عاينت أول أمس، لجنة البيئة وحماية المحيط بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة غابة جبل الوحش، حيث تستعد لتقديم تقرير حولها في دورة مقبلة، في وقت يطالب فيه نشطاء بيئيون بإعادة الاعتبار لها وتعزيز حمايتها والقيام بعمليات تشجير في المساحات الشاغرة بالقرب من الطريق السيار، فضلا عن إنجاز إحاطات بمداخلها.
وأعلن المجلس الشعبي الولائي عبر صفحته الرسمية بمنصة «فيسبوك» أن الزيارة الميدانية لمحمية غابة جبل الوحش جرت يوم 28 أوت، حيث شارك فيها رئيس لجنة البيئة وحماية الطبيعة بالمجلس مع عضو من اللجنة نفسها، كما حضر فيها ممثلون عن محافظة الغابات ومديريتي البيئة والموارد المائية، بالإضافة إلى ممثل عن جامعة الإخوة منتوري من كلية علوم الطبيعة والحياة ورئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة. ووقف المشاركون في الزيارة على حالة المحمية الغابية والنقائص المسجلة على مستواها، بعدما أصبحت تواجه العديد من المشاكل خلال السنوات الأخيرة.
وتعتبر غابة جبل الوحش المتربعة على مساحة واسعة رئة قسنطينة، حيث سبق للناشطين البيئيين في الولاية أن طالبوا بتعزيز حمايتها من خلال إنجاز إحاطة حول مداخلها، فضلا عن تنقية البحيرات الموجودة فيها، حيث تتزود البحيرات الثلاث الأولى بالمياه من خلال نظام مرتبط ببعضها، في حين تتمثل البحيرة الرابعة والخامسة في حواجز مائية مثلما ذكروا لنا، بينما ما زالتا تحتويان على المياه خلال فترة الصيف الحالية، على عكس البحيرات الأخرى التي جفت بسبب الحر، رغم أنها امتلأت بشكل كبير خلال بداية الصيف بعد هطول أمطار معتبرة طيلة أيام.
وذكر رئيس لجنة البيئة وحماية الطبيعة بالمجلس الشعبي الولائي، نبيل بوطمينة، أن جميع الهيئات العمومية والأطراف المتدخلة استدعيت للزيارة الميدانية من أجل المشاركة في إعداد التقرير حول وضعية غابة جبل الوحش، من بينها مديرية الموارد المائية من أجل الاطلاع على وضعية البحيرات التي تقوم على شبكة خاصة بها للتزويد من مياه الأمطار، في حين سيتم عقد لقاءات أخرى للخروج بتوصيات شاملة.
وأكد محدثنا أن مقترح إنجاز إحاطات في الغابة من النقاط التي شملتها عملية المعاينة، موضحا أن اللجنة لاحظت انتشار قطعان الأبقار في الغابة، حيث تقوم بإتلاف الشجيرات الجديدة التي يتم غرسها فيها خلال بحثها عن الكلأ، كما أوضح أن اللجنة ستأخذ بعين الاعتبار في تقريرها جميع العوامل البيئية الخاصة بجبل الوحش، على غرار جانب الرطوبة الذي توفره البحيرات، بالإضافة إلى عمليات إعادة تشجير المساحات في الغابة، كما ستشمل وضعية الغطاء النباتي الذي عرف تناقصا في بعض الأنواع التي كانت موجودة في الغابة من قبل، فضلا عن الثروة الحيوانية التي تتأثر بمختلف العوامل الأخرى.
وذكر لنا ناشطون جمعويون أنهم طالبوا من قبل بإزالة بعض الأشجار المصابة بأمراض فطرية غير قابلة للعلاج، حيث أكدوا على ضرورة تعويضها تفاديا لانتقال العدوى إلى أشجار أخرى، في حين تسجل الغابة استعادة العديد من أنواع الأشجار لعافيتها على غرار الصنوبر الثمري والحلبي، كما أشاروا إلى ضرورة إعداد إحصاء لجميع مكونات الغطاء النباتي وإعادة تشجير المساحات المتضررة من الحرائق ووضع برنامج للحفاظ عليها إلى غاية نموها، كما تحدثوا عن ضرورة تشجير المساحات الغابية المتاخمة للطريق السيار وحمايتها، خصوصا مع وجود بعض النشاطات التجارية الفوضوية فيها.
وقد أكد لنا المكلف بالاتصال في محافظة الغابات لولاية قسنطينة من قبل، برمجة عمليات إطلاق الحجل والبط على مستوى غابة جبل الوحش، بعد تنفيذ عمليات مماثلة، خصوصا على مستوى البحيرات، في وقت تضم فيه غابة جبل الوحش أكثر من 43 نوعا من الأشجار، من بينها أنواع جلبت من أوروبا وقارات أخرى، فيما ذكر لنا رئيس لجنة البيئة بالمجلس الشعبي الولائي أن محمية جبل الوحش توازي حديقة التجارب للحامة في العاصمة. وتجدر الإشارة إلى أن جمعيات مجتمع مدني ومصالح الغابات والبلدية ومنتخبين قد نظموا حملة تنظيف واسعة بغابة محمية جبل الوحش منتصف شهر أوت الجاري، فيما تعتبر المحمية من أكثر الوجهات استقطابا للعائلات والزوار خلال فصل الصيف، خصوصا في الساعات المسائية.
سامي.ح
