أبرمت بلدية قسنطينة اتفاقية شراكة وتعاون مع بلدية أشافنبورغ الألمانية، تسمح بالاستفادة من خبرة في مجال رقمنة الإدارة وإعادة استغلال البلاستيك والنفايات المنزلية، لينطلق المشروع ميدانيا على مستوى حيي بومرزوق وميموزة بعد تدعيهما بكل التجهيزات اللازمة.
واستضافت أمس بلدية قسنطينة، وفدا ألمانيا من أجل تثبيت اتفاقية شراكة وتوأمة مع بلدية أشافنبورغ للمضي في رقمنة الإدارة، وكذا في مجال إعادة تسيير واستغلال البلاستيك والنفايات. وعرضت بلدية قسنطينة مقطع فيديو يظهر عراقة وتاريخ المدينة إضافة إلى مجموعة من المشاريع التي جسدت في إطار الشراكة الأولى المبرمة سنة 2021، كما استعرض الجانب الألماني طريقة عمل الشركات في عدة مجالات وخاصة تسيير النفايات، لاسيما وأن هذا البلد يعتبر رائدا في المجال عالميا.
وحضر هذه المناسبة ممثلون عن وكالة التعاون الدولي الجزائري الألماني «جيز» المشرفة على هذه الاتفاقية، إضافة إلى منتخبين في المجلس الشعبي البلدي لقسنطينة والولائي، وعدد من سكان المدينة، الذين تعرفوا على تفاصيل مهمة حول هذه التوأمة والمتمثلة في تحديد وضع حاويات خاصة بجمع البلاستيك وأخرى من النفايات المنزلية، حيث يقوم كل مواطن برمي القمامة في الحاوية المناسبة على أن يعاد استغلالها سواء بإعادة تدويرها أو بيعها، لترجع تلك العائدات المادية على الحي بالفائدة من أجل استغلالها في برمجة مشاريع على غرار خلق فضاءات ترفيهية أو ملاعب جوارية أو في الصيانة بالعمارات على غرار المصاعد أو الترميم وغيرها.
وأكد رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، للنصر، أنه تم توقيع شراكة بين بلديتي قسنطينة وأشافنبورغ الألمانية في إطار توأمة وتحت إشراف الوكالة الدولية للتعاون الجزائري الألماني، مذكرا أنها انطلقت سنة 2021، كما تحدث عن الشراكة الجديدة التي تمحورت في شقين، الأول هو رقمنة الإدارة والثاني تسيير وإعادة استغلال النفايات، موضحا أنه تنقل لألمانيا قبل فترة ليتم الاتفاق على الشقين سالفي الذكر، قبل التحول مستقبلا إلى مجالات أخرى.
وذكر «المير» أن الشقين المختارين كانا محل مناقشة في عدة ورشات نظرية عبر تقنية التحاضر بالفيديو، ليحط الوفد الألماني الرحال بقسنطينة أول أمس في زيارة تمتد لخمسة أيام، تجسيدا للانتقال من الجانب النظري إلى العمل التطبيقي، وذلك في ورشات ستمكن من نقل الخبرات، لأن قسنطينة بحسبه، تملك خزانا كبيرا من الموارد البشرية متمنيا أن تعود هذه الشراكة بالفائدة على المدينة وسكانها.
وأضاف المتحدث أن البلدية ستتحول إلى مجالات أخرى في سنة 2024 ما يمكن من تجسيد ورشات ميدانية أخرى، وذلك بعد تعميم مشروع تسيير النفايات على كل الأحياء، ما سيعود بالفائدة أيضا على المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين الذين حضروا بقوة أمس، متمنيا جلب مشاريع جديدة للمدينة في المستقبل القريب، كما ذكر أنه منفتح تماما على كل الاقتراحات التي تعود بالفائدة على البلدية والولاية وخاصة المواطن. وقال بن ساري، إن البلدية اختارت حيين نموذجيين من أجل تجربة تسيير وإعادة استغلال البلاستيك والنفايات المنزلية، وهما بومرزوق وميموزة شاكرا السكان على تجاوبهم مع المشروع، مؤكدا تزويدهما بكل الوسائل والتجهيزات من أجل إنجاح العملية، على أن يتنقل الوفد الألماني إلى عين المكان من أجل الوقوف على بداية المشروع، وبداية نقل خبراته، متمنيا أن تكون النتيجة مدينة نظيفة واستغلال أمثل للنفايات من أجل الفوز بجائزة أنظف وأفضل بلدية وطنيا.
أما عن طريقة استغلال النفايات، فقد أكد رئيس البلدية أن الأمر مفتوح ومتروك ليقرره المستثمرون بالتنسيق مع الوفد الألماني، والأهم بالنسبة له وللمجلس البلدي أن يعود بالفائدة على السكان، مؤكدا أن هدفه وبقية المنتخبين يبقى خلق مركز لإعادة التدوير لتجسيد عدة مشاريع متمثلة في جمع البلاستيك والزجاج والحديد وغيرها من المواد، موضحا أن البلاد تتوفر على كم هائل من النفايات التي يجب استغلالها، وبأن المشروع لن ينجح دون استجابة السكان.وأضاف رئيس بلدية قسنطينة، أن الوفد الألماني سيقدم جملة من الأفكار في طريقة تسيير النفايات بعد خروجه ميدانيا إلى حي بومرزوق ثم ميموزة، معترفا أن التحول لن يكون بسرعة، ممثلا بأن ألمانيا استغرقت 10 سنوات قبل التحكم الأمثل في فرز المواد خلال عملية الجمع.
وألقت ممثلة عن وكالة التعاون الدولي الجزائري الألماني «جيز»، كلمة أعربت خلالها عن أملها في أن يعود المشروع بالفائدة على الطرفين، كما عبر رئيس بلدية أشافنبورغ الألمانية عن سعادته بهذه الشراكة.
حاتم/ ب