ترتقب السلطات المحلية لولاية قسنطينة تجسيد مشاريع محيطات مائية جديدة للسقي مستقبلا من أجل مواجهة تبعات الجفاف الذي أثر على الإنتاج الفلاحي بشكل كبير خلال الموسم الماضي، حيث أكد والي قسنطينة اللجوء لاستغلال مياه السدود أيضا بعد استكمال محطات التحلية الجاري إنجازها في ولايات ساحلية، في حين افتتح أول أمس، الصالون الدولي للفلاحة والمواد الغذائية بمشاركة 157 عارضا، من بينهم 27 شركة من 5 دول أجنبية.
وأشرف والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، على افتتاح الطبعة الثانية من المعرض الدولي للفلاحة والمواد الغذائية والتغليف للشرق الجزائري، الذي ينتظم بقاعة العروض الكبرى أحمد باي إلى غاية يوم غد الأحد، حيث قال في تصريح للصحافة إن عدد العارضين عرف زيادة كبيرة في الطبعة الحالية، فضلا عن أنه يعرض منتجات محلية جديدة، معتبرا أن الصالون يبرز التكامل بين الفلاحين والمستثمرين في القطاع الفلاحي، خصوصا ما يتعلق بالآلات الموجهة لتحويل المنتجات الفلاحية التي أصبحت مجالا يستقطب العديد من المتعاملين. واعتبر المسؤول أن قطاع الفلاحة أصبح إستراتيجيا بعد أن حبته السلطات العمومية بأهمية كبيرة، لاسيما ما يرتبط بإنتاج المحاصيل الإستراتيجية، التي تعتبر قسنطينة من الولايات المتميزة بها، على غرار الحبوب والبقوليات الجافة.
وأكد الوالي في رد على سؤال النصر حول التدابير المتخذة لتجنب تبعات نقص تساقط الأمطار في الموسم الفلاحي الجديد، أن “هناك مشاريع ستجسد في المستقبل القريب”، حيث تتضمن إنشاء محيطات سقي، خصوصا بعد استكمال إنجاز محطات التحلية على مستوى الولايات الساحلية، أين سيتم استغلال مياه السدود المستعملة للشرب حاليا في السقي أيضا. من جهته أفاد محافظ الصالون، أحمد حنيش، بأن الطبعة الحالية تعرف مشاركة 157 عارضا من شركات وطنية عمومية وخاصة، فضلا عن 27 شركة من 5 دول أجنبية، حيث تستهدف عرض التقنيات الجديدة في مجال الفلاحة بغرض الاستثمار في الجزائر وخلق فرص الشراكة.
واعتبر المتحدث أن منطقة الشرق تنطوي على إمكانيات كبيرة بفضل توفرها على أراض خصبة وبنى تحتية وتشجيع السلطات العمومية، في حين أوضح أن محافظة الصالون تتوقع 30 ألف زائر وإبرام حوالي 50 اتفاقية شراكة واستثمار، كما يتضمن البرنامج لقاءات ثنائية بين مختلف الأطراف المشاركة. ولفت محدثنا إلى أن الشركات الأجنبية قادمة من الصين والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وتونس، حيث تعرض منتجاتها بالشراكة مع شركات وطنية عمومية وخاصة.
دراجات نارية موجهة للأنشطة التجارية بمعرض “أغرست اكسبو”
وجال وفد السلطات المحلية المرافق لوالي قسنطينة بمختلف أجنحة الشركات والمتعاملين المشاركين في الصالون، حيث استوقفت المسؤولين عدة مشاريع تنطوي على الجانب الابتكاري، على غرار الجناح الخاص بشركة “فياماس” المتخصصة في إنتاج المركبات ذات المحرك، حيث عرض ممثلوها نماذج من الدراجات الثلاثية الجديدة المصنوعة في هياكل قطر موجهة للاستغلال في شكل مركبات صغيرة لبيع الخضر والإطعام السريع والأسماك والمغاسل المتنقلة. وقال الوالي خلال اطلاعه عليها، إنها نماذج عملية وفعالة، فضلا عن أنها تمثل فرصة لخلق مناصب شغل لفائدة الشباب.
وأوضح لنا ممثل الشركة، زهير بوعليط، أن “فياماس” استحدثت العديد من النماذج التي تسمح للشباب بالعمل في مجالات متعددة بالشراكة مع شركة “جيمي انداستري” التي تتكفل بجانب تجهيز الدراجات النارية، فضلا عن أنها تتيح البيع بالتقسيط من خلال البنك أو المنصة الرقمية “ديار دزاير” التي تسمح بالشراء بالتقسيط عبر الانترنيت. وشارك في الإشراف على افتتاح المعرض الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة لولاية قسنطينة، عمار بن ناصر، حيث جاء مرفوقا بالمستشار التجاري في سفارة فيتنام لدى الجزائر، هوانغ دوك نوان، الذي قال في تصريح للنصر إن سفارة بلاده مهتمة كثيرا بهذا المعرض، حيث تشارك فيه كزائر، معتبرا أنه سانحة لاستعراض فرص التعاون التجاري والشراكة بين فيتنام والجزائر.
وأضاف المستشار أنه زار عدة أجنحة وتحدث إلى ممثلين شركات التي سبق لها عقد تبادلات تجارية مع فيتنام، على غرار مصدّري فرينة الخرّوب والتمور، فضلا عن مستوردي المواد الفلاحية الأولية من فيتنام نحو الجزائر مثل جوز الكاجو والقهوة الخضراء. وأكد المصدر نفسه أن سفارة بلاده ستزوّد الشركات في بلاده بالمعلومات حول الصالون وفرص الاستثمار من أجل دعوة الشركات الفيتنامية للمشاركة في الطبعات القادمة، في حين أثنى على غرفة التجارة والصناعة “الرمال” لولاية قسنطينة، التي عقدت من قبل لقاءات مع السفير الفيتنامي السابق، مشيرا إلى أن السفير الجديد لهانوي لدى الجزائر يرغب في زيارة قسنطينة من أجل تطوير مجالات جديدة للتعاون والتبادل بين البلدين.
مؤسسات محلية تعرض منتجاتها الموجهة للتصدير
من جهة أخرى، عرض مستثمرون من ولاية قسنطينة منتجاتهم الغذائية الموجهة للتصدير، على غرار صاحب شركة “المخللة القسنطينية الكبرى”، طارق بولمرقة، الذي يرأس أيضا الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين، حيث أوضح في تصريح لنا أن أول عملية تصدير لمنتجات علامة “خل البلاد” بدأت في سنة 2003 باتجاه مرسيليا، كما أشار إلى أن الشركة تنتج المادة الخام للخل الطبيعي أيضا، التي تستعمل من قبل منتجي عدة مواد غذائية بشكل أساسي. وأضاف المصدر نفسه أن الشركة استثمرت منذ 3 سنوات أيضا في مجال تصدير الخل كنكهات باتجاه ليبيا وتونس، فضلا عن تصديره كمادة خام باتجاه السنغال، إلى جانب فرنسا وبلجيكا.
وتعتزم الشركة التي تستثمر بولاية قسنطينة توسيع وجهات منتجاتها نحو الخارج من خلال الصالونات الجزائرية الدائمة التي استحدثت في السنغال وموريتانيا بما سيسمح بالتمدد في السوق الإفريقية. أما بخصوص جمعية المصدرين التي يرأسها، فأوضح بولمرقة أنها تسعى لمرافقة جميع المشتغلين في مجال التصدير، مشيرا إلى أنها تنسق مع جميع الوزارات وتعمل على رفع العراقيل العديدة التي تواجه المصدرين، حيث عقدت أول اجتماع مع وزير النقل الذي وعد بوضع تسهيلات كبيرة، مؤكدا أن الجمعية عضو في اللجنة العليا للتصدير التي يرأسها الوزير الأول.
ولفت محدثنا إلى أن المواد المصدرة في الوقت الحالي خارج المحروقات، تشمل المواد الغذائية و”كلنكر” الإسمنت والسيراميك والحديد والمواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية، مؤكدا أن المنتجين يملكون رغبة في التصدير لكنها تتطلب مرافقة ودعما، بينما قال إن المصدرين يطالبون بفتح صالونات عرض ثابتة في الخارج، فضلا عن أن الجمعية تلح على تعزيز مناطق التجارة الحرة. وذكر المصدر نفسه أن عددا من المنتجين في ولاية قسنطينة يقومون بالتصدير، خصوصا في مجال الإنتاج الصيدلاني والمواد الغذائية. ويشتمل المعرض أيضا على أجنحة لشركات مختصة في إنتاج الشتلات بطرق جديدة، فضلا عن المواد الصيدلانية الحيوانية والأسمدة النباتية، كما تعرض فيه شركات منتجات غذائية متنوعة ومنتجات تغليف خاصة بقطاع تحويل المواد الغذائية والعتاد الفلاحي، فضلا عن أجنحة خاصة بجامعات قسنطينة وغيرها.
سامي .ح