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ونصبت بها أعمدة الصقالة وكذا الواجهات، التي تمت تعريتها ثم تركها مهملة لفترة طويلة، في حين تمت برمجة إنجاز طريق إلى مدخل الشيخ ابن باديس بدل الطريق الحالي.وخصص مبلغ إجمالي للعمليات الثماني يقارب 312 مليار سنتيم، لكن الوالي قال بأنه غير كاف قبل أن يؤكد على ضرورة استغلاله بشكل جدي، فيما سيتم ترميم المباني المتفردة ويتعلق الأمر بدار ابن باديس ومطبعته فضلا عن دار الدايخة والمدبغة والطاحونة، كما سيتم ترميم 3 فنادق ويتعلق الأمر بالزيت وباشتارزي والخياطين.
وسيتم أيضا ترميم حمامات البطحة، بن طوبال، بوقفة، باي نعمان وسوق الغزل، وكذا زوايا التيجانية السفلى والتيجانية العليا وباشتارزي والعيساوية والطيبية وحفصة، فضلا عن بوعبد الله الشريف، والمدرسة الكتانية وكذا مشروع سينوغرافيا لقصر أحمد باي.
وتجدر الإشارة، إلى أن كل هذه العمليات سجلت في سنة 2014 ثم جمدت مع نهاية سنة 2015، بسبب تعثر انطلاقها إثر اختلالات إدارية وتسييرية، في حين أن العدد الإجمالي للعمليات المسجلة لترميم القطاع المحفوظ قد وصل إلى 16 عملية، أما بالنسبة للعمليات المتبقية والتي لم يتم رفع التجميد عنها، فيقدر بخمس عمليات مالية، كما تم غلق ثلاثة منها كانت مسجلة ويتعلق الأمر بإنارة الجسور العتيقة التي تكفلت بها البلدية، فضلا عن سور القصبة التابع حاليا لوزارة الدفاع، وكذا عملية حفريات وإعادة الاعتبار لبعض النقاط.
لقمان/ق