يفرض تجار منتجات التبغ بقسنطينة زيادات عشوائية على المواطنين منذ أكثر من أسبوع، حيث وصلت إلى 40 دينار في العلبة الواحدة من السجائر، معللين المشكلة بزيادات من طرف بائعي الجملة، في وقت تؤكد فيه مديرية التجارة للولاية عدم تسجيل زيادة رسمية على مستوى الوحدات الإنتاجية.
وقمنا بجولة عبر أكشاك الخدمات المتعددة بمدينة قسنطينة، التي تعرض السجائر ومنتجات التبغ، منذ حوالي أسبوع، فوجدنا أن العديد من أصحاب محلات البيع بالتجزئة اكتفوا بتسويق المخزون القديم بسبب الزيادات التي فرضها عليهم بائعو الجملة، حيث ذكر لنا أحد التجار أن الزيادة وصلت إلى 400 دينار في الخرطوشة التي تضم 10 علب في سوق الجملة، موضحا أن بعض بائعي الجملة لم يفرضوا على أصحاب محلات التجزئة أكثر من 200 دينار في الخرطوشة، في حين قام بعض بائعي الجملة بإغلاق محلاتهم مؤقتا خصوصا خلال أول يومين من الزيادة. وأضاف التاجر نفسه أن بعض بائعي الجملة سوقوا سلعهم لفائدة التجار دون إعلامهم بالتسعيرة الجديدة ليتفاجأوا بالتكاليف الإضافية المعتمدة من طرفهم بعدما قرروا دفع ثمن السلع التي حصلوا عليها مسبقا.
ولمسنا لدى أصحاب محلات التجزئة تباينا في الأسعار، فبعضهم أقر زيادات بعشرين دينارا في علب السجائر التي تحمل الماركات الأجنبية، بينما عمد آخرون إلى فرض زيادات بثلاثين وأربعين دينارا، على غرار إحدى العلامات التي ارتفعت من 280 دينارا للعلبة إلى 320 دينارا، فيما وصل الأمر ببعض البائعين إلى عرضها بتسعيرة 330 دينارا، متحججين بأن سعرها الأصلي لا يقل عن 290 دينارا، كما رفع البائعون أسعار السجائر المجزأة من نفس العلامة من 15 دينارا للسيجارة إلى 17.5، ما أصبح يفرض على الزبائن اقتناء اثنين معا بتسعيرة 35 دينارا أو سيجارة واحدة بتسعيرة 20 دينارا بسبب عدم توفر قطع الفكة الصغيرة.
واعتبر مدخنون تحدثنا إليهم، أن طريقة التجار في رفع أسعار السيجارة الواحدة تهدف لوضع الزبائن أمام الأمر الواقع للقبول بالزيادة، ناهيك عن أن تسويق علبة سجائر بتجزئتها يحقق للبائعين أرباحا أكبر، حيث يصل سعرها إلى 350 دينارا للعلبة في العلامة المعنية، في حين لاحظنا أن أسعار بعض العلامات الأخرى قد وصلت إلى 390 دينارا للعلبة وبلغ فيها سعر السيجارة الواحدة 25 دينارا، بعدما لم يكن يتجاوز 350 دينارا، كما ذكر لنا بائعون أن تجار الجملة لم يقدموا لهم أسبابا واضحة عن المشكلة، معللين الأمر بأن «الزيادة من المؤسسة المنتجة». وقد امتنع العديد من تجار التجزئة عن تزويد محلاتهم بكميات كبيرة من علب السجائر، حيث ذكر لنا أحدهم أن الكثيرين منهم ينتظرون عودة استقرار الأسعار في السوق، في حين أخبرنا بائع يوم أمس أن العديد من تجار الجملة بدأوا يكتفون بفرض زيادة بقيمة 20 دينارا فقط في العلبة.
وذكر لنا تجار أيضا أن سبب التذبذب يعود إلى فرض تحيين الوضعيات مع الضرائب والتعامل بالفواتير على تجار الجملة، ما جعل العديد منهم يتوقفون عن اقتناء السلع مؤقتا في انتظار تسوية وضعياتهم، في حين أكد مدير التجارة لولاية قسنطينة، عبد الرشيد حجال، في اتصال بالنصر، عدم وجود أي زيادات من طرف وحدات الإنتاج في أسعار السجائر في الوقت الحالي، مثلما أكدته وحدات الإنتاج لمصالح المديرية، حيث تعمل مصالح التجارة على متابعة السوق للنظر في مسألة الزيادات، بالتنسيق مع المصالح المختصة.
وقد عرفت أسعار التبغ على امتداد السنوات الأخيرة زيادات دورية مستمرة من طرف المؤسسة المنتجة، خصوصا في العلامات الأجنبية نصف المصنعة محليا، إلا أن محلات التجزئة غالبا ما تستفيد من زيادات أكبر فيها على حساب المستهلكين، خصوصا عند تجزئة العلب وبيعها كسجائر، في حين أصبح العديد من المدخنين يعوضون السجائر التقليدية بالإلكترونية مع انتشارها وفتح محلات لبيعها وبيع المواد المرتبطة بها، مثل القطع الإلكترونية الخاصة بها ومادة النيكوتين المستعملة فيها بنكهات متعددة وأصناف مختلفة من الأدوات المستعملة للتدخين، حيث يتخذون منها وسيلة للإقلاع عن التدخين التقليدي، فضلا عن أنها أقل تكلفة مقارنة بالتبغ العادي، كما يعتقد أغلب مستعمليها أنها غير مضرة، رغم التحذيرات من خطورتها هي الأخرى. سامي .ح