تعرف محطات توقف ترامواي بالمقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، تواجد عدد من المنحرفين الذين حولوها من مكان انتظار للعائلات لوسيلة النقل إلى فضاء لممارسات غير أخلاقية، ما جعل شرطة علي منجلي تتدخل و تشرع في حماية محيط تلك المحطات و حتى داخل العربات.
و حوّل بعض الشباب محطات الترامواي إلى مكان لممارسة مختلف نشاطاتهم المشبوهة، إما باستهلاك المخدرات أو السرقة و مضايقة النساء و الفتيات، فيما يستغل الكثير منهم تلك الكراسي في ممارسة لعبة «الدوداش» ما يحول دون استغلالها من طرف المسنين أو العائلات التي تنتظر وصول عربات الترامواي.
و أصبحت محطات التوقف، بحي «الفيرمة» و «كوسيدار» ملكية خاصة لبعض المنحرفين الذين يجلسون بها لساعات و خاصة في الفترة المسائية، و منهم من يشغل أغاني خادشة للحياء عبر هواتفهم النقالة و منهم من يطلق كلمات نابية كردة فعل عن خسارته للعبة «الدوداش»، فيما يستحوذ البعض منهم على تلك الكراسي بحثا عن صيد سهل يتمثل في مضايقة الفتيات بكل أريحية و دون حرج بما أن المكان مغطى. و اشتكى عدد كبير من المواطنين للنصر، و خاصة أرباب العائلات من تلك الممارسات، مؤكدين أن الكثير منهم أصبح يتفادى التوجه لتلك المحطات و خاصة في الفترة المسائية، لتواجد المنحرفين بها، و أوضحوا أنهم يعيشون تصرفات تحرجهم أمام عائلاتهم و خاصة زوجاتهم، و أضافوا أنهم يفضلون استعمال وسائل نقل أخرى متمثلة في سيارات الأجرة أو الحافلات رغم أنهم بصدد التنقل من حي إلى آخر داخل علي منجلي.
و جابت النصر بعض المحطات في علي منجلي قبل أيام، بداية من الساعة الخامسة و النصف و هو موعد قدوم المنحرفين لمكانهم المفضل، حيث تواجدنا في محطة «الفيرمة»، أين يجلس شباب يستمتعون باللهو على هواتفهم النقالة و هم يجلسون جلوسا غير معتدل، و يطلقون صرخات مزعجة غير واضحة إن كانت قد أطلقت بدافع الفرح أو الحزن، فيما يقف مواطنون بمحاذاتهم ينتظرون قدوم العربات بفارغ الصبر من أجل الابتعاد عن هؤلاء المنحرفين.
أما بمحطة «كوسيدار»، فقد لاحظنا أن شباب يجلسون بتلك المقاعد المخصصة لمستعملي الترامواي، و هم يطلقون موسيقى عالية من هواتفهم بل راحوا يرددونها بصوت عالي، فيما شاهدنا في الجهة المقابلة شباب يلهون مع كلابهم الهجينة ما جعل بعض النساء تبتعدن كثيرا عن موقع توقف العربات و يضطررن للسير بسرعة عند وصولها، خشية من تضييع الرحلة التي انتظروها طويلا، من أجل التخلص من تلك التصرفات المشبوهة التي يطلقها شباب يقطنون على بعد عشرات الأمتار من تلك المحطات حسب ما أخطرنا به مواطنون.
و تحولت محطات توقف الترامواي و حتى الحافلات في علي منجلي، إلى مكان يلتقي فيه المنحرفون مع غروب الشمس، خاصة و أنها تقيهم من أشعة الشمس في الصيف و من برد و أمطار الشتاء، و بعد القيام بجولة خفيفة في علي منجلي ليلا وجدنا أن كل المحطات بداية من حي «الفيرمة» وصولا إلى المحطة النهائية مقابل جامعة عبد الحميد مهري، إضافة إلى محطات الحافلات الواقعة في الطريق الفاصل بين الوحدتين 6 و 8 و كذا الواقعة في الوحدتين 7 و 9، محجوزة لشباب لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة، تجدهم في درجة عالية من التركيز على ما يقومون به من سلوكات منحرفة.
و رغم هذه التجاوزات، إلا أن مصالح أمن ولاية قسنطينة تركز و تدعم عمليات المراقبة في المقاطعة الإدارية علي منجلي يوميا، و حسب خلية الإعلام و الاتصال لمصالح أمن ولاية قسنطينة، فقد برمجت دوريات ميدانية يومية لرجال شرطة بمحطات توقف عربات ترامواي، إضافة إلى مرافقة أمنية للمسافرين داخل العربات، خاصة و أنها عرفت عشرات حالات السرقة و الاعتداء منذ دخول توسعة الشطر الثاني حيز الخدمة، و تم توقيف عدة مجرمين في محطة توقف «كوسيدار» و خاصة «الفيرمة».
حاتم / ب
